حرم عليها نزهات الوادي
أبيات قصيدة حرم عليها نزهات الوادي لـ مهيار الديلمي
حرِّم عليها نُزُهاتِ الوادي
وولِّها جوانبَ البلادِ
وغنِّها إنْ طرِبَتْ لصافرٍ
آذانُها برَهَجِ الجِلادِ
واسبِقْ بها إلى العلا شوطَ الصَّبا
لعلّها تُعَدُّ في الجِيادِ
قد لفظتْكَ هاجداً وقاعداً
مَكاسرُ البيتِ وحَجْرُ النادي
كم التمادي تطلب العفوَ به
قد بلغَ الجهدَ بك التمادي
لابد إن عفت تخاليطَ القذَى
أن تُخلَطَ الأرجُلُ بالهوادي
ما العزُّ بين الحُجُراتِ كامناً
ولا الغنَى في الطُّنْبِ والعِمادِ
تفسَّحي يا نفسُ أو تطوَّحي
إمّا الردى أو دَرَكُ المُرادِ
إن النفوس فاعلمي إن حُمِلتْ
مسجونةٌ في هذه الأجسادِ
خيرٌ من الزاد الوثيرِ والأذى
أَن أنفُضَ الأرضَ بغير زادِ
قد ملَّني حتَّى أخي وأنكرتْ
كلابُ بيتي في الدجى سَوادي
كم أحملُ الناسَ على عِلاَّتهم
قد جُلِبَ الظهرُ وجُبَّ الهادي
في كل دارٍ ناعقٌ يخبِطُ في
جنبيّ وهو خاطبٌ ودادي
وحالمٌ لي فإذا استسعدتهُ
في يوم رَوعٍ مال بالرقاد
يُعجبُه قربي لغير حاجةٍ
فإن عرَتْ طارَ مع البعادِ
إذا عدمتُ عُدَدي ضحكتُ من
تبجُّحي بكثرةِ الأعدادِ
أُنساً على ما خَيَّلَتْ وخَلَبتْ
بروقُها بوحشةِ انفرادي
ما أنا والحزمُ معي بآمنٍ
شريحَتيْ صدرِي على فؤادي
قد شَمِتَ النُّقصان بالفضلِ وقد
تَسلَّط العجزُ على السَّدادِ
فاجفُ الوُصولَ واهجُ من مدحتَهُ
فربّما تُصلِحُ بالفسادِ
ولا تخلْ ودَّ العميد مِنحةً
سيقتْ بقصدٍ أو عن اعتمادِ
لكنّها جوهرةٌ يتيمةٌ
تقذِفها البحارُ في الآحادِ
جاءت بها والوالدات عُقُمٌ
مُقْبلةٌ غريبةُ الولادِ
خلِّ له الناسَ وبِعْهم غانياً
به على كثرتهم وفادِ
وحَكِّم المجدَ التليد فيهمُ
وفيه واسأل ألسنَ الرُّوّادِ
بالأقربِينَ الحاضرين منهُمُ
ما غاب من ذاك البعيدُ النادي
وحبّذا بين بيوتِ أَسَدٍ
بيتٌ إذا ضلَّ الضيوفُ هادي
أَتلعُ طال كَرماً ما حولَه
تَشرُّفَ الربْوِ على الوِهادِ
مُوضَحةٌ على ثلاثٍ نارُهُ
إن سَرِفوا النيرانَ في الرَّمادِ
بيتٌ وسيعُ الباب مبلولُ الثرى
ممهَّد المجلسِ رَخصُ الزادِ
إنْ قوَّضَ البيوتَ أصلٌ حائرٌ
طُنِّبَ بالآباءِ والأجدادِ
تُرفَعُ عن محمدٍ سُجوفُهُ
جوانبَ الظلماءِ عن زنادِ
أبلج يُورِي في الدجى جبينُه
على خبوّ الكوكب الوقَّادِ
ساد وما حُلَّتْ عُرَى تميمه
بالأطيَبيْن النفسِ والميلادِ
وجاد حتى صاحت المزنُ به
أَكْرمتَ يا مُبخِّلَ الأجوادِ
من غِلمةٍ تحاشدوا على الندَى
تحاشُدَ الإبْلِ على الأورادِ
ودبَّروا المجدَ فسدُّوا ما وَلُوا
سدَّ السيوف ثُغَرَ الأغمادِ
مشَوا على الدارِس من طُرْق العلا
ويَقتفي الرائحُ إثرَ الغادِي
يعتقبون دَرَجاً ذروتَها
تعاقُبَ العقودِ في الصّعادِ
مَثنَىً ووُحداناً إلى أن أحدقوا
بهالةِ البدرِ على ميعادِ
للكَلمِ المعتاصِ من سلطانهم
عليه ما للجحفل المنقادِ
فهم قلوبُ الخيل مثلُ ما هُمُ
إن خَطَبوا ألسنةُ الأَعوادِ
هل راكبٌ وضَمِنَتْ حاجتَهُ
غضبَى القِماصِ سَمحةُ القيادِ
مُطلَقةُ الباعِ إذا تقيَّدتْ
من الكَلالِ السُّوقُ بالأعضادِ
تدرُّ قبل البوّ أو تَطرَبُ من
مَراحها قبل غِناء الحادي
لا يُتهِمُ الليلُ عليها فجرَهُ
ولا يَخافُ عدوةَ العوادي
لها من الجوّ العريض ما اشتهتْ
همَّك في السرعةِ والإبعادِ
تَصدُقُها واللَّحظاتُ كُذُبٌ
عينَا قُطامِيٍّ على مِرصادِ
بلّغ وفي عتابك الخيرُ إذَن
تحيةً من كَلِفِ الفؤادِ
ينفُثُ فيها شجوَه كما اشتفى ال
مدنَفُ بالشكوى إلى العُوّادِ
قُلْ لعميدِ الحيّ بين بابلٍ
والطَّفِّ جادت ربعَك الغوادي
ما اعتضتُ أو نمتُ على البين فلا
بقلقي بتَّ ولا سهادي
أشرقَني الشوقُ إليك ظامئاً
بالعذْب من أحبابيَ البِرادِ
ما زارني طيفُ حبيبٍ هاجرٍ
إلا اعترضتُ فثنَى وسادي
ولا نَسمتُ البانَ تفليه الصَّبا
إلا تضوّعتُك من أبرادي
والبدرُ يحكيك فيشقَى ناظري
حتى كأنّ بِيضه دآدى
فهل على ماء اللقاءِ بِلَّةٌ
يُرْوَى بها هذا النزاعُ الصادي
مالك لا تسمحُ بالقربِ كما
تسمحُ بالمالِ وبالإِرفادِ
أنت جوادٌ والنوى مَبخَلَةٌ
ما أعجبَ البخلَ من الجوادِ
ملَكتَني بالودّ والرفدِ معاً
والرفدُ من جوالبِ الودادِ
وقاد عُنْقي لك خُلْقٌ سلِسُ ال
حبل على صُعوبة انقيادي
حملتُ منك اليدَ بعدَ أختِها
بكاهلٍ لا يحمِل الأيادي
ولم يكن قبلَك من مآربي
لمسُ يدِ المُجدي ولا من عادي
مَواقفاً أعطيتَ فيها مسرفاً
والبحرُ يعطيني على اقتصادِ
فما أذمَّ الحظَّ إلا قمتَ لي
بمنّةٍ تكسبه أَحمادي
ولا أنادي الناسَ إلا خِلتُني
إياك من بينهِمُ أنادي
ولم تكن كَخُلَّبيٍّ برقُهُ
لا للحيا اعتنَّ ولا الإرشادِ
يجلِبُ مدحي بلسانٍ ذائبٍ
مع النفاق ويدٍ جَمادِ
ما عرَفَتْ فيه الندى طيٌّ ولا
أغناه شيخُ البيتِ في إيادِ
يدخُلُ في مجدِ الكرام زائداً
غبينةَ الأنسابِ في زيادِ
تسلَّطَ البخلُ على جنَابِهِ
تسلُّطَ الخُلْفِ على الميعادِ
لَتَعلَمنّي شاكراً مجتهداً
إن هو كافى عفوك اجتهادي
بكلِّ مغبوطٍ بها سامعُها
كثيرة الأحبابِ والحسّادِ
مصمَّت لها النديُّ واسع
نصيبَها الضخمَ فمُ الإنشادِ
غريبة حتى كأَنْ ما طُبِعَتْ
من طِيبِ هذا الكَلمِ المُعتادِ
ترفَعُها عنايتي عن كُلْفة ال
لفظِ ومعنى الغارة المُعادِ
تغشاك إما بالتهاني بالعلا
أو التهادي بُكرةَ الأعيادِ
شرح ومعاني كلمات قصيدة حرم عليها نزهات الوادي
قصيدة حرم عليها نزهات الوادي لـ مهيار الديلمي وعدد أبياتها سبعة و سبعون.
عن مهيار الديلمي
مهيار بن مرزويه، أبو الحسن الديلمي. شاعر كبير في أسلوبه قوة وفي معانيه ابتكار، قال الحر العاملي: جمع مهيار بين فصاحة العرب ومعاني العجم، وقال الزبيدي: (الديلمي) شاعر زمانه فارسي الأصل من أهل بغداد، كان منزله فيها بدرب رباح، من الكرخ، وبها وفاته. ويرى (هوار) أنه ولد في الديلم (جنوب جيلان على بحر قزوين) وأنه استخدم في بغداد للترجمة عن الفارسية. وكان مجوسياً وأسلم سنة 494هـ على يد الشريف الرضي. وتشيع وغلا في تشيعه وسب بعض الصحابة في شعره، حتى قال له أبو القاسم ابن برهان: يا مهيار انتقلت من زاوية في النار إلى أخرى فيها.[١]
تعريف مهيار الديلمي في ويكيبيديا
أبو الحسن - أو أبوالحسين - مِهيَارُ بن مروزيه الديّلمِيُّ (توفي 428 هـ / 1037 م) كاتب وشاعر فارسي الأصل، من أهل بغداد. كان منزله في بغداد بدرب رباح من الكرخ. كان مجوسياً فأسلم، ويقال إن إسلامه سنة 384 هـ كان على يد الشريف الرضي أبي الحسن محمد الموسوي وهو شيخه، وعليه تخرج في نظم الشعر، وقد وازن كثيرا من قصائده، ويقول القمي: (كان من غلمانه). قال له أبو القاسم ابن برهان: «يا مهيار قد انتقلت بأسوبك في النار من زاوية إلى زاوية»، فقال: «وكيف ذاك؟» قال: «كنت مجوسيا فصرت تسب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في شعرك». ويرى هوار أنه وُلِدَ في الدَّيلم، في جنوب جيلان، على بحر قزوين، وأنه استخدم في بغداد للترجمة عن الفارسية. كان ينعته مترجموه بالكاتب، ولعله كان من كتاب الديوان. كان شاعرا جزل القول، مقدما على أهل وقته، وله ديوان شعر كبير يدخل في أربع مجلدات، وهو رقيق الحاشية طويل النفس في قصائده. ذكره الحافظ أبو بكر الخطيب في كتابه تاريخ بغداد وأثنى عليه وقال: «كنت أراه يحضر جامع المنصور في أيام الجمعات [يعني ببغداد] ويقرأ عليه ديوان شعره ولم يقدر لي أسمع منه شيئاً». قال الحر العاملي: جمع مهيار بين فصاحة العرب ومعاني العجم.[٢]
- ↑ معجم الشعراء العرب
- ↑ مهيار الديلمي - ويكيبيديا