حن شعري إلى اللقاء وأنا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة حن شعري إلى اللقاء وأنا لـ علي الجارم

اقتباس من قصيدة حن شعري إلى اللقاء وأنا لـ علي الجارم

حَنّ شِعري إلى اللّقاءِ وأنَّا

أَينَ ألقاكَ ليتَ شعري وأنَّى

ضَربتْ بينَنا المنونُ بِسُورٍ

حَجبتهُ العقُول عَنْها وعَنَّا

تتلاقَى بِه الدموعُ حَيارَى

وتَغُوصُ الظنونُ فيه فَتضنى

كم حوَى مِن ورائه زَهراتٍ

وغُصُوناً رَيّا المَعاطفِ لُدنَا

كم حوى من ورائِه عبقري

اتٍ ورأياً عَضْبَ الشباةِ وذهْنَا

كم حَوى مِن صحائفٍ لم تُتمَّمْ

وأناشيدَ لم تَعِشْ لتُغَنَّى

وأمانٍ زُغبٍ تطير إلى القَب

ر خِمَاص الحشى فُرادى ومَثْنَى

حَجَبَ السورُ خلفَه لي رجاءً

خانَه الدهرُ في صِباهُ وأخْنَى

أسكتَتهُ قوارعُ الموتِ لحناً

ولوتْهُ زَعازعُ الموتِ غُصنَا

هُو في البدرِ حينما يطلعُ البد

رُ وفي الروضِ حينَما يتَثَنَّى

ما بُكاءُ الأطفالِ أجدى عليهِ

لاَ ولاَ الصبرُ والتجلُّدُ أغنَى

فيه أسْعدتُ كلَّ باكٍ بِدَمعي

وأعرتُ الثكلى الحزينَةَ جفْنَا

كلَّما مرّت النوادبُ صُبحاً

ضربَ القَلبُ بالجَناحِ وحنَّا

يا شباباً فقدتُ فيه شَبابي

أدْركِ الوالهَ الشجي المُغنَّى

قد وأدتُ الرجاءَ في هذه الدنيا

فلا أرتجِي ولا أتَمنّى

وخنقتُ السنينَ أو ما علاها

فرأيتُ الميلادَ مَوْتاً ودَفْنا

مَنْ يُعمر يجد أخلاّءَهُ في الأر

ضِ أوفَى مِمَّن عليها وأحنَى

يذهب الأمسُ بالرجال فيُنسَوْن

وتَمضِي القُرون قرنا فقرنا

رِيشَةٌ في مهامهِ البيد طارَت

أيْنَ طارت اللّهُ أعلمُ مِنّا

وخضَمُّ الماضِي يَعُجُّ بمن في

ه ويغْشى قوْماً ويغمرُ مُدنَا

وظُعونُ المنونِ منذُ سليل الطي

نِ تَطوي الصحراءَ ظعنا فظعنَا

سُفن تلتقِي على شاطىء الغي

بِ لتَلقي هُناكَ سُفناً وسفنَا

ما لنا غيرَ أن نقولَ حيارى

بلسان الدموع كانُوا وكُنَّا

لا تقل إنّ صالحَ الذكرِ يبقى

كل شيءٍ في الدهرِ يبقى ليفْنَى

ما غنائي بالذكر يبقى جميلاً

حين أمسى تحت الصفائح رَهْنَا

ما رجائي والسيف أضحى حُطاماً

أن أرى بعده نِجاداً وجَفنَا

قد فقدنا أنطونَ بالأمس والحز

ن على فقده يُجدِّدُ حُزنَا

أخذته فُجاءةُ الموتِ أخذاً

رِيعَ مِن هولهِ الصباحُ وجُنَّا

ما حنى الرأسَ مرةً لِعظيمٍ

فأبى أن يراهُ لِلسِّنّ يُحنَى

أنجمٌ أشرقت فأطفأها المو

تُ كما تُطفأ المصابيح وهْنَا

ما على الدهر لو تريّث حِيناً

أو على الدهرِ مَرّةً لو تأنَّى

كلّ يوم نرثي ونندبُ حتّى

صار ندب الرجال في مصر فنا

ورحا الموتِ لا تني تملأ الأر

ضَ ضجيجاً وتنثر الناس طحْنَا

نَسي الشعرُ في صراع الرزايا

رنّةَ الكاسِ والغزالَ الأغَنَّا

شغَلته مآتمٌ ونعوشٌ

عَنْ هَوى زَينبٍ وعَن وَعد لُبنى

كم سلَوْنا عَن صاحبٍ بحبيبٍ

فإذا بالحبيبِ يُخلفُ ظنَّا

نتداوى مِن لاعجِ الشوقِ بالش

وقِ ونطوي أسى لننشر شجنا

ماتَ أنطونُ وانقَضت دولةُ المج

دِ وكانت به تعزّ وتغنَى

وغدا عَبْقرٌ وواديه أضغا

ثاً وعادت رَجاجة العقْلِ أفنَا

ورأينا الأقلامَ يَشققن صدراً

بعده حَسرةً ويقرعْنَ سِنَّا

نندبُ الكاتبَ الذي يرسل القو

لَ قويَّ الأداءِ معنى ومَبنَى

لا ترى لفتةً به تجبهُ الذو

قَ ولا لَفظةً تخدش أذْنَا

موجِزٌ زاده الوُضوحُ جمالاً

والتخلِّي عن الفَضالاتِ وزْنَا

أين ذاكَ الخلق المسيحَ كأن لم

يكُ بالأمسِ يملأ الأرضَ حُسنَا

والبشاشات أينَ مِنِّي سناها

والأفاكيهُ مِنْ هُناك وهنا

والسياسات والدهاء الذي كا

نَ سِلاحاً حيناً وحيناً مِجَنّا

أينَ ذاكَ الصدر الذي يحملُ الع

بءَ عظيماًن وليس يحملُ ضِغْنَا

كم غزتْهُ الخُطوبُ دُهمَ النواصي

وهو أصفى من الصباح وأسنَى

يا أخي هَلْ يليقُ أن تدخلَ البا

بَ أمامي وأنت أصغرُ سنَّا

قِفْ تأخّر قد كنت تُعلي مكانِي

ما جَرى ما الذي نَبا بك عنَّا

كنتَ بالأمس كنت بالأمسِ رُوحاً

مَرحاً ضاحِكاً وصَوْتاً مُرِنّا

كنت مَعنىً من الشباب وإن

شاخَ وعزْماً لم يعرف الدهر وهنَا

تملأُ الأرضَ والزمانَ حياةً

هادىءَ النفسِ وادِعاً مطمئنا

تبذلُ الخيرَ لم يُكدَّر بمنٍّ

وكثيرُ مِنّا إذا مَنَّ مَنَّا

مجمعُ الضادِ كنتَ للضادِ فيه

عَلَماً يُحسِر العيونَ ورُكنَا

كنتَ مِصباحَنا المنيرَ إذا غمّ

ت سبيلٌ وطالَ ليلٌ وجَنَّا

كنتَ يومَ الجِدالِ بالحجةِ البيضا

ءِ تمحو سحائبَ الشكِّ وكنّا

عِفّةٌ في اللّسانِ صَيّرت الأي

امَ تشدو بمدحِك اليومَ لُسْنَا

تبلغُ الغايةَ القصيّةَ ما أدْ

مَيتَ جُرحاً ولا تعمدتَ طَعنَا

كلُّ قِرْنٍ لدى النضال يرى في

كَ لمعنى الوفاءِ للحق قِرنَا

حَسْرتَا للفتى إذا قارَب الشوْ

طَ طوتْهُ المنونُ غَدْراً وغبْنَا

كلّما مدّ للكمالِ يديهِ

صَدّ عنهُ الكمالُ كِبراً وضَنَّا

إنْ قوِينا عَقْلاً ضعُفنا جُسوماً

ورأينا في الموتِ بُرءاً وأمْنَا

وشئونُ الحياةِ شتّى ولكنْ

حُبُّنا للحياةِ أعظمُ شأنَا

لو يعيشُ الإنسانُ عُمْرَ السُلحفا

ةِ لأغنَى هذا الوجودَ وأقنَى

ما الذي نرتجيه والعُمْرُ طَيفٌ

إنْ فتحنَا العينين بانَ وبنّا

نحنُ في هذه الحياة ثِمارٌ

كُلُّ شيءٍ إن أدْرَكَ النضْجَ يُجْنَى

يا أخي هل تُجيبُ إن هتف الش

وقُ حبيباً صدْقَ الوفَاءِ وخِدْنَا

إن أكنْ فيكَ داني القلبِ بالأم

سِ فروحي لروحِك اليوم أدْنَى

أتراني إنْ حان حَيْني قَميناً

أن أرى في ذَراك ظِلاً وسَكْنَا

نَمْ قريراً فإنَّ في ضجعةِ القب

رِ سَلاماً للعاملين ويُمْنَا

وجَدَ الساهرُ المجدُّ وِساداً

ورأى الطائرُ المحلِّقُ وَكْنَا

إنْ يكنْ في الحياةِ مَعنىً مِن الصفْ

وِ فَما للحياةِ بَعْدَكَ معْنَى

شرح ومعاني كلمات قصيدة حن شعري إلى اللقاء وأنا

قصيدة حن شعري إلى اللقاء وأنا لـ علي الجارم وعدد أبياتها ثلاثة و سبعون.

عن علي الجارم

علي بن صالح بن عبد الفتاح الجارم. أديب مصري، من رجال التعليم له شعر ونظم كثير، ولد في رشيد، وتعلم في القاهرة وإنجلترة، واختير ليكون كبير مفتشي اللغة العربية بمصر. ثم وكيلاً لدار العلوم حتى عام (1942) ، مثل مصر في بعض المؤتمرات العلمية والثقافية، وكان من أعضاء المجمع اللغوي. وتوفي بالقاهرة فجأة، وهو مصغ إلى أحد أبنائه يلقي قصيدة له في حفلة تأبين لمحمود فهمي النقراش. له (ديوان الجارم-ط) أربعة أجزاء، (قصة العرب في إسبانيا - ط) ترجمة عن الإنكليزية. و (فارس بن حمدان-ط) ، (شاعر ملك-ط) ، وقد شارك في تأليف كتب أدبية منها: (المجمل-ط) ، و (المفصل-ط) وكتب مدرسية في النحو والتربية.[١]

تعريف علي الجارم في ويكيبيديا

علي بن صالح بن عبد الفتاح الجارم أديب وشاعر وكاتب، ولد عام 1881 في مدينة رشيد في مصر. بدأ تعليمه القراءة والكتابة في إحدى مدارسها ثم أكمل تعليمه الثانوي في القاهرة، بعدها سافر إلى إنكلترا لإكمال دراسته ثم عاد إلى مصر حيث كان محباً لها كما دفعه شعوره القومي إلى العمل بقوة وإخلاص لوطنه، وقد شغل عدداً من الوظائف ذات الطابع التربوي والتعليمي، فعُيِّن بمنصب كبير مفتشي اللغة العربية ثم عُيِّن وكيلاً لدار العلوم وبقي فيها حتى عام 1924، كما اختير عضواً في مجمع اللغة العربية، وقد شارك في كثير من المؤتمرات العلمية والثقافية.كتب عنه في موقع إسلام سيفلايزيشن للشاعر العراقي فالح الحجية:

وله ديوان في أربعة أجزاء، وله كتب أخرى منها فارس بني حمدان وشاعر وملك وغارة الرشيد.[٢]
  1. معجم الشعراء العرب
  2. علي الجارم - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي