حنت لبرق بات من وادي سلم

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة حنت لبرق بات من وادي سلم لـ شرف الدين الحلي

اقتباس من قصيدة حنت لبرق بات من وادي سلم لـ شرف الدين الحلي

حنت لبرق بات من وادي سلم

يخدعها إيماضه لما ابتسم

وأهدت الريح لها من حاجر

نشر خزامى روضها غبّ الديم

فما عليك أيها الحادي إذا

حنَّت وقد بان لها بان العلم

دعها وما قولي دعها منة

كم وخدت شوقاً إلى تلك الأكم

وكم رماها السير بابن همّةٍ

كظُبَةِ السيف إذا همّ عزم

خاض بها لجّ الظلام عالماً

أن الصباح دونه خوض الظلم

وبالغضا سُقيا لسكان الغضا

خيمُ كريم لكريماتِ خيم

حيّ به سمر القنا محدقة

بكل بيضاء لها طرف أَحَمّ

لا يرحل الطارق عن أبياتها

إذا ألم وهو خال من ألم

محجوبة لو مثلت فكرتها

لطرفها طيف الخيال لم ينم

وفاتك المقلة مذ صلته

على محبيه تجنيه احتكم

نجده ديباجة زينها

عذاره مذ خطّ فيها ورقم

أعدى سقيم جفنه عهوده

لما رأى عشقي له مع السقم

وازورّ من جارحة كليلة

أبقت له في القلب جرحاً ما التأم

أفدي طَلاً زان طِلا رضابه

حَبَاب ثغر فضّ عنه مبتسم

آلمني منه اللمى لأنه

ما جاد لي بالريّ والظَّلْم ظَلَم

كظلم قوم شبهوا بجهلهم

كف غياث الدين بالبحر الخضم

أليس يفنى ذاك حيث هذه

تفنى اللُّهَى والصافنات والنعم

ومدة منها تفوق مده

إن أهملت بالرزق في الطرس قلم

وكم رآها يوم إسداء الندى

فهاج من خجلته ثم التطم

كف مليك كفت الخلق الأذى

وكفت الخطب الذي كان غشم

سام إلى أوج العلا لا ملل

يلفته عن نيلها ولا سأم

غار على الملك ولا غرو بأن

يأنف للشماء ذو الأنف الأشم

بيتاً نبت أوصافه واشتبهت

فألفت بين اليقين والتهم

جاد ابتداءً وابتدى مقتدراً

وبث بأساً يتلظى وابتسم

فقلت صاب الغيث والطود رسا

وصاب ليث الغاب والبدر ابتسم

ناهيك منها رحمة في نقمة

لو قابلت صرف الزمان لانهزم

قل لملوك الأرض عني قولة

تصم أو تُسمع منه ذا صمم

تزحزحوا عن غاية قاربها

فما استوت شهب البزاة والرخم

فأين من هذي المساعي معشر

وجدانهم أشبه شيء بالعدم

خلوا طريق الليث فهو مُصْحِر

غضبان مهما مسَّ من شيءٍ حطم

لا تأمنوا من وثبات فاتك

مشهور سيف العزم محذور النقم

والصارم العزم يخاف مغمداً

والليث يخشى بين ملتفِّ الأجم

فكيف إن جُرِّد أو هيَّجَه

ذو غرة لم يدر ما عقبى الندم

حسب الهدى أبلج فياض الندى

نائي المدى مرّ السطا حلو الشيم

لا ترد الماء النمير خيله

بهمّة أربت على كلّ الهمم

ما عجبي من كونه فاق الورى

إلا إذا ما ضرج الماء بدم

كيف وكل لا يماري أنه

خير ملوك الأرض عرب وعجم

بل عجبي للدهر إذ جاء به

خير بنيه وهو في حاله الهرم

فليهنه ما ردّ من شبابه

أغرّ تجلى بمحياه الغمم

وآمل بات بأنضاء المنى

يسري وقد زَمَّ المطايا وخطم

قلت له أين بها عن حلب

ترمي بك الآمال بعداً وأَمَم

شِم بارق الغيث الغياثيِّ وثق

بالريّ من شؤبوبه إذا انسجم

وبالمقرّ الظاهريّ فاستجر

فهو لمن يخشى من الدهر حرم

ولا تقف مرتبكاً فعنده

عواطف تحيي المنى وهي رمم

واشك إليه الفقر أو عرض به

وخلِّ ما بين يديه والكرم

يا حجة الله الذي طاعته

وحبه فرض على كلِّ الأمم

خاب معاديك وضلَّ سعيه

وفاز عبد بمساعيك اعتصم

أما وشعثٍ ترتمي بفتية

أمثالها شعث الوجوه واللِّمَم

أغرى بتحريم الكرى جفونَهم

ذميلُها حتى أنيخت بالحرم

فلم تجد في القوم إلا مخبتاً

مذ عفر الخدَّ وللترب لثم

لتَمْلِكَنَّ الأرض ملك رأفة

يضفي على الخلق جلابيب النعم

وتجعل الدنيا إليك حكمها

مفوضاً ترفع منها ما انهدم

يا منقذي من زمن صروفه

ما برحت تعركني عرك الأَدم

ها أنا ذا حيث يراني حاسدي

لا يخفر الدهر لآمالي ذمم

مجاور من ذا الجناب كعبة

تؤمن من طاف بها أو استلم

شكراً لدهر أظمأت خطوبه

حظِّيَ حتى أمَّ من جودك يم

أمنتني من بعد ما أغنيتني

فلست أشكو لا عِداً ولا عَدَمْ

فاسعد بعيد للهناء قد أتى

يَخْطُر في حشد العبيد والخدم

من حمد نعمائك لم تخل يد

فلا خلا من حمد عليائك فم

شرح ومعاني كلمات قصيدة حنت لبرق بات من وادي سلم

قصيدة حنت لبرق بات من وادي سلم لـ شرف الدين الحلي وعدد أبياتها ستون.

عن شرف الدين الحلي

أبو الوفاء راجح بن أبي القاسم إسماعيل الأسدي الحلي أبو الهيثم شرف الدين. شاعر من بني أسد ولد في مدينة الحلة في العراق. وقد رحل الشاعر إلى بغداد في خلافة الإمام الناصر لدين الله أبي العباس أحمد المستضيء بنور الله ولكنه لم يستقر كثيراً فرحل إلى الشام ومصر. وقد قضى جل حياته في ربوع الشام، ويظهر من شعره أنه شيعي وهذا ظاهر إذ أن كل أهل الحلة متشيعين. وشعر الحلي يشمل المدح في معظمه وله (ديوان كبير - خ) .[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي