حديقة الجو غضي هذه الحدقا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة حديقة الجو غضي هذه الحدقا لـ بديع الزمان الهمذاني

اقتباس من قصيدة حديقة الجو غضي هذه الحدقا لـ بديع الزمان الهمذاني

حديقة الجو غضي هذه الحدقا

يا ويح طرفك ما أغرى به الأرقا

غوري لطيبة الأردان تمطلني

مطل الغني حياء منك أو فرقا

يا قرة العين ما هذا الشماس فقد

حسنت خلقاً فهلا مثله خلقا

تصرّم الليل إلا معتلى نفس

هلا قضيناه تقبيلاً ومعتنقا

والليل منسدل الأعراف منتظم الأ

طراف محتمل الأعطاف ما وسقا

بحر ولكنه طاف جواهره

طام علينا ولكن نأمن الغرقا

كأنما البدر معشوق وقد نثرت

يد الثريا عليه العين والورقا

نفسي فداؤك من ليل على قمر

على قضيب مُنثالِ حقف نقما

فرب آهة وجد لو لفحت بها

إلى الحديد غداة البين لانفلقا

وزفرة يوم ساروا لو دلفت بها

إلى المودّع قيد الرمح لاحترقا

أتبعتها زفرات بعد ما ظعنوا

فهن يغمرن في أجفاني الطرقا

أللحبيبة أمشي وهي ظاعنة

أم للشبيبة أنْضو بُردها خلَقا

جاء الشباب بليل لم يكن ظلماً

وأطلع الشيب صبحاً لم يكن فلقا

هو الزمان أتى إلا على رمقي

وقد تطاول يبغي ذلك الرمقا

وهمة في المعالي قد سحبت لها

على المكاره من أذيالها سرقا

أمطت عنها لثام الشك معترفاً

ونطتها بسواد الليل منفلقا

فمل أقل لهموم النفس قد كذبت

ولم أقل للسان الفجر قد صدقا

ولم يرُعني طرف البيد مطّرفاً

ولا ثناني طرف الليل منطبقا

وما شربت بكاس العز مصطبحاً

حتى تجشمت ورد الليل مغتبقا

ولم أبت بيد الحسناء معتصما

حتى ظللت بعرف الليل معتنقا

ولا أبيت الحشايا ما حييت فقد

هجعت في صهوات الخيل مرتفقا

فليهنني المجد مرفوعاً دعائمه

فقد تصبب فيه سالفي عرقا

ولتهنني الحضرة الشماء أخدُمها

فقد سريت إليها الوخد والعنقا

ولتهن شمس المعالي أنك ابنُ أب

ورثته خَرَزاتِ الملك والخِرقا

يا ملء عِطف الليالي أنت من مِلك

وملء عين المعالي منظراً أنقا

صغ المجرة طوقاً والسها شنفاً

لما ركضت فقد أعيا وقد سبقا

واجعل له فلك الجوزاء مرتبَطاً

وأجره فوق قرن المشتري طلقا

واحلل عن الملك شداً أنت عاقده

على مطامح نفس تملأ الأفقا

بهمة تطأ الجوزاء مفتَرَعا

وعزمة تسَعَ الدَّهْناء مخترقا

ثم ابنِ فوق الطباق الخضر من شرف

يفرخ الدهر في أظلالها طبقا

يا من روى لِيَ من أخباره سِيَراً

وناط بالشمس من آثاره أفقا

لو أنها شجر لادّاركت زهراً

وأسّاقطت ثمراً واثّاقلت ورقا

فانهض إلى الملك طلاّباً إليه يداً

واتلع إلى المجد طلاعاً له عنقا

يا عائف الورد لم تعذب موارده

فإن وردت فلا طرقاً ولا رنقا

وتارك الأمر غير الحلم رائده

فإن ترده فلا طَيْشاً ولا نَزَقا

للّه أنت وأمر أنت بالغه

وبالْحَرَى في المنى باللّه أن تثقا

للّه مكنون سر أنت بالغه

يوماً أغر يناجي صبحه فلقا

ليدنِيَ اللّه أمراً ظل مبتعداً

ويفتح اللّه باباً بات منغلقا

كأنني بين أيام وقد كشفت

غطاءه ولسان الدهر قد نطقا

شرح ومعاني كلمات قصيدة حديقة الجو غضي هذه الحدقا

قصيدة حديقة الجو غضي هذه الحدقا لـ بديع الزمان الهمذاني وعدد أبياتها تسعة و ثلاثون.

عن بديع الزمان الهمذاني

أحمد بن الحسين بن يحيى الهمذاني أبو الفضل. أحد أئمة الكتاب له (مقامات -ط) أخذ الحريري أسلوب مقاماته عنها وكان شاعراً وطبقته في الشعر دون طبقته في النثر. ولد في همذان وانتقل إلى هراة سنة 380هـ‍ فسكنها ثم ورد نيسابور سنة 382هـ‍ ولم تكن قد ذاعت شهرته. فلقي فيها أبو بكر الخوارزمي فشجر بينهما ما دعاهما إلى المساجلة فطار ذكر الهمذاني في الآفاق. ولما مات الخوارزمي خلا له الجو فلم يدع بلدة من بلدان خراسان وسجستان وغزنة إلا ودخلها ولا ملكاً أو أميراً إلا فاز بجوائزه. كان قوي الحافظة يضرب المثل بحفظه ويذكر أن أكثر مقاماته ارتجال وأنه كان ربما يكتب الكتاب مبتدئاً بآخر سطوره ثم هلم جراً إلى السطر الأول فيخرجه ولا عيب فيه. وفاته في هراة مسموماً. وله (ديوان شعر -ط) صغير و (رسائل -ط) عدتها 233 رسالة، و (مقامات -ط)[١]

تعريف بديع الزمان الهمذاني في ويكيبيديا

أبو الفضل أحمد بن الحسين بن يحيى بن سعيد المعروف ببديع الزمان الهمذاني ، (358 هـ/969 م -398 هـ/1007 م)، كاتب وأديب من أسرة عربية ذات مكانة علمية مرموقة استوطنت همدان وبها ولد بديع الزمان فنسب إليها، وقد كان يفتخر بأصله العربي إذ كتب في أحد رسائله إلى أبي الفضل الأسفرائيني: «إني عبد الشيخ، واسمي أحمد، وهمدان المولد وتغلب المورد، ومضر المحتد». وقد تمكن بديع الزمان بفضل أصله العربي وموطنه الفارسي من امتلاك الثقافتين العربية والفارسية وتضلعه في آدابهما فكان لغوياً وأديبًا وشاعراً وتوفي عام 395 هـ، انتقل بديع الزمان إلى أصفهان فانضم إلى حلبة شعراء الصاحب بن عباد، ثم يمم وجهه شطر جرجان فأقام في كنف أبي سعيد محمد بن منصور وخالط أسرة من أعيان جرجان (تعرف بالإسماعيلية) فأخذ من علمها الشيء الكثير ثم ما فتئ أن نشب خلاف بينه وبين أبي سعيد الإسماعيلي فغادر جرجان إلى نيسابور، وكان ذلك سنة (382هجرية/ 992ميلادية) واشتدت رغبته في الاتصال باللغوي الكبير والأديب الذائع الصيت أبي بكر الخوارزمي، ولبى هذا الخوارزمي طلب بديع الزمان والتقيا، فلم يحسن الأول استقبال الثاني وحصلت بينهما قطيعة ونمت بينهما عداوة فاستغل هذا الوضع بعض الناس وهيؤوا للأديبين مناظرة كان الفوز فيها لبديع الزمان بفضل سرعة خاطرته، وقوة بديهته. فزادت هذه الحادثة من ذيوع صيت بديع الزمان عند الملوك والرؤساء وفتحت له مجال الاتصال بالعديد من أعيان المدينة، والتف حوله الكثير من طلاب العلم، فأملى عليهم بأكثر من أربعمائة مقامة (لم يبق منها سوى اثنتان وخمسون). لم تطل'" إقامة بديع الزمان"' بنيسابور وغادرها متوجها نحو سجستان فأكرمه أميرها خلف بن أحمد أيما إكرام، لأنه كان مولعا بالأدباء والشعراء. وأهدى إليه "'بديع الزمان"' مقاماته إلا أن الوئام بينهما لم يدم طويلا، فقد تلقى "'بديع الزمان"' يوما من الأمير رسالة شديدة اللهجة أثارت غضبه، فغادر سجستان صوب غزنة حيث عاش في كنف السلطان محمود الغزنوي معززا مكرماً، وكانت بين أبي العباس الفضل بن أحمد الأسفرائي وزير السلطان محمود عدة مراسلات، وفي آخر المطاف حط رحاله بديع الزمان بمدينة هرات فاتخذها دار إقامة وصاهر أبا علي الحسين بن محمد الخشنامي أحد أعيان هذه المدينة وسادتها فتحسنت أحواله بفضل هذه المصاهرة، وبمدينة هرات لفظ أنفاسه الأخيرة. ومات في 11 جمادى الآخرة 398 هـ، وقد أخذته سكتة، فدفن سريعا، وسمعوا صراخه في القبر فنبشوه، فوجدوه ميتا وقد قبض على لحيته من هول القبر.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي