حق أن تسكبي الدموع دماءا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة حق أن تسكبي الدموع دماءا لـ عبد الحسين الجواهري

اقتباس من قصيدة حق أن تسكبي الدموع دماءا لـ عبد الحسين الجواهري

حق أن تسكبي الدموع دماءاً

يا جفوني أو أن تسيلي بكاءا

صبي الدمع في زفير وأما

أعوز الدمع صعدي الأحشاءا

وجوىً ألزم الخفوق فؤادي

وضلوعي على اللهيب انحناءا

من عذيري من أن يبارح قلبي

بعد بين الأحبة البرحاءا

كيف أسلوهم وقد بلغ الداء

بقلبي أن ليس يسلو الدواءا

غادروا ناظري من الدمع ملآ

ناً متى شاهد الديار خلاءا

قد تعفت إلا بقايا رسومٍ

كاد يقضي البلى عليها عفاءا

زاد كرب البلا بها فكأن ال

قلب فيها مشاهد كربلاءا

شد ما قد لقي بها آل طه

من رزاياص تهون الأرزاءا

مزقتهم بها الحوادث حتى

عاد أبناء أحمد أنباءا

جمعت شملهم ضحىً فعدى الخطب

عليهم ففرقتهم مساءا

ودعتهم سلماً أمية لكن

أسلمتهم لما أجابوا الدعاءا

لجنود يجري بها الغي مجرى الس

سيل لا يبصر الرشاد عماءا

كان أدلى بها الضلال حقوداً

ورثتها آباؤها الأبناءا

أظهروا للحسن ما قد أسروا

لأبيه الشحناء والبغضاءا

ومذ استحكمت عرى الخطب حتى

ضيقت في بني النبي الفضاءا

وأبوا لذة الحياة بذل

ورأوا عزة الفناء بقاءا

وأفاضوا من الحفاظ دروع الت

تصبر شوقاً إلى الردى لا اتقاءا

بي من أرخصوا النفوس غوالي

السوم لا تعرف الهوان إباءا

كل مستعصم بحزم يريه

من بعيد أمامه ما وراءا

يتهادون تحت ظل العوالي

كنشاوى قد غادروا الصهباءا

شعشعوا البيض في القتام وشعت

بيض أحسابهم لهم فأضاءا

أوجب المصطفى عليهم حقوقاً

أحسنوها دون الحسين أداءا

ففدوه بأنفس قل أن لو

تغتدي دونها النفوس فداءا

وقضوا تشرب القنا السمر والبي

ض دماهم حول الفرات ظماءا

يا بنفسي منهم وجوهاً بود البد

ر منها لو استمد السناءا

حضبتها الدما لكي تشهد الحرب

بأن غيبوا بها شهداءا

وجسوماً من دونها الشهب فيها

فاخرت أرض كربلاء السماءا

بددت لحمها الظبا في سبيل

اللَه كي تجمع العلى والثناءا

ليت لا قرت البسيطة ظهراً

والسماوات لا استقامت بناءا

وابن طه ملقى على الترب عا

ري الجسم يكسي من العجاج رداءا

وبنات النبي يستاقها السبي

على حالة تسام إماءا

كل حسرى القناع أذهلها إلا

عداء رعباً فأبرزت حسراءا

تتبدى وهي المصونة خدراً

تتخفى عن العيون حياءا

حر قلبي لثاكلٍ شفها الوجد

فليس إلا حشاً حراءا

وجدير أن لا يسوغ ورود الماء

والسبط مات ما ذاق ماءا

لهف نفسي له يقاسي ظما القل

ب وحر الحديد والرمضاءا

أبني هاشم لو السيف أبقى ال

يوم من حي هاشم أحياءا

أي عذرٍ لكم إذا لم تشنوا

في بني حربٍ غارة شعواءا

تترك الأرض ليس تترك خوفاً

لمقيم منهم عليها ثواءا

طال منك انتظار سمر العوالي طعنةً

تنظم الكلى نجلاءا

فهلموا بمصدري البيض حمراً

وحدود السمر الظماء رواءا

عل غيظ النفوس يبلغ منكم

بشفار البيض الرقاق شفاءا

لا غفت أعين الحفاظ وحرب

لم تخالط أجفانها أقذاءا

لن يروع الحوراء بالطف إلا

سوط من راع أمها الزهراءا

وبتلك النار التي ليس تخبو

أحرقوا لابنها الحسين خباءا

وبحبل قادوا علياً به قيد

علي يشكو الضنا والعناءا

ألقحوها واستنتجوها ضلالاً

ترد الحشر فتنة عمياءا

أيها المرهب المقادير يا من

بأسه صرف الردى كيف شاءا

والذي حارت العقول وضلت

فيه إذ لم تجد له نظراءا

كيف يغضي على القذى منك جفن

لم يعود على قذىً أغضاءا

أصبح الأمر لابن هند وأمست

آل حرب عليكم أمراءا

حكم السيف ماضياً في رقاب ال

علويين كيف شاء اجتراءا

فأباد الرجال واستأصل ال

أطفال واستاق كالإماء النساءا

شرح ومعاني كلمات قصيدة حق أن تسكبي الدموع دماءا

قصيدة حق أن تسكبي الدموع دماءا لـ عبد الحسين الجواهري وعدد أبياتها أربعة و خمسون.

عن عبد الحسين الجواهري

عبد الحسين بن عبد علي بن محمد حسن صاحب كتاب جواهر الكلام. عالم كبير، وشاعر شهير، وأديب معروف، وهو جد الشاعر محمد مهدي الجواهري. ولد في النجف، ونشأ بها على أبيه حيث درس مبادئ العلوم عليه وعلى مجموعة من أفاضل أسرته وأدبائهم. ثم اختلف إلى مجموعة من العلماء أصحاب الحلقات، فأخذ عنهم الأصول والفقه. توفي في النجف مريضاً بالتيفوئيد، وكان له مراسلات كثيرة مع ولاة بغداد وسلاطينهم.[١]

تعريف عبد الحسين الجواهري في ويكيبيديا

عبد الحسين بن عبد علي بن محمد حسن الجواهري (1862 - 1916) فقيه شيعي وشاعر عراقي من أهل القرن التاسع عشر الميلادي وهو من أحفاد محمد حسن النجفي الشهير بـالجواهري ووالد الشاعر محمد مهدي الجواهري ومن أبرز شعراء الأسرة الجواهرية النجفية. ولد في النجف، وقرأ على علمائها، وترشّح لدرجة الاجتهاد فكان من أعلام العلماء الاثنا عشرية في عصره. له ديوان شعر يربو عدد أبياته على ألف وخمسمئة بيت. توفي في مسقط رأسه.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي