حى المنازل من حماء قد درست

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة حى المنازل من حماء قد درست لـ ابن الدمينة

اقتباس من قصيدة حى المنازل من حماء قد درست لـ ابن الدمينة

حَىِّ المَنَازِلَ مِن حَمَّاءَ قَد دَرَسَت

إِلاّ ثَلاثاً عَلَى مُستَوقَدٍ رُكُبَا

وماثِلاً مِن مَغَانِى الدّارِ قَد لعِبَت

هُوجُ الرِّياحِ بباقِى رَسمِهِ حِقَبَا

عُجنا عَلَى دَارِها نبكِى وَنسأَلُهَا

عَنها ونُخبِرُها عَن بَينِنا خُطُبا

دارٌ لأَسمَاءَ إِذ جُنَّ الفُؤادُ بها

وَلاَ تنَوِّلُ إِلاّ الشَّوَ وَالطَّرَبا

مُستَشرِفاً مَا بهِ قَد كادَ يَخبِلُهُ

وَجدٌ بِهَا مُستَهَامَ القَلبِ مُختَلَبَا

لَم يُنسِهِ ذِكرَهَا بَيضاءُ آنِسَةٌ

وَلاَ تضناءٍ نَأَتهُ دارُها حِقَبَا

بَيضَاءُ تُسفِرُ عَن صَلتٍ مَدامِعُهُ

لاتَستَبِينُ بِهِ خَالاً وَلاَ نَدَبَا

ثُمَّ ابتِسَامَتُهَا كَالبَرقِ عَن أُشرٍ

حَمشِ اللِّثاتِ تَرَى فِى ثَغرِها شَنَبَا

بَيضاءُ مِثلُ مَهَاةِ الرَّملِ أَخذَلّها

عَنِ المَهَا جؤذُرٌ قَد رادَ وَكَربَا

تَرعَى رُبولاً مِنَ الوَسمىِّ عَازِبةً

جَرَّت بِهضا المُزنُ سَحَّ فَانسَكَبَا

فَتِلكَ شِبهٌ لَها إِلاّ مُخَدَّمَهَا

مِنَ الشَّوضى لاَ تَرَى فِى خَلقِها عَتَبَا

كانُوا لنا جِيرَةً وَالشَّملُ يَجمَعُهُ

مُستَخلَفٌ مِن ثِمادِ الصَّيفِ قَد شُرِبَا

حتّى إِذا الهَيفُ ساقَ النّاسَ وانسَفَرَت

مِن وَغرَةِ القَيظِ فَيحٌ لَم تَدَع رَطِبا

فَاستَبدَلَ الفَحلُ أَجمَالاً فَألَّفَها

مِن بَعدِ ما اشتَمَلَ الأَشوالَ وَالسُّلُبَا

بَانُوا فَما رَاعَنا إِلاّ حَمولَتُهم

وهاتفٌ بِفراقِ الحَىِّ قَد نَعَبَا

كأَنَّهُم بالضُّحَى والآلُ يَرفَعُهُم

لَمّا تَرَفَّعَ آلُ الشَّمسِ فالتَهبَا

سِدرٌ نَواعِمُ مشن هِرجابَ أَو دُلُجٌ

بالمُستَطِيلِ عَلَى أَفيائِهِ العُشُبا

خَدَّرنَ مَكتُوبَةً شُدَّت مآسِرُها

مُلساً يُخَيَّلنَ مِن سِدرَاتِها قُضُبَا

أَلبَسنَها الرَّقمَ وَالدِّيباجَ عارفَةً

لها جِمَالٌ أخَذنَ الذِّلَّ والأَدُبَا

رَيطاً بَهِيًّا ودِيباجاً كأنَّ عَلَى

أَلياطِها الفِضَّةَ البَيضاءَ والذَّهَبا

ثُمَّ اتَّبَعنَ غَيُوراً ذا مُعاسَرَةٍ

غِن هُنَّ شاوَرنَهُ فِى نِيَّةٍ غَضِبَا

حتى إِذا غَرَّدَ الحادِى وَأَتبَعَهُم

ذَمّاً بِهِم ليسَ تَقتِيراً ولا تَعَبَا

أَتبَعتُهُم طَرفَ عَينٍ جالُها غَرِقٌ

هَاجَ احتمِالُهُم من دَمعِها سَرَبا

أَتبَعتُهُم دَوسَراً رَحبَ الفُرُوجِ تَرَى

فى حَدِّ مِرفَقِهِ عَن زَورِهِ حَنَبَا

مُؤَيَّدَ الصُّلبِ رَحبَ الجَوفِ مُطَّرِداً

كالسِّيدِ لا جَنَباً كَزّاً وَلاَ طَنَبَا

فَعمَ المَناكِبِ نَهّاضاً إِذا حُشِيَت

مِنهُ البَراذِعُ جَوزاً مارِناً سَلِباَ

يُصغِى لراكِبهِ فِى المَيسِ مُنتَحِياً

حتّى إِذا ما انتَحَى فى غَرزِهِ وَثَبا

شَدَّ الظَّلِيمِ مِراحاً ثُمَّ كَفكَفَهُ

حتَّى استَمَرَّ بِهِ التَبغِيلَ وَالخَبَبا

كأنَّ رِجلَيهِ رِجلا ناشطٍ مَرِحٍ

مِنَ النَّعامِ أَرحِّ الخَطوِ قَد خَضَبَا

كأَنَّ أَوبَ يَدَيهِ حِينَ تَرعَبُهُ

بِالصَّوتِ وَهو يُبارِى الضُمَّرَ النُّجُبَا

أَمامَهُنَّ يَدَا ساقٍ بماتِحَةٍ

لَمّا تُبُودِرَ جَمُّ الماءِ فَانتُهِبَا

كأنَّ غارِبَهُ مُستَشرِفاً إِرمٌ

يُوفِي اليَوافِعَ مِن أَعلاهُ مُرتقِبَا

كأنَّ هَاديَهُ والعِيسُ تَطلبُهُ

جِذعٌ بِخَيبَرَ مِن جَبّارةٍ شُذِبَا

كأنَّ عَينَيهِ والأَنضاءُ ساهِمَةٌ

وَقبانِ فِى صَخرةٍ صَمّاء قد نَضَبا

فِى سَلهَبِ الخَدِّ تَستَرخِى مَشافِرُهُ

إِذا اللُّغام عَلَى عِرنِينِهِ عَصَبَا

حتّى لَحِقتُ حُمُولَ الحَىِّ أَقرَعُهُ

لَولا تَراغُبُ شِعبَى رَحلِهِ انشَعَبَا

كانت لِماحاً وتَومِيّاً مُحَافَظَةً

عَلَى الّذِى بينَنا أَن يُظهِرَ الرِّيبَا

مِن عِلمِ أَنّا مَتَى يَظهَر مُكَتَّمُنا

فَيُخبِرِ القَومَ عَن أَسرارِنا الغُيُبَا

تَعدُ العَوادِى مُحِباً عَن إِبَانَتِهِ

وَتَبلُغِ الحَربُ قَومَينا فَيَحتَرِبَا

شرح ومعاني كلمات قصيدة حى المنازل من حماء قد درست

قصيدة حى المنازل من حماء قد درست لـ ابن الدمينة وعدد أبياتها تسعة و ثلاثون.

عن ابن الدمينة

عبد الله بن عبيد الله بن أحمد، من بني عامر بن تيم الله، من خثعم، أبو السري، والدمينة أمه. شاعر بدوي، من أرق الناس شعراً، قل أن يرى مادحاً أو هاجياً، أكثر شعره الغزل والنسيب والفخر. كان العباس بن الأحنف يطرب ويترنح لشعره، واختار له أبو تمام في باب النسيب من ديوان الحماسة ستة مقاطيع. وهو من شعراء العصر الأموي، اغتاله مصعب بن عمرو السلولي، وهو عائد من الحج، في تبالة (بقرب بيشة للذاهب من الطائف) أو في سوق العبلاء (من أرض تبالة) . له (ديوان شعر - ط) صغير.[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي