حمدا لمن قد خلق الجمادا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة حمدا لمن قد خلق الجمادا لـ قاسم الكستي

اقتباس من قصيدة حمدا لمن قد خلق الجمادا لـ قاسم الكستي

حمداً لمن قد خلق الجمادا

والحيوان مثلما أرادا

وجعل الثاني أنثى وذكر

وخص بالعقول أنواع البشر

وأفضل الصلاة والسلام

على ختام الرسل الكرام

وآله وصحبه الأخيارِ

ما غردت سواجع الأطيار

وبعد فالداعي لما أنظمه

مجرد النصح لمن يلزمه

بحكم صحيحة مرضيه

قدمتها بصفة الهديه

مني لربات الخدور في الوطن

ولي من اللَه بها الأجر الحسن

فقلت والقول المفيد يقبله

كل امرءٍ يفهمه ويعقله

ان الذي يلزمهن أولا

أداءُ حق اللَه جل وعلا

ثم حقوق الوالدين مطلقا

وما بهن أدباً تعلقا

كحب بعضهن نفعَ البعض

وترك ما يفضي لوقع البغض

وأن يكن لهما أعوانا

فيكتسبنَ منهما الرضوانا

ولا يقلن لهما من الضجر

أفٍ إذا ما بلغا سن الكبر

ويبتعد عن جميع العار

وصحبة الأنذال والأشرار

وأن يد من طاهرات الذيل

من دنس يجلب كل ويل

وأن يقرن في بيوتهن

إلا بداع لخروجهن

فالبيت والأنصى كماءٍ وسمك

وهو إذا فارقه يوماً هلك

وأن يحافظنَ على غض النظر

لأجنبيٍ خيفةً من الضرر

ويشتغلن بالعلوم والتقى

حتى يصلن لرفيع المرتقى

وبالصناعات التي تليق

بهن فهي للغنى طريق

وان يكن في غنىً عنها تكن

لهن زينة وعن لهو تصن

وأن بمرضن العليل المحرما

حتى يكون عندهن مكرما

ولا يسافرن بغير بعل

أو محرم ذي عفة وعقل

ويعتبرن الزوج فهو الأولى

بوافر التعظيم بعد المولى

وأن ينرين له القريبا

ولا يحقرن له مشيبا

ويجتنبن جحد ما تكرما

به ويصغين إذا تكلما

ولا يخالفن له من أمر

ويصطبرن معه في العسر

وأن يلازمن الحياء الأكملا

والعفة التي لهن كالحلا

فأحسن الأوصاف للنساء

زيادة العفة والحياء

ومن تطيع زوجها وتعدل

تحل في دار الرضا وتنزل

وفي مقر السخط تلقى منزله

من تنكر العشير أو تسيء له

وكل من تبدي لغير محرم

زينتها تدخل في المحرم

لا سيما من ضربت برجلها

ليسمع الناس رنين حجلها

ومن يكون الصدق فيها ديدنا

تعيش في الدارين عيشاً حسنا

فالصدق والوفاء والأمانه

من جملة المطلوب في الديانه

ومن تراها سهلة الأخلاق

مع قومها تعيش بالوفاق

والمرأة البذية العنيده

توقع في المصائب الشديده

ومن عيون العالمين تسقط

ولو تكون ذهباً لا تلقط

ومن تخون زوجها وتسرق

فانها ترذل أو تطلق

ويعتريها العار ما بين النسا

ولا يكون عارها بمنتسى

ثم ترى في الغم والندامه

والبغض والشنار والملامه

وكل انثى فعلها جميل

به لطيب أصلها دليل

وعكسها بعكسه ولا ترى

اصيلةً منها القبيح قد جرى

فالأصل والدين إذا كانا بها

فهي التي حازت كمالاً وبها

ومن تضر ولها وجهٌ حسن

مذمومةٌ تشبه خضراء الدِمَن

وإن أطاعت مرأةٌ هواها

توقعها عقباه في شقاها

ومن تسوس دارها وأهلها

كان حميد الذكر منسوباً لها

ومن تمام الحرص ان تكونا

وديعةً وعرضها مصونا

وعندها مودة ورحمه

لزوجها وشكر كل نعمه

وهي عليه لا تكون قاسيه

ولا لفضله عليها ناسيه

ولحقوقه تكون حافظه

ولرضاه دائماً ملاحظه

وان أعدت نفسها له أمه

تملكه طوعاً بتلك المكرمه

فكل إنسان أمير زوجته

في حال فقره وحال ثروته

حيث له شرعاً عليها درجه

في آية من الكتاب مدرجه

وإن جرت بينهما خصومه

فلتك عن سواهما مكتومه

فربما يتسع الخرق إذا

فشت ويزداد الخصام والأذى

ولو رأت منه عيوباً تحتمل

تسترها والحب قد ينفي الدغل

وتلزم الصبر إذا خطبٌ ألم

فالصبر في المكروه من حسن الشيم

ومن تكون عاقراً لا تلد

فشغلها مع بعلها التودد

ورقة الطبع ولين الجانب

والعمل النافع في العواقب

وان من كانت ولوداً عنده

ملزومةٌ بان تصون عهده

ثم تداري نفسها بالحمل

وتبذل الجهد لحفظ الطفل

ولا تربيه بلا اعتناء

كيلا يكون من ذوي الشقاء

فينبغي تربية الأولادِ

بحكمةٍ من زمن الميلادِ

بأن يكون نومهم مرتبا

مقتصدين مأكلاً ومشربا

ولبسهم بحسب الفصولِ

مناسباً لهم على الاصول

ولازمٌ لهم إزالةُ الدرن

عن كل ثوبٍ ومكانٍ وبدن

إذ قيل في نظافة الأبدانِ

والثوب والمكان عمرٌ ثان

وأن يعودوا على الكمال

حتى ينالوا أحسن الخصال

وليس يحكى بحضور الولد

سر فيفشيه ولا قولٌ ردي

ولا يريه أحدٌ تخويفا

كيلا يكون عقله خفيفا

كالغول والجن وشبه الأفعى

وما يهول نظراً وسمعا

لكنما يحكى له في صغره

كل الذي يفيده في كبره

فالمرء في الدنيا على ما اعتادا

يسري صلاحاً كان أو فسادا

وأعقل النساء من لا تركن

لساحرٍ ولا إليه تذعن

ولا لمدَّعٍ بعلم الغيبِ

ولا منجم ولا ذي ريب

ولا مشعوذٍ ولا دجالٍ

يروم بالباطل أخذ المالِ

ولا لمن يزعم أنه ولي

وهو من العلوم والتقوى خلي

ولم تصدق نفع مالا ينفع

مثل سراجٍ في الطريق يوضع

وغسل ثوبٍ في نهار الجمعه

فان هذا من قبيح البدعه

ومثله في الليل حرق المكنسه

خوفاً من الشدائد المجنسه

كذاك صب قهوةٍ على الردا

تفاؤلاً بجلب خيرا وردى

فكل هذه خرافاتٌ ترى

ذوات تأثير ولن تؤثرا

وإنما المؤثر الوحيد

من هو فعالٌ لما يريد

ويلزم الزوج حقوق زوجته

ما لم تكن خارجةً عن عصمته

منها قيامه بشأنها وأن

يسكن معها في محل مؤتمن

وأن يصون ذكرها عن غيره

وان يقر عينها بخيره

وأن يكون دارئاً عنها التهم

ولا يهينها بمهنة الخدم

ولا يكون باطشاً في غضبه

بها إذا ما قصرت عن طلبه

بل دائماً يأخذها بالحلم

كيلا يكون واقعاً في الظلم

وان يكون مكرماً لأجلها

بحسب الحال جميع أهلها

ثم يعينها على المصيبه

لا سيما ان وجدت غريبه

وليعتبرها أنها أمانه

من ربه واجبةُ الصيانه

وذنبها ان كان مما يغتفر

يغض عن عقابها به النظر

وإنما يوعدها بالنقمه

ان رجعت له بدون رحمه

وأن يلين معها كلامه

إن لم تكن تستوجب الملامه

ولا يضرها بظنٍ فاسد

ولا بقول عاذلٍ وحاسد

ألا إذا تحقق الفسادا

فليولها التسريح والأبعادا

وكل من يطمع في مال امرأه

من غير طيب نفسها لن يهنأه

كفى بهذا واعظاً لمن له

عقل به لا يعتريه وله

وقد تركت خشيةَ الاسهاب

ما ليس يخفى عن ذوي الألباب

فالاختصار واجبٌ في كل ما

يراد منه حفظه ليعلما

وانني جئتُ بقدر الحالِ

نصائحَ النساءِ والرجالِ

واسأل اللَه تعالى النفعا

بها لمن القى إليها السمعا

وأرتجي منه بها مكارمه

وأن يجود لي بحسن الخاتمه

شرح ومعاني كلمات قصيدة حمدا لمن قد خلق الجمادا

قصيدة حمدا لمن قد خلق الجمادا لـ قاسم الكستي وعدد أبياتها مائة و خمسة.

عن قاسم الكستي

قاسم بن محمد الكستي، أبو الحسن. شاعر، من أهل بيروت، مولداً ووفاة، اشتغل بالتدريس، وعلت شهرته في الشعر. له ديوان (مرآة الغريبة - ط) ، وديوان (ترجمان الأفكار - ط) ، و (أرجوزة في القرآن الشريف - خ) .[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي