حسب البلاد تنبؤا وتكهنا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة حسب البلاد تنبؤا وتكهنا لـ أحمد الكاشف

اقتباس من قصيدة حسب البلاد تنبؤا وتكهنا لـ أحمد الكاشف

حسب البلاد تَنَبُّؤاً وتكهُّنا

يا قوم أين نضالكم حول المنى

قد كاد مؤتمر الخلافة ينقضي

من قبل أن يقضي بمقدور لنا

ما للرسول قليلةٌ أنباؤه

وجد الطريق كما يود أم انثنى

حامت هواجس من هنالك منكمُ

وأضرُّ عاقبةً هواجسُ من هنا

قد راعني متشائماً متطيراً

من راقني متفائلاً متيمنا

إني حزنت عليكمُ وعجيبةٌ

أن نحمل البلوى وأن لا نحزنا

يا ويحكم من محنة لو أنها

نزلت من الباغي لكانت أهونا

هل نبعث البدنَ الدفينَ من الثرى

ونخط للروح القوي المدفنا

والحيُّ أولى بالندى من بائدٍ

بالٍ وإن جاز الكواكب ما بنى

في الحاضر الجاري لمصر مشاغلٌ

عما حوى تاريخ مصر ودونا

وطِلابها البطلُ المنجِّي قبلما

تطري وترعى الصانع المتفننا

أين المعيد إلى البناء رواءه

بعد الذي بدأ البناء وكونا

أولى بمن ذكر القديم وقد نأى

أن يستعد لما أتى ولما دنا

وأحق بالذكرى سجايا أمة

من قبل ذكرك أصلها والمعدنا

جل المجاهد في اختيار مصيره

عن أن يتيه بأمسه أو يفتنا

عندي سرائر لا أبوح بها وإن

كانت جوىً عندي وكانت لي ضنى

أغلالُ نيلكمُ أخفُّ عقوبةً

من أن يغرَّبَ حرُّكم أو يسجنا

وتزلزل الوادي أقل كريهة

من أن يهون لواؤكم أو يغبنا

هل تحجمون وخصمكم متأهبٌ

متلهفٌ جبنُ الرجال هو الخنى

أطمعتموه فاستطال عليكمُ

متنمراً وانساب فيكم مثخنا

بذلُ الجريءِ حياتَه كحياتِه

والموتُ كل الموت في أن يجبنا

إني لأخشى ذلك الجوَّ الذي

بهر العيون تقلُّباً وتلوُّنا

وأخاف أن تسعى صلالُ دهاتِه

من بعد ما عبثت عواصفه بنا

طالت وعودهمُ فصارت عادة

منهم سئمناها وعادت ديدنا

جربتم الأسباب وهي كثيرة

فاخترتم العف الصريح الليِّنا

ورأيتم الشرق العتيد مسايراً

ووجدتمُ الغرب العنيد مؤمَّنا

لا صلح بعد خصومة إلا إذا

وثق الغريم من الغريم وأيقنا

ما نحن أسلاب الطعين المرتمي

يوماً ولسنا بالمتاع المقتنى

ملكَ البلادِ وفيك سلوتُها لدى

ما كابدت من دهرها فيما جنى

وموِّطدَ الآمالِ وهي مكارمٌ

لك أطلقت أقلامنا والألسنا

ومبشرَ الأوطانِ باستقلالها

متأهباً بالبأس فيها والغنى

قد أعلن الشعب الأمين وحسبه

إخلاصه للتاج فيما أعلنا

ورعى لجدك فضله وكفى به

لك ناصراً ولعرش مصر ممكّنا

ما في الضمائر غير ما ترضى به

أو ما رأيت وجوهنا والأعينا

أكبرت للشعب الأمين جهاده

ورعى أمانة من أنال وأحسنا

وأعدَّ للحرية الزهراء ما

ترجوه فاستكمل قواه مهيمنا

وخذوا السجل بكل شرط عادل

للجانبين معاهداً أن تضمنا

حكم المرافق ما ترى ولغيرنا

ولغيرهم حكم القواضب والقنا

ماذا عليهم لو تواصوا بالذي

قضت السماء ليسكنوا ولنسكنا

فلعلهم يجدون ودَّ مجاملٍ

من بعد ما وجدوا المراس الموهنا

إن الذي أذن الزمان ببعضه

لمبشر بجميعه أن تأذنا

ما الفاتح الغازي أجل مآثراً

من ناصح جمع القلوب وحصَّنا

في جدِّك المثل العظيم وقدوة

لك في أب عمر البلاد ومدَّنا

لك طاعةٌ ومحبةٌ من أمة

أغنيتها لسواك عن أن تذعنا

إنا إلى فصل الخطاب بحاجة

من بعد ما وضح الهدى وتبينا

شيعاً وأحزاباً نسير وما لنا

إلا رضى التاج المؤلف بيننا

فإذا استرد الشعب سابق شمله

فقد استرد كيانه والموطنا

نغدو وعند ممالك الدنيا لنا

من حرمةٍ ما للممالك عندنا

فتسرنا العقبى وترضينا وكم

أرضى وكم سر الثواب المؤمنا

شرح ومعاني كلمات قصيدة حسب البلاد تنبؤا وتكهنا

قصيدة حسب البلاد تنبؤا وتكهنا لـ أحمد الكاشف وعدد أبياتها تسعة و أربعون.

عن أحمد الكاشف

أحمد بن ذي الفقار بن عمر الكاشف. شاعر مصري، من أهل القرشية (من الغربية بمصر) ، مولده ووفاته فيها قوقازي الأصل. قال خليل مطران: الكاشف ناصح ملوك، وفارس هيجاء ومقرع أمم، ومرشد حيارى. كان له اشتغال بالتصوير ومال إلى الموسيقى ينفس بها كربه. واتهم بالدعوى إلى إنشاء خلافة عربية يشرف عرشها على النيل فتدارك أمره عند الخديوي عباس حلمي، فرضي عنه، وكذبت الظنون. وأمر بالإقامة في قريته (القريشية) فكان لا يبرحها إلا مستتراً. (له ديوان شعر - ط) .[١]

تعريف أحمد الكاشف في ويكيبيديا

أحمد الكاشف أو أحمد بن ذي الفقار بن عمر الكاشف، شاعر مصري معروف من أصل شركسي، كان معاصرًا للشاعر أحمد شوقي، وله مواقف وطنية مشهودة. وُلِد في قرية القرشية من محافظة الغربية بمصر عام 1878م الموافق 1295 هـ. جيء بوالده طفلًا صغيرًا من شمال القفقاس إلى مصر، فتبناه ذو الفقار كُتخُداي وتولّى تربيته. ويقال أن والدته خديجة بنت سليمان من أصل مورلّي باليونان وأن خالته كانت متزوجة من أمين باشا الشمسي سرتُجَّار بندر الزقازيق وأحد المتحمسين للثورة العرابية. تعلّم القراءة والكتابة ومبادئ اللغة الفرنسية وتقويم البلدان والحساب والتاريخ والهندسة والنحو واللغة. كان له ميل كبير إلى التصوير فعمل على تنمية هذا الميل، كما كان له ميل للاستماع إلى الموسيقى، اهتمّ كثيرًا بدراسة تواريخ وسير حياة النابغين والمتميزين بالتفوق والإبداع. بدأ نظم الشعر في مطلع حياته الأدبية مادحًا الأدباء والكتّاب الكبار، كوسيلة ممتازة للإتّصال بهم والتفاعل معهم والاستفادة من خبراتهم وتجاربهم. تقول عنه الأهرام في عددها الصادر بتاريخ 27 أبريل 1898: «شرع حضرة أحمد أفندي الكاشف أحد أعيان القرشية وناظر المدرسة الأهلية قي تأليف رواية أدبية تاريخية سياسية حماسية سماها "البطل الكريدي" جرت حوادثها في الثلث الأول من هذا القرن فتضمن تاريخ حرب اليونان واستقلال المورة وتغلب العساكر المصرية على ثوار كريت وغير ذلك من الحوادث التي يجدر بكل عثماني الاطلاع عليها وقد تصفحت عدة فصول منها فألفيتها حسنة التركيب بليغة الإنشاء مرصعة بالأشعار الرقيقة فنثني على حضرته ونرجو لمشروعه النجاح». صدر شعره الذي كتبه أثناء حياته في جزئين من مجلّدين كبيرين بعنوان ديوان الكاشف. قال عنه الشاعر خليل مطران يصف طبيعة شعره: «الكاشف ناصح ملوك، وفارس هيجا، ومُقرِّع أُمم، ومُرشِد حيارى».[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. أحمد الكاشف - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي