حرق تمتري الدموع سجالا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة حرق تمتري الدموع سجالا لـ السري الرفاء

اقتباس من قصيدة حرق تمتري الدموع سجالا لـ السري الرفاء

حُرَقٌ تَمترِي الدُّموعَ سِجالا

وخَيالٌ يزورُ وَهْناً خَيالا

عَذَلوني وليس يُرضِي التَّصابي

عاشقٌ ليسَ يُسخِطُ العُذَّالا

لا عَدِمتُ الهَوى الجديدَ وإنْ جَدْ

دَدَ في القَلبِ لَوعةً وخَبَالا

شغَلَتني الدموعُ فيه فما أَع

رفُ إلا بفَيضِهنَّ اشتِغَالا

بقضيبٍ يَهُزُّ قلبي إذا اهتزْ

زَ وطَوراً يُميلُه كيفَ مَالا

وهِلالٍ دَعَته داعيةُ البَي

ن فأضحى من البُعادِ هِلالا

أَحْسَنَتْ غُربةُ النَّوى وأَساءَت

منْظَراً يومَ بَينِهم وفِعالا

كِللٌ لا تُحَطُّ عن أَظهُر العِي

س وعيسٌ لا يشتكينَ الكَلالا

ونَوىً يَترُكُ الغَليلَ مُقيماً

بِمَهاً تَبعَثُ الدموعَ عِجالا

لستُ أرعَى الهوى المَصونَ إذا لم

يكُ دمعي ما عشتُ فيه مُذَالا

كلَّ يومٍ نَشِيمُ بالشامِ غَيثاً

مُقبِلاً نرتَجي به الإِقبالا

فإذا اختالَ للرِّكاب وللرُّك

بانِ ساروا إلى نَداه اختيالا

ذكَروا مَعقِلَ السَّماحِ فحلُّوا

عُقُلَ العِيسِ ثُمّ شَدُّوا الرِّحالا

وصَلُوا السَّيرَ بُكرةً وأَصِيلاً

رَمَلاً يقطعُون فيه الرِّمالا

عُلَّ مِن نائلِ الأميرِ عليٍّ

مَن غَدا منهمُ يَرومُ النَّوالا

مَلِكٌ حازَ قِمّةَ الفَخرِ لمّا

عُدَّ للفَخرِ مِن عديٍّ رِجالا

أصبحُوا في النَّدى غُيوثاً وفي الرَّو

عِ لُيوثاً وفي الحُلومِ جِبالا

لَحَظَ الشرقَ عادلٌ منه يَهدي

لقناةِ الإسلامِ فيه اعتِدالا

وهُمامٌ يُرضِي السيوفَ إذا هَمْ

مَ بأمرٍ ويُسخِطُ الأموَالا

سارَ يُهدي مع الشَّمالِ إليه

أَرَجاً طيَّبَ الصِّبا والشَّمالا

مَلِكٌ طاعَه الحُتوفُ فلو شا

ءَ لبَثَّ الحُتوفَ والآجَالا

وَثَنى خيلَه إلى الغَربِ سَعياً

لا بساتٍ من العَجاجِ جِلاَلا

فأحَلَّ الصُّدورَ منها لصَدرِ الرْ

محِ بأساً وحَرَّرَ الأكفَالا

يا مُجِيبَ الإسلامِ حينَ دعَاه

ومُقِيلَ الإسلامِ حينَ استقَالا

وعَدَ الرومَ سيفُ بأسِك وَعْداً

عَدِموا الخُلفَ بعدَه والمِطالا

نَزَلوا مَنزِلاً من الحَيْنِ ضَنكاً

فجعلتَ الرَّدى لهم أَنزالا

وَتبوَّأتَ بالشآم مَحَلاًّ

كلَّ يومٍ يزدادُ منك جَمالا

وطَنٌ مُشرِقُ الفَضاءِ ورَوضٌ

مُستظِلٌ من الغُصونِ ظِلالا

نِلتَه إذ غدَت رماحُك سُوراً

حولَ سُورٍ له أبَى أن يُنالا

دائرٍ لا يَخافُ دائرةَ السُّو

ء إذا اغتالَه العَدوُّ اغتِيالا

بِبُروجٍ وُصِلنَ بالماءِ في الأر

ضِ وأُلحِقنَ بالسماءِ اتِصالا

فَهْيَ مثلُ السَّحاب عانَقتِ الأُفْ

قَ وجَرَّت على الثَّرى أذيالا

وقِلاعٍ مثلِ الهوادجِ حُسناً

جاعلاتٍ مَطِيَّها الأَجيَالا

وإذا اختالتِ السَّحابُ عليها

خِلتَه كِلَّةً لها وحِجالا

كلُّ ملمومةٍ متى ظنَّ طاغٍ

أنها مَعقِلٌ رآها عِقالا

مُشرِفاتٌ على البُحورِ تَرَاهُنْ

نَ يميناً من دُونِها وشَمالا

لامعاتٌ كأنَّها الشمسُ أجرَت

ذَهباً ذائباً عليها فَسَالا

وكأنَّ العيونَ تَلحَظُ مِنْهُنْ

نَ عذارَى تبرَّجَت أشكَالا

حُرُمٌ لامرئِ حَماه وإن كا

نَ دمُ الناكِثينَ فيه حَلالا

قَصَدَتني على البُعادِ يداه

بأيادٍ تُفيدُ جَاهاً ومَالا

فَبِها عُدتُ أنضَرَ الناسِ عُوداً

وبِها صِرتُ أحسنَ الناسِ حَالا

أطلَقَت بالثَّناء فيه لِساني

فارتَجلتُ الثناءَ فيه ارتِجالا

شرح ومعاني كلمات قصيدة حرق تمتري الدموع سجالا

قصيدة حرق تمتري الدموع سجالا لـ السري الرفاء وعدد أبياتها اثنان و أربعون.

عن السري الرفاء

السرّي بن أحمد بن السرّي الكندي أبو الحسن. شاعر أديب من أهل الموصل، كان في صباه يرفو ويطرز في دكان له، فعرف بالرفاء ولما جاد شعره ومهر في الأدب قصد سيف الدولة بحلب، فمدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد. ومدح جماعة من الوزراء والأعيان، ونفق شعره إلى أن تصدى له الخالديان، وكانت بينه، وبينهما مهاجاة فآذياه وأبعداه عن مجالس الكبراء. فضاقت دنياه واضطر للعمل في الوراقة (النسخ والتجليد) ، فجلس يورق شعره ويبيعه، ثم نسخ لغيره بالأجرة. وركبه الدين، ومات ببغداد على تلك الحال. وكان عذب الألفاظ، مفتناً في التشبيهات ولم يكن له رواء ولا منظر. من كتبه (ديوان شعره ط) ، و (المحب والمحبوب والمشموم والمشروب - خ) .[١]

تعريف السري الرفاء في ويكيبيديا

أبو الحسن السري بن أحمد بن السري الكندي الرفاء الموصلي شاعر مشهور؛ كان في صباه يرفو ويطرز (يعمل خياطا) في دكان بالموصل ولذا سمي بالرفاء أي الخياط، وهو مع ذلك يتولع بالأدب وينظم الشعر، ولم يزل حتى جاد شعره ومهر فيه، وقصد سيف الدولة الحمداني بحلب ومدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد ومدح الوزير المهلبي وجماعة من رؤساء المدينة، وانتشر شعره وراج. وكانت بينه وبين أبي بكر محمد وأبي عثمان سعيد ابني هاشم الخالديين الموصليين الشاعرين المشهورين معاداة فادعى عليهما سرقة شعره وشعر غيره. وكان السري مغرى بكتابة ديوان أبي الفتح كشاجم الشاعر المشهور، وهو إذ ذاك ريحان الأدب بتلك البلاد فكان يقوم بدس أحسن شعر الخالديين فيما يكتبه من شعر كشاجم، ليزيد في حجم ما ينسخه وينفق سوقه ويغلي سعره ويشنع بذلك عليهما ويغض منهما ويظهر مصداق قوله في سرقتهما، فمن هذه الجهة وقعت في بعض النسخ من ديوان كشاجم زيادات ليست في الأصول المشهورة. وكان شاعرا مطبوعا عذب الألفاظ مليح المأخذ كثير الافتنان في التشبيهات والأوصاف، ولم يكن له رواء ولا منظر، ولا يحسن من العلوم غير قول الشعر، وقد عمل شعره قبل وفاته نحو 300 ورقة، ثم زاد بعد ذلك، وقد عمله بعض المحدثين الأدباء على حروف المعجم. ومن شعر السري أبيات يذكر فيها صناعته، فمنها قوله:

وللسري المذكور ديوان شعر كله جيد، وله كتاب المحب والمحبوب والمشموم والمشروب وكتاب الديرة. وكانت وفاته في العقد السابع من القرن الرابع الهجري ببغداد كما قال الخطيب البغدادي في تاريخه حوالي عام 366 هـ / 976م.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. السري الرفّاء - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي