حاديها أين بها تذهب

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة حاديها أين بها تذهب لـ ابن فركون

اقتباس من قصيدة حاديها أين بها تذهب لـ ابن فركون

حاديَها أيْنَ بها تَذْهبُ

إذْ ليْسَ عن ورْدِ المنى مَذْهبُ

هذا هوَ الربْعُ بهِ للظِّبا

والأنْجُمِ المَرتعُ والمرْقبُ

إن تسْأل الرِّفْدَ يَجُدْكَ الحَيا

أو تَسْتَضئْ فالنّور لا يُحْجَبُ

لا يُظْمِئُ الوجدُ الحُمولَ التي

سرَتْ ومن دمْعي لها مَشرَبُ

شَامت سَنا بارِقها كُلّما

يجيءُ في الظلماءِ أو يذْهبُ

إنْ هُزّ فهْوَ ذابِلٌ مُشْرَعٌ

أو سُلّ فهْوَ صارمٌ مُذْهَبُ

وأدْهَمُ الليل يُجدُّ السُّرى

يَتبعُهُ من صُبْحِه أشْهَبُ

قد عُقِدَ الفجْرُ لهُ رايةً

عِقْدُ الدّراري تحْتها يُنْهَبُ

وجيرَةُ الحقِّ لهُمْ أوْجُهٌ

نورُ الضحَى بحسْنِها يعْجَبُ

يَشبّ وجْدُ القلب من ذِكْرِهمْ

مهْما تَبدّى فَوْدُهُ الأشيَبُ

سَعى بيَ الواشي لهمْ عندما

قد خيّمُوا والسّعْيَ ما خيّبُوا

مالي وللعذّال ما شأنُهمْ

كُلُّ مُحِبٍّ بِهِمُ مُتْعَبُ

قد علِموا بأنّ أهْلَ الهَوى

كُلُّ عَذابٍ عندهُمْ يَعْذُبُ

هلْ أعْيُنٌ فُوِّقْنَ أمْ أسْهُمٌ

تُصْمي بِها قُلوبَنا الرَّبْرَبُ

هذا وكمْ للدّهْرِ من جفْوةٍ

لا تُبْلِغُ الآمِلَ ما يَطْلُبُ

كمْ قلّبَتْ قلبيَ في جَمْرِها

وإنهُ لحُوَّلٌ قُلَّبُ

دهْرٌ جَهامٌ سُحْبُهُ كلّما

يُرْجى الحَيَا وبرْقُهُ خُلَّبُ

فأين منهُ يا إمامَ الهُدى

إلا إلى عليائِكَ المَهْرَبُ

حدائِقُ الآداب مُذْ أمْحَلَتْ

ما هَبّ منها نفَسٌ طيبُ

ولم يجُدْ للجودِ غيثٌ بها

فلا جَنابٌ عندَها مخْصِبُ

لكنّ موْلانا لهُ راحةٌ

ديمَتُها الآن بها تَسْكُبُ

لا عَجَبٌ ممّا جَفا أو جنى

فكُلُّ دهْرٍ شأنُهُ مُعْجِبُ

كمْ منعَ المرْغوبَ لي مانحاً

ما كُنْتُ عنهُ دائماً أرْغبُ

كمْ صدّني عن مطلبي ظالِماً

وسُدَّ لي دونَ المُنى المذْهبُ

كمْ حمّلَ المُغْرَمَ ما لا يَفي

بِحَمْلهِ رَضْوَى ولا غُرَّبُ

كم ليلةٍ قد بِتُّها ساهِراً

تكادُ فيها الشُّهْبُ لا تَغْرُبُ

وبَدْرُها كأنّهُ بَيْنَها

وجْهُ ابْنِ نصْرٍ حَفّهُ الموْكِبُ

يوسُفٌ الناصِرُ بحْرُ النّدى

ومَنْ له قيسُ بنُ سعدٍ أبُ

فالهامِيانِ رحْمةً للورى

نوالُهُ والمَطَرُ الصَّيِّبُ

والنّيِّرانِ في ظلامِ الدُّجى

جَبينُهُ المُشْرِقُ والكَوْكَبُ

والطّيِّعانِ لِعُلَى مُلْكِهِ

بعدْلِهِ المَشْرِقُ والمغرِبُ

والماضِيانِ منهُ يومَ الوَغى

عزْمَتُهُ وسيفُهُ المُرْهِبُ

والأشْرفانِ بِحُلَى مُلكِهِ

مَدْحي لموْلايَ وما أكْتُبُ

والناصِرانِ مَن لمَرْوانِها

يُنْمَى ومَن لسَعدِها يُنسَبُ

ذلك مَلْكٌ أصْلُهُ مكّةٌ

وذا إمامٌ أصْلُهُ يثرِبُ

أنصارُ دينِ اللهِ آباؤُهُ

للهِ مَوْلىً منهُمُ أنجَبُوا

موْلىً يُنيلُ الخلقَ إرْفادَهُ

إن سألُوا والعَفْوَ إنْ أذْنبُوا

مَكارِمُ الأخلاقِ تقضي لَهُ

أن يَبْذُلَ العُتْبى ولا يعْتُبُ

فالحِلْمُ والعِلْمُ لهُ شيمةٌ

والحزمُ والعزمُ الذي يُرْهَبُ

مآثرٌ ليستْ لمَلْكٍ مَضى

هَيْهاتَ لا تحْصَى ولا تُحسَبُ

لوْ أبْصرتْ منهُ مُلوكٌ مضتْ

مآثراً عن ذاتِه تُعرِبُ

بالنّصرِ والهَدْيِ وبالرّشْدِ في

آرائِهمْ والأمنِ ما لُقِّبُوا

في حَرْبِه أو سلْمهِ سيفُهُ

وسَيْبُهُ المُرهِبُ والمُرْغِبُ

إنْ قَطّبَ الخوفُ وُجوهَ العِدَى

فكُل ثَغْرٍ ثغرُهُ أشنَبُ

سوفَ يُرَى يَفتحُ منْ أرضِهم

ما هُوَ مُسْتعْصٍ ومُسْتَصْعَبُ

والبيضُ قد قامت لديْهِ عَلى

منابرٍ منْ هامِهمْ تخطُبُ

والسُّمْرُ ترْتاحُ إذا ما غَدا

سِنانها منْ دَمِهِمْ يُخْضَبُ

يا مَلِكَ الدنْيا الذي عَدْلُهُ

به انْجَلى عن أفْقِها الغَيْهَبُ

بَلَغتُ آمالي بما نِلْتَهُ

لمْ يَبْقَ لي منْ بعْدِها مطلَبُ

فلا يخيبُ اليومَ لي مقْصَدٌ

ولا مَرامٌ رُمْتُهُ يَصْعُبُ

موْلايَ خذهَا مِدْحَةً فذّةً

ولَفْظُها عنْ مَقْصَدي مُعْرِبُ

قَبولُك القَصْدُ فمَن نالَهُ

فوقَ السّحابِ ذيْلَهُ يَسْحَبُ

وصْفُكَ لا يأتي به شاعِرٌ

سِيّان مَن يُطنِبُ أو يُسْهِبُ

فَدُمْتَ للإسْلامِ ما أصْبَحَتْ

شمْسُ الضحَى أنوارَها تصْحَبُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة حاديها أين بها تذهب

قصيدة حاديها أين بها تذهب لـ ابن فركون وعدد أبياتها أربعة و خمسون.

عن ابن فركون

هـ / 1379 - 1417 م أبو الحسين بن أحمد بن سليمان بن أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن هشام القرشي. شاعر، هو ابن أحمد بن فركون أحد تلاميذ ابن الخطيب ومن خاصته. وقد ورث شاعرنا عن أبيه الذكاء الحاد والنبوغ المبكر، وقال الشعر صغيراً ولا يعرف له اسم سوى كنيته أبو الحسين. وكان ينظر في شبابه إلى العمل في ديوان الإنشاء، وقد حصل له ما أراد بعمله في كتاب المقام العلي. ولما بويع يوسف الثالث مدحه ، فنال عنده الحظوة، وغدا شاعره المختص المؤرخ لأيامه بشعره وأصبح ابن فركون بفضل منصبه وأدبه مرموقاً في المجتمع الغرناطي.[١]

تعريف ابن فركون في ويكيبيديا

ابن فركون هو أبو الحسين بن أحمد بن سليمان بن أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم بن هشام القرشي، المعروف بابن فـُركون، وأبو الحسين اسمه لا كنيّـته، و( ابن فُركون ) شهرته وشهرة أبيه أحمد وعمّه أبي الطاهر وجدّه سليمان وجدّ أبيه أحمد قاضي الجماعة، وبنو فُركون هؤلاء أصلهم من ألمرية.وكان انتقال جدّ الأسرة أحمد بن محمد إلى غرناطة وولايته قضاء الجماعة فيها بداية لشهرة هذه الأسرة ومشاركة عدد من أعلامها في الحياة السياسية والعلمية والأدبية بمملكة بني نصر، وكان أبو الحسين كاتب سرّ يوسف الثالث وشاعر دولته ومؤرخ أيامه. ولد أبو الحسين حوالي 781هـ بغرناطة، ونشأ في حِجر والده القاضي الأديب ودرس على أعلام العلم بالحضرة النّصرية يومئذ، وبعد أن أكمل دراساته واستكمل أدواته دخل ديوان الإنشاء النّصري في عهد محمد السابع من عام 808هـ وترقّى في عهد يوسف الثالث، فكلّفه أول الأمر في عام 811هـ بتنفيذ النفقات المخصّصة للغزاة والمجاهدين المتطوعين، ثمّ اختاره لتولّي كتابة سرّه عام 814هـ، وظلّ في هذا المنصب إلى وفاة يوسف الثالث عام 820هـ، وبعد هذا التاريخ لا يُعرَف شيءٌ، وأغلب الظنّ أنه أصيب في غمرة الفتن التي حصلت بعد وفاة يوسف الثالث . وترك لنا آثارا شعرية تتمثّل أولا في ديوانه الذي وصل إلينا السّفر الثاني منه، وثانيا في المجموع الشعري الكبير المسمّى «مظهر النور الباصر في أمداح الملك الناصر».[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ابن فركون - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي