حب في حقيبة السفر

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة حب في حقيبة السفر لـ نزار قباني

1
(( متى أراك مرة ثانية ؟ ))
و اشتعل التاريخ في أصابعي العشر
و في كياني
فهل هناك امرأة عاقلة
تقبل أن تراني
و هل هناك امرأة ذكية
تراهن اليوم على حصاني
و هل هناك ناهد مراهق
يدخل مثل السيف في شرياني
أخطأت
يا أيتها الحسناء في الرهان
فلا أنا الشخص الذي قرأت عن أمجاده
و لا هنا إقامتي
ولا هنا عنواني !!

2
(( أين أراك مرة ثانية ؟ ))
هذا هو المأزق يا سيدتي
فانني أسكن في حقيبة السفر
أنام في حقيبة السفر
أستقبل النساء في حقيبة السفر
و أنجب الأطفال في حقيبة السفر
هذي شروط الحب
في أرض تميم, و كليب, و مضر
فما الذي يغريك في زيارتي
أنا الذي أصبح وجهى
مرة مثلثا
و مرة مربعا
و مرة مكعبا
و صالحا لرحلة واحدة
مثل بطاقات السفر

3
(( كيف أراك مرة ثانية ؟ ))
فاجأني سؤالها الآتي
من المجهول, و اللامنتظر
فلم أكن أعرف أن امرأة
مدهشة كالشعر
أو مرسومة مثل الصور
يمكن أن تجلس نصف ساعة
معي, على مقهى الضجر
و لم أكن أعرف أن امرأة
تخزن في أهداب عينيها
القضاء و القدر
تسند يوماً ثديها على حجر !!

4
(( متى أراك مرة ثانية ؟ ))
و انفجر السؤال تحت مقعدي كالقنبلة
كم أنت يا سيدتي ساذجة
ففي زمان عربي يابس.. و مالح
و خائف من نفسه
و خائف من خوفه
ماذا تفيد الأسئلة ؟
أين اذا أراك يا سيدتي
في كوكب المريخ.. أم على طريق الجلجلة
لا شارعي أعرفه.لا هاتفي أعرفه
لا معطفي القديم – لو رأيته – أعرفه
لا رقم الباص الذي يوصلني
إليك يا سيدتي, أعرفه
لا وطني المزروع في عيني,
كالقرنفلة أعرفه
فساعديني كي أحل المشكلة

5
أين اذن أراك يا سيدتي
حين يكون الله في زجاجة
و أنبياء الله في زجاجة
و الوطن المخطوف في زجاجة
و صورة الحاكم فوق رأسنا
جاهزة كالمقصلة
ما هي جدوى الأسئلة ؟
ما هي جدوى الأسئلة ؟

عن نزار قباني

نزار قباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) شاعر سوري معاصر من مواليد مدينة دمشق.

تعريفه من ويكيبيديا

نزار بن توفيق القباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) دبلوماسي وشاعر سوري معاصر، ولد في 21 مارس 1923 من أسرة عربية دمشقية عريقة. إذ يعتبر جده أبو خليل القباني من رائدي المسرح العربي. درس الحقوق في الجامعة السورية وفور تخرجه منها عام 1945 انخرط في السلك الدبلوماسي متنقلًا بين عواصم مختلفة حتى قدّم استقالته عام 1966؛ أصدر أولى دواوينه عام 1944 بعنوان "قالت لي السمراء" وتابع عملية التأليف والنشر التي بلغت خلال نصف قرن 35 ديوانًا أبرزها "طفولة نهد" و"الرسم بالكلمات"، وقد أسس دار نشر لأعماله في بيروت باسم "منشورات نزار قباني" وكان لدمشق وبيروت حيِّزٌ خاصٌّ في أشعاره لعلَّ أبرزهما "القصيدة الدمشقية" و"يا ست الدنيا يا بيروت". أحدثت حرب 1967 والتي أسماها العرب "النكسة" مفترقًا حاسمًا في تجربته الشعرية والأدبية، إذ أخرجته من نمطه التقليدي بوصفه "شاعر الحب والمرأة" لتدخله معترك السياسة، وقد أثارت قصيدته "هوامش على دفتر النكسة" عاصفة في الوطن العربي وصلت إلى حد منع أشعاره في وسائل الإعلام.—قال عنه الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة : (نزار كما عرفته في بيروت هو أكثر الشعراء تهذيبًا ولطفًا).

على الصعيد الشخصي، عرف قبّاني مآسي عديدة في حياته، منها مقتل زوجته بلقيس خلال تفجيرٍ انتحاري استهدف السفارة العراقية في بيروت حيث كانت تعمل، وصولًا إلى وفاة ابنه توفيق الذي رثاه في قصيدته "الأمير الخرافي توفيق قباني". عاش السنوات الأخيرة من حياته مقيمًا في لندن حيث مال أكثر نحو الشعر السياسي ومن أشهر قصائده الأخيرة "متى يعلنون وفاة العرب؟"، وقد وافته المنية في 30 أبريل 1998 ودفن في مسقط رأسه، دمشق.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي