حسب الأمير سماح وطد الحسبا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة حسب الأمير سماح وطد الحسبا لـ السري الرفاء

اقتباس من قصيدة حسب الأمير سماح وطد الحسبا لـ السري الرفاء

حسبُ الأميرِ سماحٌ وَطَّدَ الحَسَبا

ورُتبةٌ في المعالي فاتَتِ الرُّتَبا

أعطَى فقالَ العُفاةُ النازلون به

أنائلاً أنشأَتْ كفَّاه أم سُحُبا

أَغرُّ لا يتحامَى قِرنَه أبداً

حتى يُردَّ غِرارَ السيفِ مُختَضَبا

كاللَّيثِ لا يسلُبُ الأعداءَ بَزَّهُمُ

في الرَّوْعِ لكن تَرى أرواحَهم سَلَبا

لا يعرفُ الغَدرَ ما ضُمَّتْ جوانِحُه

على الوفاءِ ولا يُبْقي إذا وَثَبا

أمَّا عَدِيٌّ فقد عدَّتْه سَيِّدَها

نجابةً وهي تُدْعى السادةَ النُّجُبا

أَسْدٌ إذا حاولتْ أرضَ العِدا حمَلتْ

على الكواهلِ غَاباً لِلْقنَا أَشَبَا

لما هَممْتَ بآثارٍ مجدَّدَةٍ

حدْوتَ للحاسِدِ الأحزانَ والكُرَبا

أنشأْتَه منزلاً في قلبِ دجلةَ لا

تمتاحُ جَنَّتُه الغُدرانَ والقُلُبا

صفا الهواءُ به والماءُ فاشتَبَها

كأنَّ بينهما من رقَّةٍ نَسَبا

وأصبحَ الغيثُ مخلوعَ العِذار بهِ

فليسَ يَخلعُ أبرادَ الحَيا القُشُبا

فَمِنْ جِنانٍ تُريكَ النَّوْرَ مُبتَسِماً

في غير إبَّانِه والماءَ مُنسَكِبا

ومن سَواقٍ على خضراءَ تَحسَبُها

مُخضرَّةَ البُسْطِ سَلُّوا فوقَها القُضُبا

كأنَّ دُولابَها إذ حَنَّ مُغتَرِبٌ

نأى فَحنَّ إلى أوطانِه طَرَبا

باك إذا عَقَّ زَهْرُ الرَّوْضِ والدَه

من الغَمامِ غدا فيه أباً حَدِبا

مُشَمِّرٌ في مَسيرٍ ليسَ يُبْعِدُهُ

عن المحلِّ ولا يُهْدي له تَعَبا

ما زالَ يطلُبُ رِفْدَ البحرِ مُجتهِداً

للبَرِّ حتى ارتدى النُّوَّارَ والعُشُبا

فالنخلُ من باسقٍ فيه وباسِقَةٍ

يُضاحِكُ الطَّلْعَ في قُنْوانِهِ الرُّطَبا

أضحَت شماريخُه في الجوِّ مُطلِعَةً

إما ثُرَيَّا وإمَّا مِعْصَماً خُضِبَا

تريك في الظِّلِّ عِقياناً فإن نَظَرَتْ

شمسُ النَّهارِ إليها خِلْتَها لَهَبا

والكَرْمُ مُشتَبِكُ الأفنانِ تُوسِعُنا

أجناسُه في تساوي شِرْبِها عَجَبا

فكَرمةٌ قَطَرَت أغصانُها سَبَجاً

وكرمةٌ قطرَت أغصانُها ذَهَبا

كأنِّما الورقُ المُخضَرُّ دونَهما

غيرانُ يكسوهُما من سُنْدُسِ حُجُبا

والماءُ مُطَّرِدٌ فيه ومُنْعَرِجٌ

كأنَّما مُلِئَتْ حيَّاتُه رُعُبا

وبركةٌ ليس يُخفْي مَوجُ لُجِتَّها

من القَذى ما طفَا فيها وما رَسَبا

تُسدي عليها الصَّبا بُرْداً فإن ركَدَتْ

رأيتَه دارسَ الأفوافِ مُستَلَبا

قد كُلَّلَتْ بنجومٍ للحَبابِ ضُحىً

فإن دَجا الليلُ عَادَتْ أنجُما شُهُبا

ترى الإوزَّ سُروباً في ملاعبِها

كما تأمَّلتَ في ديباجَةٍ لَعِبا

يَرِفُّ منه على أمواجِها زَهَرٌ

أربى على الزَّهْرِ حتى عاد مُكْتئِبا

مُسَلِّمٌ وسباعُ الطَّيرِ حائمةٌ

يخطَفْن ما طارَ في الآفاقِ أو سَرَبا

كأنما الجارحُ المرهوبُ يَحذَرُه

فليسَ يُوفي عليه جارحٌ ذَهَبا

وسهمُ فوَّارَةٍ ما ارتدَّ رائدُه

حتى أصابَ من العُّيوقِ ما طَلبا

أوفى فَلَمْ تَثْنِهِ حربُ الشَّمالِ وقد

لاقَتْه فاعتَركا في الجوِّ واحترَبا

كأنَّ بِركَتَه دِرْعٌ مُضاعَفَةٌ

تُقِلُّ رُمحَ لُجَيْنٍ منه مُنتَصِبا

والقصرُ يَبسِمُ في وَجهِ الضُّحىفتَرى

وجهَ الضُّحى عندما أبدى لنا شَحَبا

يبيتُ أعلاهُ بالجوزاءِ مُنتَطِقاً

ويَغتدي برداءِ الغَيمِ مُحتَجِبا

تَطَأْمنَ نَحوَهُ الإيوانُ حينَ سَما

ذُلاً فكيف تُضاهي فارسُ العَرَبا

إذا القصورُ إلى أربابِها انتسَبتْ

أضحى إلى القِمَّةِ العَلياء مُنتَسبا

فَصِلْه لا وَصَلَتْكَ الحادثاتُ ولا

زالَتْ سُعُودُك فيه تُنْفِدُ الحِقَبا

بَرٌّ وبحرٌ وكُثبانٌ مُدَبَّجةٌ

ترى النفوسُ الأماني بينها كَثَبَا

ومنزِلٌ لا تزالُ الدَّهرَ عَقوتُه

جديدةَ الرَّوْضِ جَدَّ الغيثُ أو لَعِبا

حصباؤُه لؤْلؤٌ نَثْرٌ وتُربَتُه

مِسكٌ ذكيٌّ فلو لم تَحمِه انُتهِبا

وكلُّ ناحيةٍ منه زَبَرْجَدَةٌ

أجرى اللُّجَيْنُ عليها جدولاً سَرِبا

فإنْ دعاكَ إليه ذِكْرُ مأدُبِةٍ

فما نَشأْتَ وفيها للعُلى أدَبا

وإنْ دعاكَ له ظِلٌّ فربَّ وَغىً

جعلْتَ ظِلَّكَ منها السُّمرَ والعَذَبا

لا تُكْذِبنِّي فإني في مدائحِكم

مُصَدَّقُ القَوْلِ لا أستحسِنُ الكَذِبا

مَنْ رامَ في الشِّعرِ شأوي كَلَّ عنه ومَنْ

ناوَى أبا تغِلب في سُؤدُدٍ غُلِبا

شرح ومعاني كلمات قصيدة حسب الأمير سماح وطد الحسبا

قصيدة حسب الأمير سماح وطد الحسبا لـ السري الرفاء وعدد أبياتها سبعة و أربعون.

عن السري الرفاء

السرّي بن أحمد بن السرّي الكندي أبو الحسن. شاعر أديب من أهل الموصل، كان في صباه يرفو ويطرز في دكان له، فعرف بالرفاء ولما جاد شعره ومهر في الأدب قصد سيف الدولة بحلب، فمدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد. ومدح جماعة من الوزراء والأعيان، ونفق شعره إلى أن تصدى له الخالديان، وكانت بينه، وبينهما مهاجاة فآذياه وأبعداه عن مجالس الكبراء. فضاقت دنياه واضطر للعمل في الوراقة (النسخ والتجليد) ، فجلس يورق شعره ويبيعه، ثم نسخ لغيره بالأجرة. وركبه الدين، ومات ببغداد على تلك الحال. وكان عذب الألفاظ، مفتناً في التشبيهات ولم يكن له رواء ولا منظر. من كتبه (ديوان شعره ط) ، و (المحب والمحبوب والمشموم والمشروب - خ) .[١]

تعريف السري الرفاء في ويكيبيديا

أبو الحسن السري بن أحمد بن السري الكندي الرفاء الموصلي شاعر مشهور؛ كان في صباه يرفو ويطرز (يعمل خياطا) في دكان بالموصل ولذا سمي بالرفاء أي الخياط، وهو مع ذلك يتولع بالأدب وينظم الشعر، ولم يزل حتى جاد شعره ومهر فيه، وقصد سيف الدولة الحمداني بحلب ومدحه وأقام عنده مدة، ثم انتقل بعد وفاته إلى بغداد ومدح الوزير المهلبي وجماعة من رؤساء المدينة، وانتشر شعره وراج. وكانت بينه وبين أبي بكر محمد وأبي عثمان سعيد ابني هاشم الخالديين الموصليين الشاعرين المشهورين معاداة فادعى عليهما سرقة شعره وشعر غيره. وكان السري مغرى بكتابة ديوان أبي الفتح كشاجم الشاعر المشهور، وهو إذ ذاك ريحان الأدب بتلك البلاد فكان يقوم بدس أحسن شعر الخالديين فيما يكتبه من شعر كشاجم، ليزيد في حجم ما ينسخه وينفق سوقه ويغلي سعره ويشنع بذلك عليهما ويغض منهما ويظهر مصداق قوله في سرقتهما، فمن هذه الجهة وقعت في بعض النسخ من ديوان كشاجم زيادات ليست في الأصول المشهورة. وكان شاعرا مطبوعا عذب الألفاظ مليح المأخذ كثير الافتنان في التشبيهات والأوصاف، ولم يكن له رواء ولا منظر، ولا يحسن من العلوم غير قول الشعر، وقد عمل شعره قبل وفاته نحو 300 ورقة، ثم زاد بعد ذلك، وقد عمله بعض المحدثين الأدباء على حروف المعجم. ومن شعر السري أبيات يذكر فيها صناعته، فمنها قوله:

وللسري المذكور ديوان شعر كله جيد، وله كتاب المحب والمحبوب والمشموم والمشروب وكتاب الديرة. وكانت وفاته في العقد السابع من القرن الرابع الهجري ببغداد كما قال الخطيب البغدادي في تاريخه حوالي عام 366 هـ / 976م.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. السري الرفّاء - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي