حشاشة مهجوركم لانفصال

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة حشاشة مهجوركم لانفصال لـ ابن الأبار

اقتباس من قصيدة حشاشة مهجوركم لانفصال لـ ابن الأبار

حُشَاشَةُ مَهجورِكُم لانْفِصال

أما تَتَلافُونَها بِالْوصالِ

قَسَوْتُم عَلَيْهِ وَقَد آنَ أنْ

تُلِينوا قُلُوباً لحرّانَ صَالِ

وَلَمْ تُسعِفُوه وَمِنْ شَأنِكُم

قِلَى ما مَلَكْتُم لِحُبِّ السؤالِ

هُنَيداتِكُم نُهْبَةٌ لِلْعُفاةِ

وَهِنداتُكُم في حِمىً لِلنصالِ

حَمَيْتُم ظِبَاءَكُم بالظِّبَى

وَصُنْتُم عَواِليَكُم بالعَوالِ

عَجِبتُ وَلَستُم بَني وائِلٍ

لِحَرْبِكُمُ لَقِحَت عَنْ حِيالِ

كَأنْ لَمْ أكُن حِدْثَكم بِالقِبابِ

وَلَمْ أَكُ زَوْرَكُمْ في الحلالِ

أُغَازِلُ كُلَّ شُمُوعٍ جَموعٍ

لِوَجْهِ الغَزالَةِ جِيدَ الغَزالِ

وأنْسبُ مِنها بِشَمسٍ زَكَتْ

مَناسِبُ آبَائِها في هِلالِ

فَدَيْتُكُم لَمْ أؤَمِّلْ ظِبَاءً

ولكنَّه عَزَّ طِلْبُ المُحالِ

يُوَهِّن يَأْسِيَ مِنكُم رَجائي

وَتَرْحَمُ حالِيَ فيكُم مآلِي

أَعينُوا فَقَد جِئْتُ مُسْتَحمِلاً

يَضيق بحَملِ الصُّدودِ احتِمالِي

ولا تَعْذِلوا مُسْتَهاماً هَفا

فأدْنَى التَباريحِ أَقصَى الخبالِ

ضُحِيتُ لِبُؤْسِي بحَرِّ السَّموم

وأنتُم نَعِمْتُم بِبَرْدِ الظِّلالِ

على ظَاهِرِي مَشْعَرٌ بالذُّبولِ

وفِي باطِنِي مِسْعرٌ للذُّبَالِ

فَبلُّوا ظَمَئِي ولَوْ بالنَّسيمِ

وأبْقُوا ذَمَئِي ولوْ بالخَيالِ

وَإِنْ خِفْتُمُ الغَدْرَ مِن وامقٍ

فإِني وَفِيٌّ علَى كُلِّ حالِ

ومازِلْتُ أَطُلبُ وَفْقَ الجَمال

بِسَوْقِ القَواريرِ فوْقَ الجِمالِ

دَلالُكُمْ زَانَه حُسنكُمْ

فلا تَجْعَلُوا البُخْلَ شَيْنَ الدّلالِ

أَلَسْتُمْ سرَاةَ بَني عامِر

غُيوثَ النّدى ولُيُوثَ النِّزالِ

ودَأْبُ المُلوكِ إِذا أَدَّبَتْ

بِهِجْرانِها جُودُها بالنَّوالِ

فكَيفَ حَرَمْتُم ضُيوفَ الهَوَى

وَرِفْدُ الأَخِلاءِ أسنَى الخِلالِ

أَلَمْ تُعدكُم عادَةُ المُرْتَضَى

وتَخْتَصُّكُم بِعُمومِ الكَمالِ

فَهَذي رَغَائِبُهُ في اختِصار

تُكَاثِرُ صَوْبَ الحَيا في احتِفالِ

أدَقُّ أخيذَاتِهِ دَارُ مُلكٍ

وَأدنَى عَطِيّتهِ بَيْتُ مَالِ

فَقَوْلُ الأئِمّة قبْلَ الفِعالِ

وأفْعَالُهُ سابِقاتُ المَقالِ

أَسالَ النُّضَارَ مُهِيناً لَهُ

بِإعْزَازِهِ لِلنَّجيعِ المُسالِ

وآلَ عَلى فُرقَةٍ لَمَّها

بِسيرَة فَارُوقِهِ غَيْرَ آلِ

بَنَى العُمرانِ لهُ مَنْزِلاً

عَلَى الشُّهْبِ يلْحَظُها مِن تَعَالِ

ولَمْ يَعْدُه إِرْثُه مِنْ عَدِي

عَنِ المَجدِ يَكْسِبُهُ والمَعَالي

فَشَادَ فَخَاراً لِذاكَ الفَخَار

وَزادَ جَلالاً لِذاكَ الجَلالِ

إمَامٌ بِنَصْرِ الهُدَى قائِمٌ

يُظَاهِرُهُ قَاعِداً بِالضّلالِ

أَطَلَّ عَلَى طَلَلٍ مِنْهُ قَدْ

عَفَاهُ وأبْلاهُ وَبْلُ الوَبَالِ

وَغَيَّره لِلخُطُوبِ اشْتِمَالٌ

مكانَ الصَّبا ومكانَ الشَّمالِ

وَما يُبطِنُ الخَلْفُ غَيرَ اختِلاف

ولا تُظهِرُ الأرْضُ غيرَ اختِلالِ

فَشَيَّدَهُ بِالمَواضِي القِصارِ

وَأيَّدَهُ بِالعوالِ الطِّوالِ

تُوَاسِيهِ مِن قَوْمِهِ بالنفُوسِ

أُساة لِدَاء الشِّقاقِ العُضَالِ

تَواصَوْا بِصَبْرِهم في الجِلادِ

وأَوْدَوْا بِخِصْمِهِم في الجِدالِ

يَرُدُّونَ حتَّى خُطُوبَ الزَّمان

ويُردْونَ حتّى صُرُوفَ الليالِي

أُفِيضَتْ بِيَحْيَى عَلَيْهِ الحَياة

فَشَبَّ عَلى هَرَمٍ واكتِهالِ

خِلالٌ تَحَلَّى بِها عَصْرُهُ

فَحَنَّتْ إلَيْهِ العُصُورُ الْخَوَالِي

لهُ السّابِحَاتُ خُيولٌ وفُلْكٌ

تُدِيخُ البَسِيطَيْنِ ذَاتُ اخْتِيالِ

فَمِنْ مُنْشآتٍ عَدَتْ كَالطُيورِ

ومِن مُقْرَبَات رَدَت كالسَّعَالِي

عَلَيها مِن البُهَمِ المُعْلَمِين

حُماةُ الحَقائِقِ يَوْمَ القِتالِ

تَخوضُ الطَّوامِيَ خَوْضَ المَوَامِي

لِهَصْرِ المعَادِي ونَصْرِ المُوَالِي

فَتَضْرِبُ بالبيضِ ذاتَ اليَمينِ

وَتَطعن بالسُّمرِ ذاتَ الشِّمالِ

هُمُ القَوْمُ قَامُوا بأَمرِ الإمَامِ

وَما نَكَلُو عَن دِفَاعِ النَّكالِ

يَعُدُّهُمْ خُلْقُهُمْ في الأُسودِ

وَإِن عَدَّهُم خَلقُهُم في الرِّجالِ

جِبَالٌ رَوَاسٍ إذَا ما القِرَاع

قَضَى بانتِسافِ رَوَاسِي الجِبالِ

تُعَجِّلُ آجَالَ أعْدَائِهِم

فِسَاحُ خُطَاهُم بِضَنْكِ العِجالِ

إلَيك إِمامَ الهُدى سُقْتُها

لآلِئَ تُعزَى لِجَدْوَاك لآلي

مِنَ الشُّكرِ مُتصِلاً بِالخُلوصِ

مِنَ السِّحرِ مُتَّصِفاً بِالحَلالِ

وأَجْدَى الوَسائِل صَوْغُ الثَّناءِ

عَلَيْهِ اعتِمادِي وَفيهِ اعْتِمَالِي

وإِمْحَاض حُبّ أُلاقِي الإِلَهَ

وَقَلْبِيَ مِن بَرْحِه غيرُ سالِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة حشاشة مهجوركم لانفصال

قصيدة حشاشة مهجوركم لانفصال لـ ابن الأبار وعدد أبياتها أربعة و خمسون.

عن ابن الأبار

محمد بن عبد الله بن أبي بكر القضاعي البلنسي أبو عبد الله. من أعيان المؤرخين أديب من أهل بلنسية بالأندلس ومولده بها، رحل عنها لما احتلها الإفرنج، واستقر بتونس. فقربه صاحب تونس السلطان أبو زكريا، وولاه كتابة (علامته) في صدور الرسائل مدة ثم صرفه عنها، وأعاده. ومات أبو زكريا وخلفه ابنه المستنصر فرفع هذا مكانته، ثم علم المستنصر أن ابن الأبار كان يزري عليه في مجالسه، وعزيت إليه أبيات في هجائه. فأمر به فقتل قصعاً بالرماح في تونس. وله شعر رقيق. من كتبه (التكملة لكتاب الصلة -ط) في تراجم علماء الأندلس، و (المعجم -ط) في التراجم، و (الحلة السيراء - ط) في تاريخ آراء المغرب وغيرها الكثير.[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي