جنيت باللحظ يوما ورد وجنته
أبيات قصيدة جنيت باللحظ يوما ورد وجنته لـ عبد الله فريج

جَنيتُ بِاللَحظِ يَوما وَردَ وُجنَتِهِ
وَاِذ رَأى اِنَّني منهُ اِنا الجاني
فَاِستَقَطر الوَردَ من عَيني دَماً وَلذا
قَد صاحَ طرفي عَلى نَفسي اِنا الجاني
اِنا الَّذي لَستُ اِخشى العذلَ من احدٍ
اِذا حَبيبي بِوَعدٍ مِنهُ اِوفاني
وَان يَجُد لي بِوَصلٍ بَعدَ جفوَتِهِ
فَلا أُبالي احبّاً كنتُ اِو فانِ
لِلَّهِ عَهدُ الاحبّاكم زهت وَصفَت
لديَّ فيهِ أُوَيقاني وَأَحياني
لَو عادَ لي مِنهُ يَومٌ بِالوَفا وَصَفا
وَكنتُ تَحت الثَرى ميتاً لاحباني
اِفديهِ ريماً فَلا يَأوي سِوى مهجٍ
قَد حَرَّمَ النَومَ اِن يَأوي بِاِجفاني
لحاظهُ مُرهَفاتُ البيض في سَبَهٍ
وَاِنَّما الفَرقُ لَم تَغمَد بِاِجفاني
لَقد سَما مُنيَتي بِالحُسن مرتَقِياً
مِن فَوقِ عرشِ البَها في اِرفَع الشانِ
اِضحى كَبَدرِ كَمالٍ في مَحاسِنِهِ
فَلَم يَكُن من مَجالٍ فيهِ لِلشاني
رَشاً فَلا زالَ مِنّي القَلبُ مسكنهُ
وَلو لدى الحبَّ عَنّي صَدّا او مالا
اِفديهِ بِالروحِ وَالاهلَين قاطِبَةً
وَلَستُ ابغي بَديلاً عَنهُ اِو مالا
وَاهيفٍ بِسُيوفٍ من لَواحِظِهِ
ياما لاِهل الهَوى قَد بِتَّ اوصالا
ريمٌ وَلكنَّهُ لَيثُ البطاحِ اِذا
ما هَزَّ قَدّا عَلى العَشاقِ اِوصالا
من ذا الَّذي في جَميعِ الناسِ سابَقَني
في مَعرض الحب يَوم الطَعن اِوجالا
اِغشو الاحبَّة وَالآساد رابِضَةٌ
وَلَستُ اِخشى من الاِساد اوجالا
بِمُهجَتي شادنٌ تَزهو شَمائِلُهُ
كَرَوض حُسنٍ جَنينا منهُ ماشينا
لَو قالَ هَيّا عَلى نارِ الفَضاءِ لَقَد
رُحنا اِلَيهِ عَلى النيرانِ ماشينا
وَايغدٍ قَد جَنينا وَردَ وُجنَتِهِ
بِاللَحظِ يَومَ اللُقا اِذ جاءَ نادينا
فَصاحَ وردٌ بِخَدَّيهِ الا عَجباً
مَن ذا الَّذي قَد جَنى بِاللَحظِ نادينا
يا مَن سَطا سيفُ لحظبها عَلى مهج
ماذا تُرى من عَذابِ الصَب تلقينا
لَقد تَلَونا الهَوى يَومَ النَوى سوراً
البَعضُ وَحياً وَمِنها البَعضُ تَلقينا
قُلنا لها وَالهَوى زادَت لَو اعجهُ
يا مَن عَن الصَبِّ يَوماً لا تَسالينا
فَهل سِواكِ لَنا في الحُبِّ من أَرَبٍ
وَهل سِوى ذكرِكَ المُشحي تَسالينا
املتُ في وَصلِهِ من بَعد جَفوَتِهِ
اِذ قَد لَقاني وَبالاِلحاظِ اِو مالي
ظَبيٌ عَلى مُهجَتي اِستَولَت محبتهُ
لا بَدعَ ان أُفدهِ بِالروحِ اِو مالي
وَقد عَزاني لِسلوانٍ فَقلتُ لهُ
وَاللَهِ يا مُنيَتي ما جِئتَ بِالبالِ
الّا وَكادَ فُؤادي اِن يَذوبَ اسىً
وَاوقَد الشَوقُ منّي حرَّ بِلبالي
ما ضَرَّهُ لَو تَلافى قَلبَ مُغرَمه
وَجادَ بِالوَصلِ يَوماً في تَلافيهِ
الى محَيّاهُ دامَ الطَرفُ ملتفتاً
كَأَنَّهُ محصفٌ دوماً تَلا فيهِ
قالوا بِهِ شامَةٌ في ثَغرِهِ طُبِعَت
شانَت مَحاسِن قَدرٍ قَد عَلا فيهِ
فَقُلتُ لا تَعجَبوا فَالشَهدُ ريقتَهُ
وَشامةُ الحسنِ ذي خَتمٌ على فيهِ
وَاهيفٍ قَد غَدا في القَلبِ مَسكَنَهُ
فَاِصبَحَ الصَبُّ خالي النَوم منفيهِ
وَراشَ لِلقَلبِ سَهماً من لَواحِظه
فَهَل تُرى ما دَرى وَيلاهُ من فيهِ
يا مَن تَسامى بِافقِ الحُسنِ مُرتَقِباً
عَن كُلِّ قَدرِ وَفي عَرش البَهاراقي
سَرحتَ مِنّي فُؤاداً انتَ ساكِنَهُ
سِحراً فَما لَهُ من طب وَلا راقي
رَشاً اِذا سَلَّ من لَحظٍ مُهَنَّدَهُ
عَلى أُسودٍ تَقولُ المَوتُ قَد حانا
ما دارَ في مَجلِسٍ يَسعى بِريقَتِه
الّا رَأَيناهُ اضحى في الوَرى حانا
نَحنُ الاولى في الهَوى لَم نَخشَ من احدٍ
وَلو بعذلٍ مدى الاِيّامِ اولانا
وَاِن صَفا بِالتَلاقي شَملُنا وَوَفى
فَلا نُبالي تُقاسي الدَهرُ او لانا
نَذرٌ عَليَّ اِذا من بَعدِ جَفوَتِهِ
رَثى لِحالي بِعَطفٍ مِنهُ او زارا
لَأَسجُدَنَّ لَدَيهِ عِند رُؤيَتِهِ
وَلو حَملتُ بِذاكَ الفعلِ اوزارا
بَدرٌ فَليسَ عَجيبٌ عِندَ رُؤيَتِه
اِلَيهِ قَلبي اِذا ما فَرَّ او طارا
ريمٌ اِذا ريمَ مِنهُ الوَصلُ في سنةٍ
هَيهات اِن يَقضِ مِنهُ الصَبُّ اوطارا
اقولُ حبي نبيٌّ في الغَرامِ غَدا
فَقالَ قَومي وَهل فيهِ كَراماتُ
فَقُلتُ لَو كَيفَ لا وَالعاذِلونَ اِذا
خالوا لَوصالاً لَنا حالَ الكَرى ما توا
اِلَيكَ اِهلُ الهَوى طالَت رَسائِلُهم
يا مَن لَدَيهِ فَلا تُرجى الجَواباتُ
فَاِعطِف عَلَيهِم وَلو بِالطَيفِ في سِنةٍ
فَطالَما مِنكَ في حُرّ الجَوى باتوا
اِقولُ لِلحُبِّ لما صَدَّني وَجَفا
يا مَن بِهِجرانِهِ قَد زادَ اِمراضي
عدني بِوَصل وَبعد الوَعدِ يا أَملي
عَليَّ كُن ساخِطاً إِن شِئتَ ام راضي
اِبدَت صَدوداً وَاِعراضاً فَقُلتُ لَها
بِاللَهِ يَوماً اِلى وَصلِ الشَجى عودي
يا مَن لَها طيبُ ذكر فيهِ كَم طَرَبٍ
يُغني المَسامِعَ عن شادٍ وَعن عودِ
مَليكُ حُسنٍ من العُشّاقِ كَم خَضَعَت
لَهُ رِقابٌ وَكَم دانَت لهُ هامُ
لَو لاحَ يَوماً إِلى العَبّادِ لانذَهَلوا
بِهِ حيارى وَفي اِوصافِهِ هاموا
اِقولُ لما عَزاني لِلسلوِّ وَقد
اِبدى صُدوداً فَزادَ الهَجرُ اِوصابي
لا عِشتُ اِن كانَ قَلبي مائِلاً لِسِوى
هَواكَ يا مُنيَةَ الاِرواح اِو صابي
من لي بِهِ شادِنٌ زادَ النِفارُ بِهِ
لَم يَرثِ لِلصَبِّ ان ميتاً وَاِن حَيّا
تَعلَّم الطَيفُ منهُ صَدَّهُ فَغَدا
اِن مَرَّ يَوماً عَلى الوَلهانِ ما حَبا
ناديتُ رَغِبتُم فُديتم في الحَياةِ لهُ
لِوَصلِهِ بَعدَ ذياك الجفا عودوا
وَصَبرا لمن بِلَهيبٍ فَوقَ وُجنَتِها
تُصلي فُؤادي بِالا نارٍ وَتَكويني
فَكَيفَ اِسلوا هَواها بِالنَوى وَاِنا
عَلِقتُها في الحَشى من قَبل تَكويني
ريمٌ رَماني بِسَهمٍ مِن لَواحِظِه
فَقُلتُ لِلنَفسِ اِهوالَ الهَوى قاسي
فُؤادُهُ قَطُّ لا يَرثي لِعاشِقِهِ
كَأَنَّهُ في صِفاتٍ جامِدٌ قاسِ
اِذا صَبا لي حَبيبُ القَلبِ مُنعَطِفاً
وَمالَ لِلوَصلِ بَعدَ الهَجرِ اِو عادا
فَلا أُبالي وَذاكَ الشَملُ يَجمَعُنا
اِن صالَحَ الدَهرُ في صَرفيهِ اِو عادى
اِهوى رَشاً قَلما يَرثي لِذي وَلَهٍ
وَلَو جَرى الدَمع مِنهُ في الهَوى نيلا
اخو نفارٍ شَبيه الريم في فَزَعٍ
اِن ريمَ وَصلٌ لهُ هَيهات اِن نيلا
رَأى فُؤادي حَبيبُ القَلبِ في وَلَهٍ
رَهنَ التَلظّي فَناداني أَيا صاحِ
نَزِّه فُؤادَكَ عَن حُزنِ فَقُلتُ لَهُ
وَهَل فُؤاديَ مِن َمر الهَوى صاحِ
قُلنا وَطالَ النَوى مِن بَعدِ جبرتنا
وَلا بَرِحنا لَهُم بِالعَهد وافينا
مَضَت لَيالي الهَنا بِالوَصلِ ذاهِبَةً
فَيا لَيالي الصَفا بِالوَصلِ وافينا
صافِ الاحبّا وَلا تَخشَ العذولَ وَلا
تُبالِ يَوماً اِذا عاداكَ او صافي
وَاِن تَرُم مَوتَ عَذّالٍ بِلا سَبَبٍ
عَظم لَدَيهِم مِن المَحبوبِ اوصافا
ظَبيٌ اذا رامَ من صَبٍّ حَشاشَتُهُ
اِو روحهُ فَنَراهُ فيهِما سلَّم
تعلَّم الطَيفُ مِنهُ صدَّهُ فَغَدا
اِن مرَّ يَوماً عَلى مضناهُ ما سلَّم
تمنعت عَن وِصالٍ وَهيَ قائِلَةٌ
اِن دامَ وَصلٌ لصبٍّ اِوجب السَلوى
اما تَرى قَوم موسى كَيفَ قَد سَئِموا
ذفي سَيرِهِم من دوامِ المنّ وَالسَلوى
واهاً لباهي محيّاً جَلَّ مُبدِعُهُ
وَزانَهُ وَردُ خدٍّ فوقَهُ شامَه
فَلَو رَأَتهُ بِدور التَمِّ ما طَلَعَت
وَغابَ بَدرُ السَما لَو في الدُجى شامَه
الهَجرُ مِنهُ إِلى الاحباءِ تَهلكةٌ
وَالوَصلُ مِنهُ لِقَتلى الحُب انعاشُ
وَاِن يُفوّق سِهاماً من لَواحِظِهِ
لعاشقيهِ نَراهُم قَلَّ اِن عاشوا
اِقولُ لِلمُرتَضي بِالطَيفِ في سنةٍ
ما اِنتَ الّا كندمانٍ بِلا ساقِ
لا خَيرَ في الحُبِّ وَالمَحبوبِ قاطِبَةً
اِذ لَم يَرَ الساقَ ملتَفّاً عَلى الساقِ
لا بَدعَ اِن لامَ عَذا لي علَيَّ وَاِن
نَهَجتُ في سُبُلِ حُبّي خَيرَ منهاجِ
فَاِن لِلمَرءِ مَهما طابَ مَسلَكهُ
لا بُدَّ من مادِحٍ يَوماً وَمن هاج
يا مِن سِوى حبهِ لَم نتخذ ابداً
راياً وَلَم نَعتَقِد غَيرَ الهَوى دينا
أَقم عَلى الوُدِّ ما دامَت مودتُنا
فَالحُرُّ مِن دان في الدُنيا كَما دينا
قالوا سَلَوتَ الهَوى يا ذا فَقُلتُ لَهُم
وَحَقِّ عيسى وَموسى ثمَّ اصحابِه
مالي سِوى طَيفِكُم من مُؤنِس فيهِ
اِنامُ في وِحدَتي لَيلي وَاصحى بِه
في خَدِّهِ رَوضُ حسنٍ وَالعَذارُ نَما
عَلى حَواشيهِ ريحاناً وَمَنثوراً
رَأَيتُ رَوضاً زَها مِن فَوقِ وُجنَتِهِ
فَطَيرُ قَلبي عَلى اِفنانِه حاما
وَكَيفَ اِرجو مجاني رَوضةٍ عَبثاً
وَباترُ اللَحظِ عَن ارجائِها حامي
قَد عادَ لِلوَصلِ حُبّي بَعدَ جذوتِه
وَكان شَوقي لهُ في بَعدهِ نامي
فَقُلتُ لِلنَّفسِ في عَيشِ الهَوى رَغداً
طيبي وَلِلعَينِ في ظِل الهنا نامي
ايا اخا البَدرِ رِفقاً في الغَرامِ بِمَن
لَوفي الهَوى قَد وهت مِنهُ عَوافيهِ
فَلا يُبالي بواشٍ في تقوُّلهِ
وَلا بِعذلٍ يَراهُ قَد عَوى فيهِ
وَشى عَذولٌ لِمَحبوبي فَقاطَعَني
وَأَصبَحَت عيشَتي من بَعدِهِ مُرَّه
تَبّا لَهُ عاذِلٌ اِن رامَ مُفسِدَةً
في الخُبثِ يَعنو لَهُ طَوعاً ابو مُرَّه
تَبا لَهُ حاجِب زادَت قَساوَتُهُ
لما لباب الاحبّا قَد غَدا ما لك
دار بِها جنَّةُ بِالحورِ آهِلَةٌ
وَمن عَجيب ارى في بابِها مالِك
شرح ومعاني كلمات قصيدة جنيت باللحظ يوما ورد وجنته
قصيدة جنيت باللحظ يوما ورد وجنته لـ عبد الله فريج وعدد أبياتها مائة.
عن عبد الله فريج
عبد الله فريج أفندي. أحد أدباء وشعراء مصر في العصر الحديث اتقن الشعر بعد أن بلغ الأربعين من عمره. أهدى أشعاره صاحب السعادة: ادريس بك راغب وقد قال في مطلع ديوانه مادحاً له: لإدريس رب الفضل تحدى الركائب وتطوى على بعد الديار السباسبُ له أريج الازهار في محاسن الاشعار.[١]
- ↑ معجم الشعراء العرب