حرام على النوم غير غرار
أبيات قصيدة حرام على النوم غير غرار لـ السلطان الخطاب

حرامٌ علىَّ النَّوْمُ غيرَ غِرارِ
يُلمُّ بجَفْني بعد طول نِفارِ
وبَسْلٌ على نفسي السلوّ إِلى مدى
أَنالُ به حقِّي وأُدْرِكُ ثاري
وأَظْهِرُ أَعْلامَ الهُدَى مُسْتَنِيرَةً
أَشِعَّةُ أَقْمارٍ لها ودراري
وأُعْلى منار المُؤمنين ودينَهم
بهدْمي من الفُجَّار كلَّ منارِ
وأُظْهِرُ للمنصور مولاي دَعْوَةً
مُوطدةً في مسكني وقَراري
وأَكشفها جهْراً بغير تَستُّرٍ
وأُعلنها كَشْفاً بغير سِرارِ
أَمِثْلي يُلْهِيهِ فيُلْهَي بطِيبِهِ
تَرنُّمُ أَوْتارٍ وشُرْبُ عُقارِ
ويرضى بما يرضى به من معيشةٍ
من الناس في دنياه كلُّ حِمارِ
سأَركبها سِيساءَ عاصيةَ القَرَى
وأَكشف داجى لَيْلها بنهارِ
وأَضربها من عَزْمَتي بصوارِمٍ
وأُضرمها من هِمّتي بنِيارِ
فما أَنا إِلا السيف هزَّنَي القضا
وقد أَمْهَتِ الأَيَّامُ عزْم غِراري
وأَوْمَتْ على أَعَداء آل محمّدٍ
يَدُ الله منِّي في المضارب هارِ
فمن مُبْلِغٌ مولاتنا ابْنَةَ أَحمد
نهايتَي القُصْوَى وقُطبَ مَداري
سلامي وإِلمامي وزاكي تحيّتي
وإِنْ بعُدَتُ داري وشَطَّ مَزاري
أَمولاتنَا حَقَّتْ لديك نصيحةٌ
حقيقةُ إِعلامٍ بغير تَماري
وما كان من كَشْفِ القِناع بمذهبي
ولكنِّ لم أَخْشَ العِدا فأُداري
خَطَبْتُ لمولانا وأَظهرتُ سِكَّةً
عليها اسمه طارَتْ بكلّ مطارِ
لدى معشرٍ حَبْلُ الضلالة عندهم
مُغارٌ وحَبلُ الدين غيرُ مُغارِ
ثلاثة أَصْنافٍ أَباضٍ وناصِبٍ
لدىَّ وزيديٍّ أَحَطْنَ بداري
ضربتُهُمُ بعضاً ببعضٍ كأَنَّما
أَصُكُّ حجاراً منهمُ بحجارِ
وأَلْبَسْتُهم من بعد خلعيَ ما اكْتَسَوْا
من العِزّ ثَوْبيْ ذِلَّةٍ وصَغارِ
وفارَقْتُ أَولادي وأَهلي وما حَوَتْ
عليه يدي من فِضَّةٍ ونُضارِ
أُحاوِلُ وَجْهَ الله لا شيءَ غيره
أُحاوِلُ في سِرّي به وجَهاري
ورُمْتُ رِضَي المنصور فيما أَتَيْتُهُ
إِذا فارَقَتْ دُرِّي قشورَ محاري
فهل لي يا مولاتَنا منك عاضِدٌ
مُعِينٌ به يُضحى زِناديَ واري
أمولاتنا لا تتركيني بقَفْرَةٍ
وحيداً لأَعداءٍ تروم دَماري
وقُومي بأَمْري والْحظيِني بلَحظَةٍ
فلَحْظُك غادٍ بالسعادة ساري
فلي غَرَضٌ لا بُدَّ لي من ركوبه
بلا رقبةٍ منِّي ولا بحذار
سأُمْضِي له عزْمي فإِمّا منيّةٌ
تحينُ بفَكٍّ من وثاق إِساري
وإِلا غَدَتْ لي دعوةٌ آمريّةٌ
بها وإليها نِسْبتي وشِعاري
شرح ومعاني كلمات قصيدة حرام على النوم غير غرار
قصيدة حرام على النوم غير غرار لـ السلطان الخطاب وعدد أبياتها ثلاثون.
عن السلطان الخطاب
السلطان الخطاب بن الحسن بن أبي الحفاظ الحجوري. أحد شعراء القرن السادس الهجري من أهل اليمن، متصوف، فارس، في شعره لين وقسوة وله هجاء مر لمخالفيه في العقيدة ومن ذلك قوله في لعن من نحى مذاهب الباطنية وإباحة سفك دمه: دينَي لَعْنُ الباطنِّي الذي يَصُدُّ عن نَهْجِ الهُدَى الواضِحِ وقد تأثر بالدعوة الفاطمية بمصر، واختلف مع أخيه الأكبر (أحمد) الذي تولى الحكم بعد موت والده حتى نشبت الحرب بينهما وانتهت بمقتل أخيه أحمد، فاستلم مقاليد الحكم بعده فقام عليه أخوه سليمان الذي كان كأخيه أحمد معانداً للأئمة الفاطميين فقتله الخطاب، فقام عليه أولاد سليمان فقتلوه.[١]
- ↑ معجم الشعراء العرب