جميلة بو حيرد

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة جميلة بو حيرد لـ نزار قباني

الاسم : جميلة بو حَيْرد ..
رقم الزنزانة : تسعونًا ..
في السجن الحربيّ بوهْران ..
والعمر اثنان وعشرونًا ..
عينان كقنديليْ معبدْ ..
والشعر العربيّ الأسود ..
كالصيف ..
كشلالِ الأحزان ..
*
إبريق الماء .. وسجّان ..
ويدٌ تنضمّ عن القرآن ..
وامرأة في ضوء الصبحِ ..
تسترجع في مثل البوحِ ..
آيات محزنة الأرنان ..
من سورة ( مريم ) و ( الفتحِ ) ..
*
الاسم : جميلة بو حيْرد ..
اسم مكتوب باللهبِ ..
مغموس في جرح السحبِ ..
في أدب بلادي . في أدبي ..
العمر اثنان وعشرونًا ..
في الصدر استوطن زوج حمام ..
والثغر الراقد غصن سلام ..
امرأةٌ من قُسْطنطينة ..
لم تعرف شفتاها الزينة ..
لم تدخل حجرتها الأحلام ..
لم تلعب أبدًا كالأطفال ..
لم تُغرم في عقد أو شال ..
لم تعرف كنساء فرنسا ..
أقبية اللذّة في ( بيغال ) ..
*
الاسم : جميلة بو حيرد ..
أجمل أغنية في المغرب ..
أطول نخلة ..
لمَحتْها واحات المغرب ..
أجمل طفلة ..
أتعبتِ الشمس ولم تتعب ..
يا ربي . هل تحت الكوكب ؟
يوجد إنسان ..
يرضى أن يأكل .. أن يشرب ..
من لحم مجاهدة تصلب ..
*
أضواء ( الباستيل ) ضئيلة ..
وسعال امرأة مسلولة ..
أكلت من نهديها الأغلال ..
أكل الأنذال ..
( لاكوست ) وآلاف الأنذال ..
من جيش فرنسا المغلوبة ..
انتصروا الآن على أنثى ..
أنثى .. كالشمعة مصلوبة ..
القيد يعضّ على القدمين ..
وسجائر تطفأ في النهدين ..
ودم في الأنفِ .. وفي الشفتين ..
وجراح جميلة بو حيرد ..
هي والتحرير على موعد ..
*
مقصلة تُنصب .. والأشرار ..
يلهون بأنثى دون إزار ..
وجميلة بين بنادقهم ..
عصفور وسط الأمطار ..
الجسد الخمريّ الأسمر ..
تنفضه لمسات التيار ..
وحروق في الثدي الأيسر ..
في الحلمة ..
في .. في .. يا للعار ..
*
الاسم : جميلة بو حيرد ..
تاريخ .. ترويه بلادي ..
يحفظه بعدي أولادي ..
تاريخ امرأة من وطني ..
جَلَدَتْ مقصلة الجلاد ..
امرأة دوخت الشمسا ..
جرحتْ أبعاد الأبعادِ ..
ثائرة من جبل الأطلس ..
يذكرها الليلك والنرجس ..
يذكرها .. زهر الكبّاد ..
ما أصغر ( جان دارك ) فرنسا ..
في جانب ( جان دارك ) بلادي ..

عن نزار قباني

نزار قباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) شاعر سوري معاصر من مواليد مدينة دمشق.

تعريفه من ويكيبيديا

نزار بن توفيق القباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) دبلوماسي وشاعر سوري معاصر، ولد في 21 مارس 1923 من أسرة عربية دمشقية عريقة. إذ يعتبر جده أبو خليل القباني من رائدي المسرح العربي. درس الحقوق في الجامعة السورية وفور تخرجه منها عام 1945 انخرط في السلك الدبلوماسي متنقلًا بين عواصم مختلفة حتى قدّم استقالته عام 1966؛ أصدر أولى دواوينه عام 1944 بعنوان "قالت لي السمراء" وتابع عملية التأليف والنشر التي بلغت خلال نصف قرن 35 ديوانًا أبرزها "طفولة نهد" و"الرسم بالكلمات"، وقد أسس دار نشر لأعماله في بيروت باسم "منشورات نزار قباني" وكان لدمشق وبيروت حيِّزٌ خاصٌّ في أشعاره لعلَّ أبرزهما "القصيدة الدمشقية" و"يا ست الدنيا يا بيروت". أحدثت حرب 1967 والتي أسماها العرب "النكسة" مفترقًا حاسمًا في تجربته الشعرية والأدبية، إذ أخرجته من نمطه التقليدي بوصفه "شاعر الحب والمرأة" لتدخله معترك السياسة، وقد أثارت قصيدته "هوامش على دفتر النكسة" عاصفة في الوطن العربي وصلت إلى حد منع أشعاره في وسائل الإعلام.—قال عنه الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة : (نزار كما عرفته في بيروت هو أكثر الشعراء تهذيبًا ولطفًا).

على الصعيد الشخصي، عرف قبّاني مآسي عديدة في حياته، منها مقتل زوجته بلقيس خلال تفجيرٍ انتحاري استهدف السفارة العراقية في بيروت حيث كانت تعمل، وصولًا إلى وفاة ابنه توفيق الذي رثاه في قصيدته "الأمير الخرافي توفيق قباني". عاش السنوات الأخيرة من حياته مقيمًا في لندن حيث مال أكثر نحو الشعر السياسي ومن أشهر قصائده الأخيرة "متى يعلنون وفاة العرب؟"، وقد وافته المنية في 30 أبريل 1998 ودفن في مسقط رأسه، دمشق.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي