حبي الخليفة مولانا ومولاك
أبيات قصيدة حبي الخليفة مولانا ومولاك لـ أبي الفضل الوليد
حبي الخليفةَ مولانا ومولاكِ
إن سارَ في الجيشِ محفوفاً بأملاكِ
فأنشدت أممُ الإسلامِ قائلةً
يا بنتَ مكةَ إنّا من رعاياكِ
الحمد لِلَّهِ بالإسلامِ شرَّفنا
وما عَرفنا الهُدى حتَّى عرفناكِ
فللرسولِ وأهليهِ وأُمتهِ
فضلُ الهدايةِ مقروناً بنعماكِ
ومرجعُ الدينِ والدنيا إلى عربٍ
في بيتِهم أشرقت أنوارُ أفلاكِ
فالأفضليةُ في الدارينِ فزتِ بها
طوباكِ يا بنتَ إسماعيلَ طوباكِ
منكِ الجمالُ تحلّى بالجميلِ لنا
وإنّ حسنَكِ مشفوعٌ بحسناكِ
ما نَسلُ جَدِّكِ من عربٍ ومن عجمٍ
إِلا خلاصةُ وردٍ طيِّبٍ زاكِ
فهو القويُّ على ضعفٍ وأنتِ بهِ
قويةٌ فأسودُ الغابِ تخشاكِ
أنتِ التي طلعت عذراءَ طاهرةً
زهراءَ سافرةً ما بين أحلاك
صانت بمُرهَفِها آياتِ مصحفِها
حتى أذلّت ذوي كفرٍ وإشراك
أنتِ العظيمةُ فوقَ الرملِ نائمةً
أنتِ الكريمةُ في أيام بؤساك
أنتِ الرحيمةُ والأسيافُ مُصلتةٌ
أَنتِ الحليمةُ والأبطالُ أسراك
أنتِ العفيفةُ واللذاتُ سائحَةٌ
أنتِ الظريفةُ والزهراءُ مغناك
أنتِ الخفيفة والأعناقُ مثقلةٌ
أنتِ اللطيفةُ والأعلاجُ أعداك
من مثل جَدِّكِ أو مَن مثل قومِك من
شروى نَبيّكِ يا ليلى وشرواك
ألم تقل كلُّ أرضٍ قد حَللَتِ بها
أهلاً وسهلاً فبُشرى اللهِ بُشراك
السندُ والهندُ ثم الصينُ قد شهدت
راياتِ قومِكِ فافترّت لمرآك
حيي هنالِكَ أرواحاً تحن إلى
روحِ النبوَّة حيثُ الروحُ حيّاك
هي الحمائمُ فوقَ البيتِ حائمةٌ
ولم تحُم حولَ بيتِ اللهِ لولاك
فمهبطُ الوحي والتنزيلِ في بلدٍ
جبريلُ فيهِ بآي اللهِ ناجاك
عندَ الصلاةِ وعندَ الموتِ أعيننا
ترنو إليهِ وقد لاحت ثناياك
في حجّ كعبتهِ أو نحو قبلتِهِ
رضى الذي بجميع الناس أوصاك
المسلمونَ إِلى البطحاءِ مرجعُهم
وليسَ يجمعهم إِلا محيّاك
فجمِّعيهم وإلا جمّعي عرباً
تفرقوا بعدَ ما ناخَت مطاياك
لهم مُمالكُ شتى لا ملوكَ لها
والرومُ قد أضعفوا فيهم مزاياك
تلك الممالكُ بالإسلامِ قد زهرت
وكلٌّ خيرٍ نأى عَنها بمنآك
تمسَّكي بعرى الإيمانِ واثقةً
فإنَّ دِينَك موصولٌ بدنياك
وإنه عربيٌّ أنتِ مصدرُهُ
بهِ العليُّ أمورَ الخَلقِ ولاك
أثبتِ دينَ الهدى والحقَّ غالبةً
فما أعزّك في الدنيا وأعلاك
ظَللتِ عَرباءَ صانتها بداوتُها
فأحسنَ اللهُ عُقبانا وعُقباك
لا أعجميَّ سطا يوماً عليكِ ولا
دَخيلَ فاللهُ من تَقواكِ أعطاك
يا بنتَ يَعربَ في عينيكِ لائحةٌ
أسيافُ من فتحوا الدنيا لعُلياك
ثلّوا العروشَ وقد فلّوا الجيوشَ بها
أعظِم بما صَنعت للخير جَدواك
بَنَت ممالكَ أو سنّت شرائعَ أو
أبقت صنائعَ فاقَت كلَّ إدراك
لكِ الفضيلةُ والفضلُ العميمُ على
كلِّ الشعوبِ فتقوى اللهِ تقواك
أعطيتهم من كتابٍ آيُهُ عَجَبٌ
ديناً وشرعاً ولسناً عطَّرت فاك
فلا شرائعَ إلا عنكِ مأخذُها
وفي اللغاتِ كثيرٌ من عطاياك
واللهِ لم ننسَ عهداً أنتِ بهجتُهُ
ولا سَلَوناكِ حيناً أو نسيناك
لكنَّ للدهرِ أطواراً تقلِّبنا
وكلٌّ قلبٍ شريفٍ ظلّ مأواك
فَكم أرَقنا على العرشِ الرفيعِ دماً
وكم ذَرَفنا دموعاً مُذ فقدناك
وإن ذكرناكِ هزّتنا حمَيّتُنا
فمثلُ ماويةِ الأغصانِ ذكراك
هلا بعثتِ على البلوى بنافحةٍ
فالأرضُ طّيبةٌ من نفحِ ريّاك
عودي إلينا لتحيينا فقد فعلت
كالماءِ والنارِ في الأرواحِ عيناك
سمعاً وطوعاً وإجلالاً وتكرمة
هذي المنازلُ نهواها وتهواك
ما العيشُ بعدَكِ فيها طيّبٌ ولنا
عهدٌ قديمٌ عليه قد عهدناك
لئن تَعودي تُعيدي مانهيمُ بهِ
إياكِ نعبدُ بَعدَ اللهِ إياك
فعاهدينا نعاهد رَبَّنا أبداً
أن نستميت لزلفاهُ وزلفاك
حَتّامَ نصبرُ في ذلٍّ وفي جزعٍ
وكيفَ نحملُ بَلوانا وبلواك
فالأرضُ كادت بزلزالٍ تُزَحزِحُنا
عن ظهرِها يومَ جيشُ الرومِ وافاك
يا حسرتاه ويا ويلاه من زَمنٍ
أضرى الثعالبَ فانتاشت بقاياك
هل روحُ أحمدَ تُلظي قلبَ أمتهِ
لكي نؤجِّجَ ناراً دونَ ملجاك
هبّي إلى سيفهِ في كلِّ نائبةٍ
فطالما في اشتداد الخطبِ نجّاك
ذراعُ أرضكِ ميلٌ في نواظرهم
مذ شرّفَتها بحقِّ الفتحِ رجلاك
من الفرنجِ أرى الإسلامَ في خطرٍ
ولليهود انتهاكٌ بعد إنهاك
فلا تنامي على ضيمٍ ولا تقفي
حيرى فروحُ صلاحِ الدين ترعاك
ضَمّت دمشقُ عظاماً منه طاهرةً
وقد تباركَ مثواهُ ومَثواك
فكيفَ يدخُلها الروميُّ مغتصباً
ولا يخافُ الذي في الروعِ فدَّاك
ما لليهودِ وللإفرنجِ قد وثبوا
على فلسطينَ حيثُ القدسُ تلقاك
وحُرمةِ المسجدِ الأقصى لقد بطلت
دعوى الخليطِ وصحّت فيهِ دعواك
ما أختُ مكة إِلا القدسُ فاحترمي
شرعَ النبيِّ وصونيها لقرباك
كم زحفةٍ لعلوجِ الرومِ أوقفَها
سلاحُ جيشِكِ أو أشلاء قَتلاك
وكم عليها دماءُ المسلمين جَرَت
وكم تساقطَ فيها من سراياك
لأجلِها أهرقوا أزكى دمٍ فلهم
تبقى على رغمِ طمّاعٍ وأفّاك
يا قدسُ مكةُ قد آستكِ باكيةً
لما أتاها بنعي الدينِ مَنعاك
وافاكِ في ليلةِ المعراجِ سيِّدُنا
محمدٌ وكتابُ اللهِ سمّاك
فبالعروبةِ والإسلامِ أنتِ لنا
واللهُ يسمعُ شكوانا وشكواك
هل تستقرُّ جماهيرُ اليهودِ إذا
دعوتِ يوماً أبا حفصٍ فلبّاك
وذو الوشاح لهُ في الغمدِ صَلصَلةٌ
وفي الرقِّابِ صليلٌ منه سلواك
إذا بدا ظلُّهُ أو ظلُّ ناقتهِ
ولو برؤيا تهولُ الخصمَ رؤياك
إن السيوفَ على الأغمادِ حاقدةٌ
لأنها لم تجرَّد في رزاياك
ما كانَ أجمل إبسالاً وتفديةً
والشهمُ يقصد إنجاء بإهلاك
بالله أيتُها الأمُّ العروبُ خذي
بالثارِ شعباً لنصرِ البطل عاداك
وطهَّري القدسَ من رجسٍ ومن دَنسٍ
وأصلتي سيفَ سفّاكٍ لسفّاك
ماذا تُرجّينَ مِن قومٍ بلا شرفٍ
ولا عهودٍ ومنهم كلُّ فتّاك
إن الرزيئة كبرى لا عزاءَ لها
حتى اليهوديُّ أخزانا وأخزاك
على بنيكِ غدا في أرضِهم أسداً
ولم يكن في حماهم غيرَ هتّاك
فحرّضيهم على تقطيعِ سلسلةٍ
هم راسفون بها ما بين أشراك
وجمّعيهم كما جمّعتِهم قدماً
في دولةٍ نظمَ حبّاتٍ بأسلاك
النطقُ والدينُ والآدابُ تجمعهم
ولا تزالُ سجاياهم سجاياك
الأرضُ أرضُكِ لا مطلٌ ولا جدلٌ
ولا خداعٌ فصكي وَجهَ بشاك
قد أثبتَتها من الأجيالِ أربعةٌ
وعشرةٌ وهي منذُ الخلقِ مجراك
بالإرثِ والحرثِ والسكنى لنا حججٌ
واللهُ بالدمِ زكّاها وزكاك
وكلُّ شعبٍ له أرضٌ يُدبِّرها
فيمَ التصدي لمسعانا ومَسعاك
أحيثما عمرٌ صلّى وحيثُ بنى
بنو أميةَ للتقوى مُصلَّاك
يمشي الأجانبُ في غوغائهم مرحاً
ولا سكونٌ لمن شاقَتهُ سكناك
من إرثه يُحرَمُ الفادي له بدمٍ
ولليهودِ احتكامٌ بعدَ إملاك
من ذا يرقُّ لمفجوعٍ بموطنهِ
بين الأراذلِ أو من يسمعُ الشاكي
الإنكيزُ استبدوا واليهودُ بَغَوا
مستضحكينَ لدمعِ المسلمِ الباكي
صبراً جميلاً فما الشكوى بنافعةٍ
حيثُ المظالمُ زادت من شكاياك
في حالِ ضعفِكِ داريهم وإن تثقي
من قوةٍ ألصقي بالسيفِ يُمناك
بالرومِ ضحّي وضحّي باليهود معاً
فاللهُ تُرضيه في الأضحى ضحاياك
وذكّري العلجَ عهداً فيهِ عسكرُهُ
بعدَ الأمانيِّ لاقَتهُ مناياك
لما تعدَّى الصليبيون وائتمروا
وما مَكرتِ ولا أسرَرتِ نجواك
جرّدتِ سيفاً قد اعتادت مضارِبُهُ
هامَ العلوجِ فخرّوا منهُ صرعاك
شرح ومعاني كلمات قصيدة حبي الخليفة مولانا ومولاك
قصيدة حبي الخليفة مولانا ومولاك لـ أبي الفضل الوليد وعدد أبياتها خمسة و تسعون.