حمى ظهره الأسد الأغلب
أبيات قصيدة حمى ظهره الأسد الأغلب لـ ابن نباتة السعدي
حمى ظهرَهُ الأَسَدُ الأَغلبُ
ومن يركب السيفَ لا يُركَبُ
لحا الله كلَّ أَمَقِّ الذِّراعِ
يُسامُ الهوانَ فلا يَغْضَبُ
حديثُ الوصالِ بطرفِ الخيالِ
اذا دأَبَ الركبُ لا يَدْأَبُ
يَخافُ الحقوقَ على مالهِ
وللحقِ في مالهِ مَذهَبُ
وما حاتِمٌ يومَ يبني العلا
وليدٌ بِوَدْعَتِهِ يلعَبُ
رأَى كلَّ صرحٍ على ظَهرِها
يبيدُ ولو أَنَّه كَبكَبُ
فشيد بالحمدِ بنيانه
وبيتُ المحامدِ لا يَخرَبُ
يخون الأمينُ ولا كالسنان
اذا خانَ لهذمَه الثعلَبُ
وصاحبُك السيفُ لا صاحبٌ
يعم الدعاءَ فَيستَركِبُ
سأَلتكَ باللهِ ان فوجئَا
الى النَّصْر أَيهما أَقرَبُ
وأَدنى اذا حملتكَ الخطوبُ
على شَفرةِ ظهرُها أَحدَبُ
وما كلّ مرتقبٍ كائن
فيأمنه المرءُ أَو يَرهَبُ
تربصْ بيومكَ ما في غَدٍ
فان العَواقبَ قد تعقبُ
لعلَّ غداً من أَخيه حِمىً
يلُمُّ لكَ الصدع أَو يَرأَبُ
رَضِيتُ بميسورِ ما نلتُه
فلا أستزيدُ ولا أطلُبُ
ولا أقبل الرفدَ من مُنْعِمٍ
وشَرُّ المكاسبِ ما يُوهَبُ
وما كنتُ قبلَ أَبي غالبٍ
على القصدِ من شيمي أُغلَبُ
فَصيَّر لي جودَه رغبةً
ولم أكُ في منفسٍ أَرغَبُ
ومن مثله فيساوَى به
وهل يَستوي الصبحُ والغَيهَبُ
فتى ما تزال أفاعليه
يسيرُ بها مثلٌ يُضرَبُ
يَصُدُّ الكتيبةَ عن شأوها
ويطعن فيها كما يكتُبُ
له مجلسٌ يوسفي الوقارِ
كأَنَّ الحضورَ به غُيَّبُ
يَغُضُّ البصيرُ له طَرفَهُ
ويعيا به اللسنُ المهذبُ
فطوراً عُذوبتُهُ مرَّةٌ
وطوراً مرارتُه تَعْذُبُ
تلذ المدامة أَخلاقَه
فتشربُ منه كما يَشرَبُ
ومعتركٍ لفَّ أَبطَالَهُ
بأَبطاله والقَنَا تُخْضَبُ
وصادتْ حبائلُه بالحِبَا
لِ صَيْداً حِرابُهم تُحْرَبُ
أَود النجاةَ بحوبائِهِ
هِلالٌ فَضَاقَ به المَذْهَبُ
وواكله الركضَ مستوهِلٌ
مَراتِعُهُ الحاذُ والخُلَّبُ
يَحيد ويَهرُبُ من يومهِ
الى أينَ من يومكَ المَهرَبُ
رأَوا في شعابهم حيَّةً
له في شبا نابهِ مِخْلَبُ
وريقٌ يخالطُ حبَّ القلوبِ
اذا طلب الاذن لا يُحجَبُ
وسار بجمعٍ يَفُضُّ الأكامَ
ويعلو الحِدَابَ فيحْدَودِبُ
وكل مكان رأى وجهَه
قريرٌ برؤيته معجَبُ
وسيمُ المخيلةِ لا غيمُه
جَهَامٌ ولابرقُهُ خُلَّبُ
يُعيدُ الشَّكيرَ الى عُودِه
ويحيا بهِ البلدُ المُجْدِبُ
يحلُّ بِجَونَةَ من بأسهِ
غرامٌ من الشرِّ ما يُحْسَبُ
فأَبلغْ نِزاراً وان جئتَها
ويَعربَ لا جَذِلَتْ يَعْرُبُ
فان ديارَ بني عامرٍ
ذُيولُ الرياحِ بها تُسحَبُ
وما هاجَ من كلأ الوادِيين
حِمىً ما يباحُ ولا يُقرَبُ
كما صَمَّ ثلته بالبراحِ
الى حرزها الرابحُ المُعْرِبُ
اذا هو بالكيسِ لم يرعَها
رعاها أَبو جَعْدَةَ الهَبْهَبُ
تصح الجزيرةُ من دائِها
اذا طرِدَتْ هذه الأذؤُبُ
الى كم وليس بها مِنَّةٌ
يُعانَبُ كعبٌ فلا يُعْتِبُ
ولو أَنها سامحتْ في القيادِ
لكانَ لها السهلُ والمرحَبُ
لديكَ وما أَصبحتْ دارُها
غُرابُ الفِراقِ بها يَنْعَبُ
ولا عضَّ غاربَها بالشفيقِ
يومٌ من الشرِ مُعْصَوصِبُ
وظلَّ من النقع حامى المقيلِ
سُرادقُه بالقَنا يُطنَبُ
رأَيت أَبا جَوشَنٍ عارضاً
على الرايتينِ له هَيدَبُ
فلولا الترفع عن وَدقِهِ
أَصابكَ من وقعةِ صَيِّبُ
وَحَلَّتْ مع الوحشِ في هَوْجَلٍ
يَعُزُّ الدليلَ بهِ الكوكَبُ
ولا بدَّ للخيلِ من زَورَةٍ
اليها وان بَعُدَ المطلَبُ
بوالغةٍ في عبيط الدِّمَاءِ
يُشرع فيها ولا تَشْرَبُ
نَباتُ الاكفِّ لها مَشرِقٌ
وهامُ الكُماة لها مغرِبُ
هنالكَ طاحَ رفاتُ القَنا
وطابَ الضِرابُ لمن يَضْرِبُ
فيا ذا الجلالةِ والصالحاتِ
يذخرها الحُوَلُ القُلَّبُ
أُعيذُ ارتياحكَ من عاجزٍ
نوالُ الرجالِ له مكْسَبُ
يُلمُ الملمُ فَيعنى بهِ
ويلقى العجيب فلا يَعْجَبُ
ومن مادح لك انْشَادُه
جَناحٌ يُصَرِّفُهُ الجُندُبُ
يموتُ بموتِ الذي قالَه
فلا هو يُرْوَى ولا يُكتَبُ
ومِنْ ناصحٍ لكَ في صَاعِهِ
يكيل وفي حيلهِ يحْطِبُ
وواشِ اِليكَ بأَعدائِه
يَدِبُّ كما دَبَّتِ العقْرَبُ
فيا ربَّ أمرٍ على فوته
تداركه حدُّكَ المُنْجِبُ
تناولتَ أَبعدَ ما تبتغي
وأَدركتَ غايةَ ما تطلُبُ
شرح ومعاني كلمات قصيدة حمى ظهره الأسد الأغلب
قصيدة حمى ظهره الأسد الأغلب لـ ابن نباتة السعدي وعدد أبياتها أربعة و ستون.
عن ابن نباتة السعدي
عبد العزيز بن عمر بن محمد بن نباتة التميمي السعدي أبو نصر. من شعراء سيف الدولة بن حمدان طاف البلاد ومدح الملوك واتصل بابن العميد في الري ومدحه. قال أبو حيان: شاعر الوقت حسن الحذو على مثال سكان البادية لطيف الائتمام بهم خفيّ المغاص في واديهم هذا مع شعبة من الجنون وطائف من الوسواس. وقال ابن خلكان: معظم شعره جيد توفي ببغداد. له (ديوان شعر -ط) وأكثره في مختارات البارودي.[١]
تعريف ابن نباتة السعدي في ويكيبيديا
ابن نُباتة السعدي هو الشاعر أبو نصر عبد العزيز بن عمر بن نباتة بن حميد بن نباتة بن الحجاج بن مطر السعدي التميمي، (من بني سعد من قبيلة بني تميم) ولد في بغداد عام 327هـ/941م، وبها نشأ، ودرس اللغة العربية على أيدي علماء بغداد في عصره حتى نبغ، وكان شاعراً محسناً مجيداً بارعاً جمع بين السبك وجودة المعنى، قال عنه أبو حيان: «"شاعر الوقت حسن الحذو على مثال سكان البادية لطيف الائتمام بهم خفيّ المغاص في واديهم هذا مع شعبة من الجنون وطائف من الوسواس"» وقال عنه ابن خلكان : «"معظم شعره جيد توفي ببغداد"». وانتشر شعره وطبع ديوانه، ذكره صاحب تاريخ بغداد، وصاحب وفـيات الأعيان، وصاحب مفتاح السعادة، كما ذكر أشعاره وأخباره التوحيدي والثعالبي فـي مؤلفاتهما. طرق معظم أغراض الشعر وموضوعاته ، وطغى على قصائده المدح ، وأغلب الظن أن أول مدائحه كانت فـي سيف الدولة الحمداني، فقد عدّ من خواص جلسائه وشعرائه.
- ↑ معجم الشعراء العرب
- ↑ ابن نباتة السعدي - ويكيبيديا