حل العناء بنا ونحن صغار

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة حل العناء بنا ونحن صغار لـ صالح السويسي القيرواني

اقتباس من قصيدة حل العناء بنا ونحن صغار لـ صالح السويسي القيرواني

حل العَناءُ بِنا وَنَحن صِغارُ

ضُعَفاءُ قَومٍ وَالهُمومُ كِبارُ

لا أُمَّ يَدفَعُها الحَنان وَلا أَبٌ

يَبدو إِذا حَلَت بِنا الأَغيارُ

تَجري دُموعُ الحُزنِ مِن أَجفانِنا

فَكَأَنَّها تِلكَ المَدامعُ نارُ

جُبنا الأَزقةَ وَالطَرايقَ شُرَّداً

خُمصُ البُطونِ وَثَوبنا الأَطمارُ

وَمِن الحفاء تَشَقَقَت أَقدامُنا

وَجُسومُنا قَد مَسَها الأَضرارُ

حَتّى إِذا اَرخى الظَلامُ سدولَهُ

صِرنا حَيارى وَاليَتيمُ يَحارُ

وَالناسُ طَرا أَقفَلَت أَبوابَها

وَتَنَعَّمَت في وكرِها الأَطيارُ

نِمنا عَلى فُرُش التُرابِ جَميعنا

حَيث العَنا وَوسادُنا الأَحجارُ

فَسلِ الكَواكب فَهِيَ أَدرى بِالَّذي

قاسى اليَتيم وَعِندَها الأَخبارُ

رَحَلَ الشِتاءُ بِبَردِهِ وَعَذابِهِ

وَبِجسمِنا مِن باسِهِ آثارُ

وَأَتى المَصيفُ بِحَرِهِ وَسُمومِهِ

أَفَمَا لَنا بَينَ المَنازلِ دارُ

في كُلِّ هاجِرةٍ تَرانا هُمَّلاً

يا وَيلَنا أَفَما لَنا أَنصارُ

لا علمَ يُرشِدُنا إِلى طُرُقِ الهُدى

وَبِهِ يُنارُ الكَونُ وَالأَفكارُ

وَالجَهلُ أَفسَدَنا وَغَيَّرَ حالَنا

وَهُوَ الَّذي تَنمو بِهِ الأَشرارُ

يا أَيُّها الكبراءُ هَل مِن رَحمةٍ

تَنأى عَلَينا بِصَوبِها الأَكدارُ

هَل قَد سَمعتُم صَوتَنا بِقُصورِكُم

حَيث الكُؤوسُ مِن الهَناءِ تُدارُ

فَصِغارُكُم قَد يَضحَكونَ بِأُنسكم

وَدُموعَنا فَوقَ الخُدود غِزارُ

أَبناؤُكُم لَبِسوا الحَريرَ تَرفُّهاً

وَجُلودُنا فَوقَ العِظامِ دثارُ

أقلوبُكم قُدَّت مِن الأَحجارِ أَم

ذَهَبَ الحَنانُ وَقَلَّت الأَخيارُ

هَل تَعلمونَ بِأَننا مِن جِنسِكُم

وَضَياعُنا بَينَ البَريةِ عارُ

إِن اليَتامى إِن تَنَغَّصَ حالُهُم

غَضِبَ الإِلَهُ وَاَجَدَبَت أَقطارُ

هَذي مَصائِبُنا وَهَذا حالُنا

أَفما لَكُمُ لِصَلاحنا اِستبصارُ

يا أُمَةَ الإِسلامِ هَل مِن مَلجأٍ

كَرَماً تُؤسِّسُه لَنا الأَبرارُ

فيه يُسرُ مُحَمَّدٍ في قَبرِهِ

وَبِهِ تُكفَّرُ عَنكُمُ الأَوزارُ

هَيا اَبذلوا لِصَلاحنا أَموالَكُم

فَلِمثلِ هَذا تَعمَلُ الأَطهارُ

فَإِذا بَذَلتُم نِلتُمُ كُلَّ المُنى

في هاتِهِ الدُنيا وَتِلكَ الدارُ

فَالحورُ في اِستقبالِكُم في جَنةٍ

تَجري لَكُم مِن تَحتِها الأَنهارُ

يا أَيُّها المَلأُ الَّذي قَد ضَمَّهُ

ناد بِهِ لِلمُحسنينَ فَخارُ

كفِّي تُصافحُ جَمعَكُم عَن كُلِّ ما

يَعلو بِهِ للمُسلمينَ مَنارُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة حل العناء بنا ونحن صغار

قصيدة حل العناء بنا ونحن صغار لـ صالح السويسي القيرواني وعدد أبياتها تسعة و عشرون.

عن صالح السويسي القيرواني

صالح السويسي القيرواني. أديب، له شعر، مولده، ومنشؤه ووفاته بالقيروان، انتقل إلى تونس وقرأ فيها في جامع الزيتونة. وكان ظريفاً حاضر النكتة، يعد في أوائل من طرقوا الموضوعات الاجتماعية والوطنية من أدباء تونس. عاش في عصر وصف بالجمود الفكري، ولكن القيرواني تعرف على كل الطبقات الاجتماعية، وتأثر بالمصلحين، وكان يعتمد على الحجج التاريخية والعلم الذي اعتبره الركيزة الأساسية للنهضة. له كتب، طبع منها: (منجم التبر في النظم والنثر) ، و (دليل القيروان) و (جامع اليتامى) ، وغيرها. وهو واضع أول رواية في الأدب التونسي، سماها (الصفاء) ، وسراج الليل، نشرت في مجلة خير الدين بتونس.[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي