حتى متى بين اللوى فالأجرع

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة حتى متى بين اللوى فالأجرع لـ ابن حمديس

اقتباس من قصيدة حتى متى بين اللوى فالأجرع لـ ابن حمديس

حتَّى متى بَينَ اللوى فالأجْرَعِ

لَوْماً فما أَمَرَّهُ في مَسمَعي

وَيحَكَ لو كنتَ وفيّاً لم تَقلْ

ويحكَ لا تبكِ برَسْمٍ بلقعِ

وهوَ الحمى سَقياً لأيّامِ الحِمى

فإنّها ولَّتْ ولمّا تَرْجعِ

ما لك لا تَبكي بُكاءً بالأسى

بين رسومٍ وَبَوَالي أربُعِ

بأدمعٍ بين الجفونِ حُوَّمٍ

وأدمعٍ على الخدود وُقّعِ

وزفرةٍ موصولةٍ بزفرةٍ

تَصْعَدُ عن نارِ حشىً مُلَذَّعِ

وقفتَ في الدار بعينٍ لا ترى

تَغَيُّرَ الرّبْعِ وأذنٍ لا تعي

ولَوعةٍ بالشوقِ غيرِ لوعتي

وأضلعٍ في الوجد غير أضلُعي

وإنّما يبكي بكائي شجناً

وَوَجِعٌ يعرف فيه وجَعي

لو أنطَقَ المربَعَ وهو أخرسٌ

تَضَرُّعٌ أنْطَقَهُ تضرُّعي

ووقعةٍ رَدّتْ قيانَ وُرْقِهِ

نَوائِحاً بِالحزنِ يَبكينَ مَعي

كَأَنَّها وما لها من أدمُعٍ

أعارها القطر سجالَ أَدمُعي

يا منزلاً تَنْشُرُه يدُ البلى

نَشْرَ يمان خَلَقٍ لم يُرْقعِ

بِاللَّه خَبِّرني أَأَنتَ رَبْعُهُمْ

أم أنْتَ مَرْعىً لِلظباءِ الرتَّعِ

فَقالَ بَل ربعُهُمُ وَإِنَّما

تَحَمّلَتْ عَنّي شموسُ مَطلَعي

أَدرئِةَ الغَوْطِ سَتَرنَ ظَبيَةً

تدير عَيْنَيْ فتنةٍ في البُرقعِ

سَيفٌ وسَهمٌ لَحظُها وَلَهذَمٌ

يا عجباً لفتكها المُنَوَّع

كَأنّما تبسمُ إن مازحتها

عن بَرَدٍ بين بروقٍ لُمّعِ

كَأُقحُوانِ روضَةٍ يَصْقُلهُ

مِدْوَسُ شمسٍ في النّدى المميَّعِ

كأنّ في فيها سلافَ قهوةٍ

صرفٍ بماءِ ظَلْمها مُشَعْشَعِ

إذا رضيعُ الكاس أصغى سَحَراً

إلى صفيرِ الطّائرِ المُرجِّعِ

خُصَّتْ مِنَ الصوتِ بمعنى مؤيسٍ

من لغة الوصل ولفظٍ مُطْمِعِ

وَمَهمَهٍ مُتَّصِلٍ بِمَهمَهٍ

مَرْتٍ بِموَّاجِ السراب مُتْرعِ

كَأَنَّ مَنشورَ المُلاءِ فَوقَهُ

متى تَمِلْ ذكاءُ عنها تُرْفَعِ

كأنّما جُنْدُبهُ مُرَجِّعٌ

نغمةَ شادٍ ذي لحون مُسْمعِ

يذيب صمَّ الصخر حرٌّ لاذعٌ

يقبضُ فيه روحَ كلِّ زعزعِ

لكلّ غارٍ فيه ماء وشَوَى

فيه أُوَارُ الشمس كلّ ضفدعِ

لا نار تُذْكَى في الدجى لسَفْرِهِ

إلا بريقُ مُقلَةِ السمعمعِ

تَعْسِلُ منه جانباه إنْ عَدا

مثلَ اضطِرابِ السمهَرِيِّ المشرَعِ

يَقْفُو رَذايا جُنَّحاً في السير لا

تُوضَعُ عَنهُنَّ سِياطُ المُزْمعِ

يَصُكّ مِنها دأياتٍ دُمِلَت

فهيَ بِشمّ الأَنفِ فيها تَرتَعي

وذاتِ أَخفافٍ سَرَت أَربُعها

مُنتَعِلاتٍ بِالرياحِ الأربعِ

كَأنَّها وللنجاةِ ما نَجَت

منهوشةٌ بين أفاعٍ لُسَّعِ

تُحْدَى بسحرِ ساهرٍ في نِغْضَةٍ

شهمِ الجنَانِ لَوذَعِيٍّ أَلمَعي

والشهبُ كالشهبِ لسبْقٍ أُرسلتْ

لمغربٍ فيه أفُولُ المطلَعِ

كَأَنَّها واضِعةٌ خُدُودَها

لهجعةٍ فيه وإن لم تَهْجَعِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة حتى متى بين اللوى فالأجرع

قصيدة حتى متى بين اللوى فالأجرع لـ ابن حمديس وعدد أبياتها ستة و ثلاثون.

عن ابن حمديس

عبد الجبار بن أبي بكر بن محمد بن حمديس الأزدي الصقلي أبو محمد. شاعر مبدع، ولد وتعلم في جزيرة صقلية، ورحل إلى الأندلس سنة 471هـ، فمدح المعتمد بن عباد فأجزل له عطاياه. وانتقل إلى إفريقية سنة 516 هـ. وتوفي بجزيرة ميورقة عن نحو 80 عاماً، وقد فقد بصره. له (ديوان شعر- ط) منه مخطوطة نفيسة جداً، في مكتبة الفاتيكان (447 عربي) ، كتبها إبراهيم بن علي الشاطبي سنة 607.[١]

تعريف ابن حمديس في ويكيبيديا

أبو محمد عبد الجبار بن أبي بكر الصقلي المعروف بـ ابن حمديس الصقلي (447 - 527 هـ) (1055 - 1133)، شاعر عربي ولد ونشأ في صقلية، ثم تركها ورحل إلى الأندلس سنة 471 هـ، وأقام فيها لفترة ثم انتقل إلى المغرب الأوسط وإفريقية حتى توفي في جزيرة ميورقة سنة 527 هـ، وقد تميز بثقافة دينية جعلت منه حكيمًا من حكماء الحياة، وانعكس ذلك على قصائده.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ابن حمديس - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي