حس يفرق والرواح تتحد

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة حس يفرق والرواح تتحد لـ محي الدين بن عربي

اقتباس من قصيدة حس يفرق والرواح تتحد لـ محي الدين بن عربي

حسٌّ يفرِّق والرواح تتحد

أنا الفقير وأنت السيد الصمدُ

أنت الذي بجمال الكونِ ينفرد

وأنت أيضاً بذاتِ العين تتحد

فليس يبقى لعين الاتحاد بنا

في كوننا كثرة تبدو ولا عدد

العلم يشهد أنَّ الأمر واحدة

كما أتتك به الآياتُ فاتئدوا

لو كلف الخلقُ ما عاشوا عبادته

من غير حدّ لما ملوا وما عبدوا

تغلى من أجلي أجفاني لنار هوى

بالقلبِ من داخل الأحشاء تتقدُ

لله قومٌ بتركِ الاقتداء شقوا

وآخرون بترك الاقتدا سعدوا

الحقُّ ابلج ما يخفى على أحد

وقد تنازع فيه النسر والأسد

عليه أجمع أهل الأرض كلهمُ

عقلاً وشرعاً فما يرمى به أحد

من أعجب الأمر فيهم ما أفوه به

هم المقرّون بالأمر الذي جحدوا

وإنما اختلفت فيه مقاصدهم

فنعمَ ما قصدوا وبئسَ ما وجدوا

ألا مام بعين الشرع أدركه

له الإصابة نعمَ الركنُ والسند

هو الكريم فما تحصى مواهبه

من العطايا ومنه الجودُ والرفد

لما توهمَ أن الأمر مغلطةٌ

عقلُ المنازعِ تاه العقلُ فاستندوا

إلى الشريعةِ لا تلوي علي نظر

من العيونِ التي أصابها الرمد

لو أنها شفيت مما بها نظرت

بعطى العلوم بسير الكوكبِ الرصد

وإنَّ ربك بالمرصادِ فازدجروا

يدري بذلك سبَّاقٌ ومقتصد

ترنو إليك عيونٌ ما لها بصر

لما تمكن منها الغل والحسد

وذاك حين رأت كشفاً قد اختلفت

عليه عند ذوي ألبابه الجدد

فقال شخص بما الثاني يقلبله

وكلهم ناظر في الله مجتهد

منوَّع في التجلي حكمه ابدا

ما ثم روحٌ تراه ما له جسد

فلو تجلى إلى الأسراركان له

حكم يخالف هذا ما له أمد

وإنما يتجلى في بصائرنا

فيحكم الوهم فيه بالذي يجد

وقتاً ينزهه وقتاً يشبهه

وقتا يمثله جسما ويعتقد

إن الحديثَ على ما قد تخيله

وقد تحكم فيه الغيُّ والرشد

سبحانه وتعالى أن تراه على

ما قد رأى نفسه فإنه الأحد

والواحد الحقُّ لا غير يشفعه

والغير ما ثم فاستره إذا يرد

لو كان لي نظر في ما نظرت

عيني إليه به ما ضمني البلد

هو الأمين الذي آلى به قسما

في حق من لم يكن لكونه أمد

لو انتفى الأزل المعلومُ عنه كما

عنه انتفى إذ نفاه الحال والبلد

شرح ومعاني كلمات قصيدة حس يفرق والرواح تتحد

قصيدة حس يفرق والرواح تتحد لـ محي الدين بن عربي وعدد أبياتها ثلاثون.

عن محي الدين بن عربي

محمد بن علي بن محمد بن عربي أَبوبكر الحاتمي الطائي الأندلسي المعروف بمحي الدين بن عربي. فيلسوف من أئمة المتكلمين في كل علم، ولد في مرسية بالأندلس وانتقل إلى اشبيلية وقام برحلة فزار الشام وبلاد الروم والعراق والحجاز، وأنكر عليه أهل الديار المصريه (شطحات) صدرت عنه، فعمل بعضهم على إِراقة دمه، وحبس فسعى في خلاصه علي بن فتح اليحيائي واستقر في دمشق ومات فيها يقول الذهبي عنه: قدوة القائلين بوحدة الوجود. له نحو أربعمائة كتاب ورسالة منها: (الفتوحات المكية) في التصوف وعلم النفس، عشر مجلدات، (محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار) في الأدب، (ديوان شعر ـ ط) أكثره من التصوف، و (فصوص الحكم ـ ط) وغيرها الكثير الكثير.[١]

تعريف محي الدين بن عربي في ويكيبيديا

محمد بن علي بن محمد بن عربي الحاتمي الطائي الأندلسي الشهير بـ محيي الدين بن عربي، أحد أشهر المتصوفين لقبه أتباعه وغيرهم من الصوفيين «بالشيخ الأكبر»، ولذا تُنسب إليه الطريقة الأكبرية الصوفية. ولد في مرسية في الأندلس في شهر رمضان عام 558 هـ الموافق 1164م قبل عامين من وفاة الشيخ عبد القادر الجيلاني. وتوفي في دمشق عام 638هـ الموافق 1240م. ودفن في سفح جبل قاسيون. وهو عالم روحاني من علماء المسلمين الأندلسيين، وشاعر وفيلسوف، أصبحت أعماله ذات شأن كبيرٍ حتى خارج العالم العربي. تزيد مؤلفاته عن 800، لكن لم يبق منها سوى 100. كما غدت تعاليمه في مجال علم الكون ذات أهمية كبيرة في عدة أجزاء من العالم الإسلامي.لقبه أتباعه ومريدوه من الصوفية بألقاب عديدة، منها: الشيخ الأكبر، ورئيس المكاشفين، البحر الزاخر، بحر الحقائق، إمام المحققين، محيي الدين، سلطان العارفين.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. محي الدين بن عربي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي