حكاية عن دنف الغياض

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة حكاية عن دنف الغياض لـ محمد عثمان جلال

اقتباس من قصيدة حكاية عن دنف الغياض لـ محمد عثمان جلال

حِكايَةٌ عَن دَنفِ الغياض

وَمولعٍ بِزينةِ الرِياضِ

كانَ اِقتَنى في عُمره بُستانا

يَرزع فيهِ الآس وَالرَيحانا

وَالوَرد وَاليَسمين في أَركانِه

وَكُلُّ نَبتٍ فيهِ في مَكانِه

وَلَم يَزَل يَنظمه بيدِهِ

وَلَم يسلِّم نَظمه لِعَبدِهِ

فَذاتَ يَومٍ جاءَ فيهِ أَرنَبُ

وَقَد حَلا فيهِ لَدَيهِ اللعبُ

يدخل فيهِ كُلَّ يَومٍ مَرَّه

وَيَكتَفي مِنهُ وَلَو بِتَمره

رَآه يَوماً صاحب البُستانِ

فَمالَ للجَهلِ بِلا تَواني

وَقالَ كَيفَ طارِقٌ يطرقني

مِن بَعدِ راحَةٍ أَتى يُقلقني

وَصارَ يَرمي فَوقَهُ الحِجارَه

وَشَنَّ بِالعصيِّ كُلّ غارَه

فَلَم يصبه قالَ هَذا ساحرُ

أَو حَيوانٌ بِالرِجالِ ماكِرُ

ثُم دَعا إِلى النِزال كَلبه

وَالكَلبُ يَرميه بِأَدنى جَلبه

لَكنَّ رَب الغيط للكَلب اِحتَقَر

وَراحَ لَمَّ عُصبَةً مِن البَشَر

وَقالَ قَبلَ أَن نَروحَ نفطرُ

وَاِجتَمَع الناس بِهِ وَحَضَروا

وَراحَ يَدعو بابنةِ الطَبّاخ

فَحضرت مِن مخزن الفِراخ

وَقالَ للجُلّاس يا أَحبابي

أَرى زَواجَها مِن الصَواب

ولَم يَزَل يَخبط في الكَلام

وَغَيره يخبط في الطَعام

وَنَهَضوا بَعد غَسيل الأَيدي

وَكُلُّهُم تَأَهبوا لِلصَيدِ

وَاِعتَدَّ كُلٌّ لِلقِتالِ عدَّه

وَاِشتَدَت الأَعضاء عِندَ الشِدَّه

وَبَرزوا إِلى قِتالِ الأَرنب

يا سامِعي قوليَ صَلّوا عَ النَبي

فَما تَرى إِذ ذاكَ غَير رامِحِ

وَجانحٍ لِخَصمِهِ وَجامِحِ

حَتّى اِنهَرى الكراتُ تَحتَ الأَرجُلِ

وَالسَلقُ وَالقَرعُ وَنَبتُ الفُلفُلِ

وَلَم يَسَل أَرنَبُنا عَن بُمب

بَل اِختَفى في شَجر الكرنب

فَكَشفوه مِن قَريبٍ فَجَرى

وَدَخل الجُحر وَما تَأَخَّرا

فَوَقَعوا حفراً عَلَيهِ في الثَرى

وَخَرَّبوا ما كانَ قَد تَعَمَّرا

وَحَرَثوا الأَرض بِلا مِحراثِ

وَقَلَّعوا شَواشِيَ الكراثِ

فَقُلتُ لَما أَن رَأَيتُ هَذا

لا خابَ من بربه اِستَعاذا

وَاللَه لَو تَجتَمع الأَرانبُ

وَبَعدَها تَجتَمع الثَعالِبُ

وَمَكَثوا في الغيط أَلف عام

هم وَفَريقٌ مِن بَني الأَنعام

ما خَرَّبوا ربعَ الَّذي تَخَرّبا

مِن الكِلاب وَالرِجال النُجَبا

لَكِنّ ذي حِكايَة مِن المَثَل

من يدرها في الناس للرشد وَصل

وَبَينَ أَبناء المُلوك تُتلى

فَفعلهم يشبه هَذا فعلا

وَآيةُ المُلوكِ أَورَدُوها

إِن دَخَلوا قَريَةً أَفسَدوها

شرح ومعاني كلمات قصيدة حكاية عن دنف الغياض

قصيدة حكاية عن دنف الغياض لـ محمد عثمان جلال وعدد أبياتها اثنان و ثلاثون.

عن محمد عثمان جلال

محمد بن عثمان بن يوسف الحسني الجلالي الونائي. شاعر ومترجم وأديب مصري، نشأ يتيماً إذ توفي والده (1249 هـ 1833 م) وعمره لم يتجاوز السبع سنين ونشأ على محبة العلم والاجتهاد. اختاره رفاعة الطهطاوي لدراسة اللغات الفرنسية والعربية في دار اللغات لما رأى فيه من نبوغ وفطنة، وندب في عام 1261 هـ 1845م لتعليم اللغة الفرنسية في الديوان الخديوي. وفي عهد الخدوي إسماعيل عين في ديوان الواردات بالإسكندرية رئيساً للمترجمين بديوان البحرية، ثم عينه الخديوي توفيق (وكان أميراً) رئيساً لقلم الترجمة بوزارة الداخلية. ثم عين قاضياً بالمحاكم المختلطة، ومنحته الحكومة المصرية رتبة المتمايز الرفيعة والحكومة الفرنسية 1886 مـ نيشان الأكاديمية من رتبة ضابط. ولاقته المنية1898 م. له: عطار الملوك، والعيون اليواقظ في الأمثال والمواعظ، والأربع روايات في نخب التيارات، والروايات المفيدة في علم التراجيدة، ومسرحية سيد، ورواية الأماني والمنة في حديث قبول وورود جنة، ورواية المخدمين، وأرجوزة في تاريخ مصر، وديوان شعر، وديوان الزجل والملح.[١]

تعريف محمد عثمان جلال في ويكيبيديا

محمد عثمان يوسف جلال، شاعر ومترجم وأديب مصري من واضعي أساس القصة الحديثة والرواية المسرحية في مصر، وكان من ظرفاء عصره. ولد عام 1828 ببلدة «ونا القس» مركز الواسطى محافظة بني سويف بمصر، وتوفي بالقاهرة عام 1889م[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. محمد عثمان جلال - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي