حوار مع سمكة جبانة !!

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة حوار مع سمكة جبانة !! لـ نزار قباني

1
لا تجلسي أمامي ، خائفة ، مرتبكة ..
أيتها الباردة الشفاه ، واليدين ..
مثل السمكة …
يا امرأة .. تخشى على تفاحها الفضي من أصابعي ..
كما تخاف دانة بحرية من شبكة ..
لا خوف ، يا سيدتي ، عليك ..
من أي بحر هائج .
أو أي حب عاصف .
إني على الإفطار ..
لا أطلب يوماً سمكة !! ..

2
لا تنظري حولك ، يا سيدتي .
للكتب المبعثرة .
والصحف المبعثرة .
والصور المبعثرة .
وركوة القهوة .. والشراشف المبعثرة ..
إن حياتي كلها مبعثرة ..
فكيف ، يا سيدتي ، سأحتفي بوردة معطرة ؟ .
وكيف أدنو منك ..
يا أيتها الطاهرة المطهرة ؟؟
هل يستطيع الطفل ..
أن يرفض يوماً سُكرة ؟؟

3
للمرة الأولى ، ألاقي امرأة
هاربة من جنسها ..
أو نحلة هاربة من شهدها ..
أو موجة هاربة من بحرها ..
أو شفة هاربة من موسم العناب ..
أو جملة هاربة من دفتي كتاب !!

4
لا تثقي ..
بكل ما أقصه عليك من ملاحم البطولة ..
وكل ما أكتبه في الحب من قصائد جميلة ..
فبعضه زخرفة .
وبعضه نمنمة .
وبعضه ظاهرة صوتية
وبعضه تمثيل !! .

5
لا تخدعي ..
بوجهي الجميل ، يا سيدتي .
إني على دفاتري ، أمارس التجميل ..

6
ماذا ترى تبغين من زيارتي ؟
يا امرأة ..
تعجبها الخيل .. ولا يعجبها الصهيل ..
هل جئت تبحثين عن قصيدة ؟
أم جئت مني تطلبين البركة ؟
فقرري .
ماذا يريد النهد من مروءتي ؟
وما الذي يريده قوامك الجميل ؟؟

7
يا امرأة ..
تجلس في نهاية العالم ، لا في غرفتي ..
كم أنت ، يا سيدتي ، بعيدة .
تحرري من عقدة الخوف التي ورثتها..
قولي – بحق الله – جملة مفيدة ..
ولا تسيئي الظن في مواهبي
فما خذلتُ امرأة عرفتها .
ولا كسرتُ دمية صنعتها .
ولا اشتريت في المزاد جارية …
ولا تركتُ امرأة على سريري .. باكية !! …

8
يا امرأة ..
تمشي على سجادة الكاشان ، مثل الملكة ..
أيتها القديسة العذراء ..
والتقية .. النقية .. المباركة ..
لا تحسبيني رجلاً مغفلاً ..
أو ساذجاً ..
أو فاقد الرجولة ..
فإنني عشقت ألف امرأة .. وامرأة ..
لكنني .. لم أصنع الحب مع الملائكة !! ..

عن نزار قباني

نزار قباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) شاعر سوري معاصر من مواليد مدينة دمشق.

تعريفه من ويكيبيديا

نزار بن توفيق القباني (1342 - 1419 هـ / 1923 - 1998 م) دبلوماسي وشاعر سوري معاصر، ولد في 21 مارس 1923 من أسرة عربية دمشقية عريقة. إذ يعتبر جده أبو خليل القباني من رائدي المسرح العربي. درس الحقوق في الجامعة السورية وفور تخرجه منها عام 1945 انخرط في السلك الدبلوماسي متنقلًا بين عواصم مختلفة حتى قدّم استقالته عام 1966؛ أصدر أولى دواوينه عام 1944 بعنوان "قالت لي السمراء" وتابع عملية التأليف والنشر التي بلغت خلال نصف قرن 35 ديوانًا أبرزها "طفولة نهد" و"الرسم بالكلمات"، وقد أسس دار نشر لأعماله في بيروت باسم "منشورات نزار قباني" وكان لدمشق وبيروت حيِّزٌ خاصٌّ في أشعاره لعلَّ أبرزهما "القصيدة الدمشقية" و"يا ست الدنيا يا بيروت". أحدثت حرب 1967 والتي أسماها العرب "النكسة" مفترقًا حاسمًا في تجربته الشعرية والأدبية، إذ أخرجته من نمطه التقليدي بوصفه "شاعر الحب والمرأة" لتدخله معترك السياسة، وقد أثارت قصيدته "هوامش على دفتر النكسة" عاصفة في الوطن العربي وصلت إلى حد منع أشعاره في وسائل الإعلام.—قال عنه الشاعر الفلسطيني عز الدين المناصرة : (نزار كما عرفته في بيروت هو أكثر الشعراء تهذيبًا ولطفًا).

على الصعيد الشخصي، عرف قبّاني مآسي عديدة في حياته، منها مقتل زوجته بلقيس خلال تفجيرٍ انتحاري استهدف السفارة العراقية في بيروت حيث كانت تعمل، وصولًا إلى وفاة ابنه توفيق الذي رثاه في قصيدته "الأمير الخرافي توفيق قباني". عاش السنوات الأخيرة من حياته مقيمًا في لندن حيث مال أكثر نحو الشعر السياسي ومن أشهر قصائده الأخيرة "متى يعلنون وفاة العرب؟"، وقد وافته المنية في 30 أبريل 1998 ودفن في مسقط رأسه، دمشق.

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي