حملته بين احشائي بلا برم

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة حملته بين احشائي بلا برم لـ جميل صدقي الزهاوي

اقتباس من قصيدة حملته بين احشائي بلا برم لـ جميل صدقي الزهاوي

حملته بين احشائي بلا برم

اغذوه فيها الى وضعي له بدمي

وكان اما نهاري جاء من فكري

وكان اما بليلي نمت من حلمي

وضعته بعد آلام مؤملة

وفي المؤمل تخفيف من الالم

وبعد وضعي له ساقيت نبعته

حولين بالدر من ثديي بلا سأم

وطالما قمت في ليلي اراقبه

وطالما نام في حضني ولم انم

وكنت انظر ساعات اليه فلا

ارى هنالك الا وجه مبتسم

وشب ينمو كخوط البان مزدهراً

حتى تناسق من فرع الى قدم

وفاق كل قرين في ثقافته

فكان اشهر من نار على علم

حتى اذا قلت ان الدهر من مقة

مسالم لي وان السعد ملتزمي

اصابني في وحيدي غير مكترث

لما بقلبي من حب ومن ضرم

فرام بي حين جاء الموت يخطفه

تشبثا ثم لما اقتيد لم يرم

اجل تحفز يبغي الموت غيلته

فنال منه كذئب القرة النهم

سطا عليه بجنح الليل مختطفاً

واغتاله قبل وجه الصبح من امم

ولست تاللَه انسى حسن طلعته

ولا حلاوة ذاك اللفظ والكلم

فكان ان جاء في امر يكلمني

في سمعي الصوت منه احسن النغم

وكان صورته من خير ما نظرت

عيني وشيمته من اكرم الشيم

وسوف ابقى على الايام ذا كرةً

لما هنالك من عزم ومن شمم

اما هواه فملء القلب يشبعني

مسرة واسمه المحبوب ملء فمي

وكنت آمل عونا منه في كبرى

على صروف زماني ثم في هرمي

وللسعادة ايام قد انصرمت

اما شقائي فهذا غير منصرم

واحر قلباه من نار قد اضطرمت

من سورة الثكل فيه أي مضطرم

كأن قلبي بركان به انحبست

نيرانه مع ما فيه من الحمم

يا دهر انك لم تعطف على كبرى

وما رحمت بياض الشعر في لممي

قد اخترمت اعز الناس قاطبة

علي تقسو فهلا كنت مخترمي

وقد بنيت به الآمال شاهقة

فيا شواهق آمالي به انهدمي

ما ان ذكرتك الا صحت مجهشة

بني فقدك جرح غير ملتئم

يا كوكب الصبح قل لي اين انت وقل

لي اين ما كان يذكو فيك من ضرم

قالوا سيرجع حيا بعد ميتته

وهل سيرجع معدوم من العدم

الا اذا شاء بي فهو مقتدر

على اعادة آلاف من الرمم

لكنما اللَه لو شاء الحياة لهم

ما سلط الموت محتوما على الامم

استغفر اللَه ان الحزن دلهني

حتى تعثرت الالفاظ في كلمي

اني اذا كان ربي لم يضع رشدي

فليس الا بحبل اللَه معتصمي

اللَه يبعث موتانا ليجزيهم

على طواعية في الامر او اثم

واللَه يمقت مكارا ومنتقما

واللَه اكبر مكار ومنتقم

ادهى الكوارث ما يشقى الجميع به

والحادث الفرد دون الحدث العمم

وما اتهامك دهرا لا اختيار له

فيما يجيء من الاحداث والازم

وهل اذا الجلم المشحوذ اوسعنا

قرضاً نعاتب الا صاحب الجلم

لا تحزننّ اذا اصبحت متهما

فلست وحدك يا دهري بمتهم

الارض والشمس والاقدار قاطبة

لم تنج واحدة منها من التهم

ما الدهر في سيره الا كدائرة

وما الحدوث سوى شكل من القدم

ونحن الا فقاقيع مبعثرة

في لج بحر بعيد الغور ملتطم

اني لاحقر نفسي ثم احقرها

اذا تصورت ما للكون من عظم

لقد تنقدني ناس قد انغمسوا

في الجهل لا يكتبون النون بالقلم

يخفون في الضوء كالخفاش انفسهم

ولا يطيرون الا في حمى الظلم

شرح ومعاني كلمات قصيدة حملته بين احشائي بلا برم

قصيدة حملته بين احشائي بلا برم لـ جميل صدقي الزهاوي وعدد أبياتها أربعة و أربعون.

عن جميل صدقي الزهاوي

جميل صدقي بن محمد فيضي بن الملا أحمد بابان الزهاوي. شاعر، نحى منحى الفلاسفة، من طلائع نهضة الأدب العربي في العصر الحديث، مولده ووفاته ببغداد، كان أبوه مفتياً، وبيته بيت علم ووجاهة في العراق، كردي الأصل، أجداده البابان أمراء السليمانية (شرقي كركوك) ونسبة الزهاوي إلى (زهاو) كانت إمارة مستقلة وهي اليوم من أعمال إيران، وجدته أم أبيه منها. وأول من نسب إليها من أسرته والده محمد فيضي. نظم الشعر بالعربية والفارسية في حداثته. وتقلب في مناصب مختلفة فكان من أعضاء مجلس المعارف ببغداد، ثم من أعضاء محكمة الاستئناف، ثم أستاذاً للفلسفة الإسلامية في (المدرسة الملكية) بالآستانة، وأستاذاً للآداب العربية في دار الفنون بها، فأستاذاً في مدرسة الحقوق ببغداد، فنائباً عن المنتفق في مجلس النواب العثماني، ثم نائباً عن بغداد، فرئيساً للجنة تعريب القوانين في بغداد، ثم من أعضاء مجلس الأعيان العراقي، إلى أن توفي. كتب عن نفسه: كنت في صباي أسمى (المجنون) لحركاتي غير المألوفة، وفي شبابي (الطائش) لنزعتي إلى الطرب، وفي كهولي (الجرىء) لمقاومتي الاستبداد، وفي شيخوختي (الزنديق) لمجاهرتي بآرائي الفلسفية، له مقالات في كبريات المجلات العربية. وله: (الكائنات -ط) في الفلسفة، و (الجاذبية وتعليها -ط) ، و (المجمل مما أرى-ط) ، و (أشراك الداما-خ) ، و (الدفع العام والظواهر الطبيعية والفلكية-ط) صغير، نشر تباعاً في مجلة المقتطف، و (رباعيات الخيام-ط) ترجمها شعراً ونثراً عن الفارسية. وشعره كثير يناهز عشرة آلاف بيت، منه (ديوان الزهاوي-ط) ، و (الكلم المنظوم-ط) ، و (الشذرات-ط) ، و (نزغات الشيطان-خ) وفيه شطحاتة الشعرية، و (رباعيات الزهاوي -ط) ، و (اللباب -ط) ، و (أوشال -ط) .[١]

تعريف جميل صدقي الزهاوي في ويكيبيديا

جميل صدقي بن محمد فيضي ابن الملا أحمد بابان الزهاوي (1279 هـ - 1354 هـ / 1863 - 1936 م): شاعر، من طلائع نهضة الأدب العربي في العصر الحاضر، وهو علم من أعلام الشعر العربي الحديث، ورائد من روّاد التفكير العلمي والنهج الفلسفي. مولده ووفاته ببغداد، كان أبوه مفتيها. وبيته بيت علم ووجاهة في العراق. كردي الأصل، أجداده البابانيون أمراء السليمانية، ونسبة الزهاوي إلى (زهاو) كانت إمارة مستقلة وهي اليوم من أعمال إيران، وجدته أم أبيه منها. وأول من نسب إليها من أسرته والده محمد فيضي الزهاوي.تلقى العلم على يدي أبيه مفتي بغداد، وفي مدرسته التي عُرفت بما تدرسه من العلوم الشرعية الإسلامية والأدب العربي. نظم الشعر بالعربية والفارسية في حداثته. وتقلب في مناصب مختلفة فكان من أعضاء مجلس المعارف ببغداد، ثم من أعضاء محكمة الاستئناف، ثم أستاذا للفلسفة الإسلامية في (المدرسة الملكية) بالآستانة، وأستاذا للآداب العربية في دار الفنون بها، فأستاذا للمجلة في مدرسة الحقوق ببغداد، فنائبا عن المنتفق في مجلس النواب العثماني، ثم نائبا عن بغداد، فرئيسا للجنة تعريب القوانين في بغداد، ثم من أعضاء مجلس الأعيان العراقي، إلى أن توفي.

[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي