حل المظفر لما الناصر ارتحلا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة حل المظفر لما الناصر ارتحلا لـ جعفر الحلي النجفي

اقتباس من قصيدة حل المظفر لما الناصر ارتحلا لـ جعفر الحلي النجفي

حلَّ المظفر لما الناصر اِرتَحَلا

فَما خَلا الدست حَتّى قيل فيهِ حلا

وَجه تخفىَّ وَوَجه بان رَونَقه

كَالنيرين بَدا هَذا حَق العُلى نزلا

نَحس وَسَعد بِآفاق العُلى اِعتَرَكا

فَالحَمد لِلّه إِذ نجم السُعود عَلا

مالت جَوانب تَخت الملك وَاِعتَدَلَت

سُرعان ما مال تَخت المُلك وَاعتَدَلا

ما جرَّع الدين صابا فَقدُ ناصره

حَتّى دَعاه ابنه أَن يَحتَسي العَسَلا

فالملك صار بأمن مِن حماية ذا

وَفَقَد ذاكَ حشا أَحشائه وَجَلا

لِناصر الدين في عين رَنا فَبَكى

وَللمظفر في أُخرى رَنا فَسَلا

كَذي يَدين أَمد اللَه واحِدة

بِقُوة البَطش والأُخرى التوت شَللا

فَسلم اللَه للإِسلام حارسه

وَيَرحم اللَه مَن في نَصرِهِ قُتِلا

شَمال ذا الدَهر شحت وَاليَمين سَخت

وَالدَهر لا يَستَحي إِن جادَ أَو بخلا

قَد شحَّ في مُلك أَعظَم بِهِ ملكا

وَجادَ في بدل أَكرم بِهِ بَدَلا

مُصيبة غادَرَتنا نَستعد رثا

وَفَرحة صيَرَتنا نُنشد الغزلا

قامَ الزَمان سَريعاً مِن تَعثره

كَبا على وَجهِهِ ثُمَ اِستَوى عَجَلا

لَقَد بَكَينا عَلى مَن قَد مَضى حُزناً

كَما ضَحكنا بِمَن أَبقى لَنا جذلا

يا دَولة العَدل قري في بَني قَجر

فَإِن لِلّه في سُلطانهم أَمَلا

هُم الدُعاة لِأَمر غابَ صاحبه

وَيَعرِفون لَهُ الحَق الَّذي جُهِلا

لَقد حمت بَيضة الإِسلام بيضهم

وَسدَّدوا دُونَها العسالة الذبلا

وَمَهدوا الدين وَالدُنيا بعدلهم

وَأَوضَحوا طُرق الإِيمان وَالسُبُلا

الموقدين عَلى العَلياء نار هُدى

مَن سارَ في ضوئِها فليأمن الزَلَلا

وَمِن دِماء العِدى احمرت سُيوفُهُم

مثل الخُدود غَدَت محمرة خَجَلا

وَالأَرض تَرجف خَوفاً مِن صَواهلهم

تَدك إِن أَطلَقوها السهل وَالجَبَلا

هَذا المظفر قَد أَحيا بعزمته

وَحسن سيرَتِهِ آباءه الأَولا

فَفي حجور المَعالي قَد ربى وَنَشا

وَفي ظُهور المَذاكي شبَّ وَاكتَهَلا

أَبوه جرَّبه قِدما فَقرَّبه

إِذ كانَ كَالسَيف إن يُضرب بِهِ عَملا

وَصاحب البَيت أَدرى من سِواه بِهِ

وَحامل العبء يَدري ثقل ما حَملا

فَبايَعته قُلوب الناس طايعة

وَاشهدوا اللَه وَالإِسلام وَالدولا

وَخلف ذا صارم عضب يصدقه

إِن قالَ فيهِ أَنا قالَ الأَنام بَلى

أَدناه مِنهُ وَقالَ ابشر فَأَنتَ لَها

وَصاغَ في جيدِهِ لِلخَلق عَقد وَلا

سَيف بِهِ الأَجل المَحتوم مُقترن

فسمِّهِ صارِماً أَو سَمِّهِ أَجَلا

ميراثه الدَولة الغَرا وَحبوته

فَما اِستَعار وَلا اِستَعطى وَلا اِنتحلا

قَد أَقبَلَت نَحوَهُ تَسعى عَلى عَجل

وَأقبل النَصر يَسعى نَحوَهُ عَجِلا

أَتتهُ منقادة فاحتل غاربها

وَقَد أَبَت غَيرَهُ أَن يَرتَقي الكفلا

حيَّته وَهيَ لَهُ بِالإِرث وَهوَ لَها

لا تَبتَغي بَدَلاً عَنهُ وَلا حِولا

وَلو دَنا غَيره مِنها يحاولها

لَصارَ بَينَ الوَرى في خزيهِ مَثَلا

تَعزَّ وَاهنأ إمام العَصر في علمي

مجد نَجا واحد وَالآخر اِعتُقِلا

لَقَد سَبقت الوَرى طرا بِمكرمة

قَد كُنت أَهلاً لَها أَما سِواك فَلا

خَير المَآتم في خَير البقاع عَلى

خَير المُلوك بِهِ خَير الوَرى كَفلا

محمد الفاضل المَأمون طالعه

قَد خَصص اللَه فيهِ العلم وَالعملا

سُلطان علم لِسُلطان الزَمان رَعى

حَق الإِخاء فَلم يَعبأ بِما بَذَلا

فَطَبعه الجُود وَالجَدوى جبلته

فَلا يُلام عَلى ما فيهِ قَد جُبِلا

اللَهُ قَيَّضه لِلناس يرشدهم

حاشا الآله بِأَن يُبقى الوَرى هملا

لَهُ الوَرى اِعترفت بِالمكرمات كَما

بِأَفضليته قَد أَذعَن الفُضلا

رُدوا الجِدال لَهُ في كُل مُشكِلَة

فَقَوله الفَصل سَيف يَقطَع الجدلا

إِن قالَ عِندي رَأَيت الناس مُصغية

كَأَنَّ وَحياً بِهِ جبريل قَد نَزَلا

بِهِ أَتمَّ آله العَرش نعمته

عَلى جَميع الوَرى وَالدين قَد كَملا

شرح ومعاني كلمات قصيدة حل المظفر لما الناصر ارتحلا

قصيدة حل المظفر لما الناصر ارتحلا لـ جعفر الحلي النجفي وعدد أبياتها خمسة و أربعون.

عن جعفر الحلي النجفي

جعفر الحلي النجفي

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي