حب إليها بالغضا مرتبعا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة حب إليها بالغضا مرتبعا لـ مهيار الديلمي

اقتباس من قصيدة حب إليها بالغضا مرتبعا لـ مهيار الديلمي

حبَّ إليها بالغضا مرتبَعا

وبالنخيل مورداً ومشرَعا

وبأثيلاتِ النقا طلائلاً

يَفرشُها كراكراً وأذرعا

تُقامصُ البزلاءُ فيها بَكرَها

من المِراحِ والثنيُّ الجَذَعا

مُنىً لها لو جعلَ الدهرُ لها

أن تأمنَ الطاردَ والمدعدِعا

عزّت فما زال بها جورُ النوى

والبيدِ حتى آذنت أن تخنعا

وأمكنت من الخِشاشِ آنُفاً

ما طمعتْ من قبلُ فيها مطمَعا

اللّهَ يا سائقها فإنها

جرعةُ حتفٍ أن تجوز الأجرعا

أَسِلْ بها الوادي رفيقاً إنها

تسيلُ منها أنفساً وأدمعا

قد كان نامَ البينُ عن ظهورها

وضمَّ شتَّى شملِها الموزَّعا

فعاد منها مضرِماً ألهوبَهُ

لابدّ في طائره أن يقعا

من بمنىً وأين جيرانُ منىً

كانت ثلاثاً لا تكون أربعا

راحوا فمِنْ ضامنِ دَينٍ ما وفَى

وحالفٍ بالبيت ما تورّعا

وفي الحدوج غاربون أقسموا

لا تركوا شمساً تضيء مَطلِعا

سعى بيَ الواشي إلى أميرهم

لا طاف إلا خائباً ولا سعى

لا وأبي ظبيةَ لولا طيفها

ما استأذنتْها مهجتي أن تهجعا

ولا رجوتُ بسؤالي عندها

جدوَى سوى أن أشتكي فتسمعا

يا صاحبي سرّ الهوى إذاعة

طُرَّتْ خروقٌ سرّنا أن تُرقعا

إشرافةً على قُبَا إشرافةً

أو اجتهاداً دعوةً أن تُسمِعا

يا طُلَقاء الغدر هل من عطفةٍ

على أسيرٍ بالوفاء جُمِعا

سلبتموني كبداً صحيحةً

أمسِ فردّوها عليَّ قِطَعا

عدمتُ صبري فجزعتُ بعدكم

ثم ذهلتُ فعدمتُ الجزعا

وأنتِ يا ذاتَ الهوى من بينهم

عهدُك يوم وجرةٍ ما صنعا

لما ملكتِ بالخداع جسدي

نقلتِ قلبي وسكنت الأضلعا

وارتجعا لي ليلةً بحاجرٍ

إن تمّ في الفائت أن يُرتَجعا

قالوا ألِكنا فوعظنا صخرةً

لا يجد الغامزُ فيها مَصدَعا

قلباً على العتب الرفيق ما ارعوى

لحاجةٍ فيك وسمعاً ما وعى

قلت فما ظنكُّما قالا نرى

أن ندعَ الدارَ لهم قلتُ دعا

فهو مع اللوعة قلب ماجد

إذا أحسّ بالهوان نزعا

قد باطن الناسَ وقد ظاهرهم

وضرَّه تغريرُه ونفعا

وقلَّب الإخوانَ وافتلاهُمُ

فلم يجد في خُلَّةٍ مستمتَعا

بلى حَمَى اللّه العميدَ ما حمى

عيناً بجفن وسقاه ورعى

وصان منه للعلا منبِتَها ال

زاكي وشرعَ دينها المتَّبَعا

والواحدَ الباقيَ في أبنائها

والثكلُ قد أوجعها فيهم معا

ضمَّ فلولَ الفضل حتى اجتمعت

مفرِّقٌ من ماله ما اجتمعا

وأنشر الجودَ الدفينَ مطلِقُ ال

كفِّ إذا أعطى ابتداءً أتبعا

ودبَّر الأيّامَ مرتاضاً بها

فلقَّبته الناهضَ المضطلعا

وَفَى بما سنَّ الكرامُ في الندى

ثم استقلّ فعلَهم فابتدعا

من طينةٍ مصمَتةٍ طائيّةٍ

يطبعها المجدُ على ما طبعا

خلَّى الرجالُ حلبةَ الجودِ لها

والبأسِ قدّاماً وجاءوا تبَعا

ومرَّ منها واحدٌ مع اسمه

يفضح كلَّ من سخا أو شجعا

ولا ومن أولدهم محمدا

واختاره من غصنهم وأفرعا

ما خلتُ أن يُبصَرَ ضوءُ كوكبٍ

من هالة البدر أبيهِ أوسعا

وأننا نُغفِلُ ذكرَ حاتمٍ

في طيّءٍ ونذكرُ المزرّعا

حتى علت من بيته سحابةٌ

جفَّ لها ما قبلها وأقشعا

وأمطرتْ من العميد مزنةٌ

عمّت فما فات حياها موضعا

صابت حساماً ولساناً ويداً

بأيِّها شاء مضى فقطَعا

مدّ إلى أفْق العلا فناله

يداً تردُّ كلَّ كفٍّ إصبعا

والتقط السودَدَ من أغراضها

فلم يدَعْ لسهمِ رامٍ منزَعا

تختصم الأقلامُ فيه والظُّبا

كلٌّ يقول بي بدا ولي سعى

ويدّعيه الجودُ ما بينهما

لنفسه فيعطَيان ما ادّعى

أيقظك التوفيقُ لي وما أرى

في الناس إلا الهاجعَ المضطجعا

وأجفلتْ عنّي صروفُ زمني

مذ قمتَ دوني بطلاً مقنَّعاً

وغرت للمجد التليدِ أن ترى

تقلُّلاً عنديَ أو تقنُّعا

ملأتَ وَطبي فمتى أقرِى القِرى

لا أسقِ إلا مفعَما أو مترَعا

وكنتُ في ظلّك أبدَى جانباً

من جادة البحر وأزكى مرتَعا

فما أبالي حالباتِ المزن أن

تفطِمني بعدك أو أن تُرضِعا

أغنيتني عن كلّ خلق أُنفق ال

نفاقَ في ابتياعه والخُدَعا

وملكٍ مستعبِدٍ بماله

أحُطُّ من عرضي له ما ارتفعا

إذا دعا مستصرخٌ برهطه

يدفع ضيمَ الدهر عنه مَدفَعا

ناديتُ في ناديَّ آلَ جعفرٍ

على نوى الدار فكنتُ مُسمِعا

وبتُّ أرعَى من جنى إسعادكم

روضاً أريضاً وجناباً ممرَعا

لبستُ عيشي أخضراً أسحبه

بينكُمُ وكان رَثّاً أسفعا

ليالياً يُحسَبنَ أيّاماً بكم

حُسْناً وأيّاماً يُخلَن جُمَعا

فإن شكوتُ أن حظّي عاثرٌ

بعدكُمُ فقل لحظِّي لا لعا

شرح ومعاني كلمات قصيدة حب إليها بالغضا مرتبعا

قصيدة حب إليها بالغضا مرتبعا لـ مهيار الديلمي وعدد أبياتها أربعة و ستون.

عن مهيار الديلمي

مهيار بن مرزويه، أبو الحسن الديلمي. شاعر كبير في أسلوبه قوة وفي معانيه ابتكار، قال الحر العاملي: جمع مهيار بين فصاحة العرب ومعاني العجم، وقال الزبيدي: (الديلمي) شاعر زمانه فارسي الأصل من أهل بغداد، كان منزله فيها بدرب رباح، من الكرخ، وبها وفاته. ويرى (هوار) أنه ولد في الديلم (جنوب جيلان على بحر قزوين) وأنه استخدم في بغداد للترجمة عن الفارسية. وكان مجوسياً وأسلم سنة 494هـ على يد الشريف الرضي. وتشيع وغلا في تشيعه وسب بعض الصحابة في شعره، حتى قال له أبو القاسم ابن برهان: يا مهيار انتقلت من زاوية في النار إلى أخرى فيها.[١]

تعريف مهيار الديلمي في ويكيبيديا

أبو الحسن - أو أبوالحسين - مِهيَارُ بن مروزيه الديّلمِيُّ (توفي 428 هـ / 1037 م) كاتب وشاعر فارسي الأصل، من أهل بغداد. كان منزله في بغداد بدرب رباح من الكرخ. كان مجوسياً فأسلم، ويقال إن إسلامه سنة 384 هـ كان على يد الشريف الرضي أبي الحسن محمد الموسوي وهو شيخه، وعليه تخرج في نظم الشعر، وقد وازن كثيرا من قصائده، ويقول القمي: (كان من غلمانه). قال له أبو القاسم ابن برهان: «يا مهيار قد انتقلت بأسوبك في النار من زاوية إلى زاوية»، فقال: «وكيف ذاك؟» قال: «كنت مجوسيا فصرت تسب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في شعرك». ويرى هوار أنه وُلِدَ في الدَّيلم، في جنوب جيلان، على بحر قزوين، وأنه استخدم في بغداد للترجمة عن الفارسية. كان ينعته مترجموه بالكاتب، ولعله كان من كتاب الديوان. كان شاعرا جزل القول، مقدما على أهل وقته، وله ديوان شعر كبير يدخل في أربع مجلدات، وهو رقيق الحاشية طويل النفس في قصائده. ذكره الحافظ أبو بكر الخطيب في كتابه تاريخ بغداد وأثنى عليه وقال: «كنت أراه يحضر جامع المنصور في أيام الجمعات [يعني ببغداد] ويقرأ عليه ديوان شعره ولم يقدر لي أسمع منه شيئاً». قال الحر العاملي: جمع مهيار بين فصاحة العرب ومعاني العجم.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. مهيار الديلمي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي