حياة أسر العيش فيها مذمم

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة حياة أسر العيش فيها مذمم لـ إبراهيم اليازجي

اقتباس من قصيدة حياة أسر العيش فيها مذمم لـ إبراهيم اليازجي

حياةٌ أَسرَّ العَيش فيها مَذمَّم

وَناسٌ بِها قَلبُ الخليِّ متيَّمُ

سَقَت كُلَّ قَلبِ كُلّ يَومٍ مَشارِباً

توهَّمَ فيها لَذةً وَهِيَ عَلقَمُ

تَشاغَلَتِ الأَلبابُ فيها مِن الصِّبى

وَلَم تَكُ أَدنى صَبوةً حينَ تحلمُ

تَبطَّلَ كُلٌ بالأَماني وَلَم يَزَل

يَروحُ وَيَغدو وَهوَ لِلمَوتِ مَغنَمُ

وَما الأَرضُ إِلّا قَفرةٌ زَأَرَتْ بِها

أَسودُ المَنايا حَولنا وَهِيَ حوَّمُ

لَها كُلّ يَومِ بَيننا كُلّ مُنذِرٍ

يُنادي عَلينا مُسمِعاً وَهوَ أَبكمُ

تَنَبِّهُنا بَعضاً بِبَعضٍ فَنَنثَني

وَأَجفانُنا في غَفلةِ اللَهو نوَّمُ

خَلَت دونَها شُمُّ الحُصون فَلَم تَكُن

لِساكِنها مِن غارةِ البينِ تعصمُ

وَأَصبَحَ مَن قَد كانَ يُرهَبُ بَأسُهُ

يُناحُ عَلَيهِ بَعدَ حينٍ وَيُرحَمُ

تُرابٌ مِنَ الأَرض اِستوى تَحتَ صورةٍ

تَلوحُ عَلَيها مُدةً ثُم تهدمُ

أَحبَّتَنا ما أَعذَبَ الهَجرَ بَينَنا

إِذا كانَ حَبلُ الوَصلِ لا بُدَّ يَفصمُ

أَنِسنا بِطيبِ الوَصلِ في الأَرضِ مُدةً

وَما طيبُ وَصلٍ بِالتَفرُّقِ يَشؤمُ

سَلامٌ عَلى قَبرٍ تَوسَّدَ تربَهُ

حَبيبٌ عَلَيهِ مِن بَعيدٍ أَسلِّمُ

وَما كانَ يُجدي لَو تَدانى وَدونَهُ

مِن الرَمسِ قَد أَمسى حِجابٌ مُخيِّمُ

لَئن لَم تُصِب عَينِي ثَراهُ فَإِنَّ لي

هُنالك قَلباً مِنهُ قَد قَطر الدَّمُ

وَما جَفَّ دَمعي بَعدَهُ غَيرَ أَنَّهُ

يُدبِّجُ خَضراءَ الرُبَى حينَ يَسجمُ

نَعاهُ لَنا الناعِي فَفِي كُل مِسمَعٍ

كَلامٌ وَلَكن في الأَضالعِ أَسهُمُ

تَنوحُ عَلى فَقَدِ الأَميرِ مُحَمدٍ

رِجالٌ عَلَيهِ بِالدِّما تَتَلَثَّمُ

عَزيزٌ لَهُ في كُلِّ عَينٍ مَدامِعٌ

وَفي كُلِّ قَلبٍ جَمرةٌ تَتَضَرَّمُ

وَكَم مِن جُيوبٍ بَل قُلوبٌ تَشَقَّقَت

عَلَيهِ وَكَم مِن أَوجُهٍ فيهِ تُلطَمُ

وَلمَّا نَعى في أَرضِ لُبنانَ أَوشَكَت

جَنادِلُهُ مِن حَسرةٍ تَتَألَّمُ

كَريمٌ لَهُ مِن آلِ رَسلانَ مَحتِدٌ

وَمِن نَفسِهِ مَجدٌ سَنيٌّ مُعَظَّمُ

وَمِن ذكرِهِ ما يَعجَزُ الدَهرُ سَلبَهُ

وَمِن شُكرهِ في كُلِّ ذي مَنطقٍ فَمُ

أَيا مَن قَضى في غَربةِ الدارِ نازِحاً

فَكُلُّ فُؤادٍ نازحٍ مُتَصَرِّمُ

رُوَيدَكَ ما لِلصَبر بَعدَك مِن يَدٍ

إِذا ما اِقتَضى الصَبرَ المُصابُ العرمَرَمُ

تَرَحَّلتَ في شَرخِ الشَبابِ مُغادِراً

مِنَ الحُزنِ ما يُودي الشَبابَ وَيَهرمُ

وَمِثلَكَ مَن حُقَّ التَأسُّفُ بَعدَهُ

وَغَيركَ مَخلوفٌ وَمِثلكَ يُعدمُ

تَنوحُ القَوافي بَعد يَومِكَ حَسرةً

فنُوشِكُ نَخشى نَثرَها حينَ تُنظَمُ

وَتَندُبكَ الأَقلامُ مِن حَيثُ رَدَّدَت

حَنيناً وَأَجرَت عَبرةً حينَ ترقمُ

وَبَينَ المَذاكي وَالسُيوفِ مَناحةٌ

وَبَينَ الحِجى وَالعلمِ وَالمَجدِ مَأتَمُ

إِلا يا بَني رَسلانَ صَبراً لِفَقدِهِ

فَذَلِكَ مِمَّا يَقتَضيهِ التَكَرُّمُ

إِذا ما دَفَعنا لِلبَليَّةِ مَرةً

وَلَم نَنتَفع بِالحُزنِ فَالصَبرُ أَحزمُ

جَرى قَدرُ المَولَى بِما شاءَ وَاِستَوى

لَدَيهِ جَزوعٌ في الأَسى وَمُسلِّمُ

وَلَيسَ لَنا مِن مَطمَعٍ فاتَ نَيلُهُ

إِذا كانَ ما نَبغيهِ ما لَيسَ يَغنَمُ

وَما كانَ ما لا بُدَّ مِنهُ مُؤخَّراً

يَهونُ لَدَيهِ الرزءُ وَهوَ مُقدَّمُ

وَما الفَرقُ في الحالَينِ إِلا هُنَيهَةٌ

تَمرّ سَريعاً وَالقَضا مُتَحَتَّمُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة حياة أسر العيش فيها مذمم

قصيدة حياة أسر العيش فيها مذمم لـ إبراهيم اليازجي وعدد أبياتها ستة و ثلاثون.

عن إبراهيم اليازجي

إبراهيم بن ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط. عالم بالأدب واللغة أصل أسرته من حمص، وهاجر أحد أجداده إلى لبنان، ولد ونشأ في بيروت، وقرأ الأدب على أبيه. وتولى تحرير جريدة النجاح سنة 1872م، وانتدبه المرسلون اليسوعيون للاشتغال في إصلاح ترجمة الأسفار المقدسة وكتب أخرى لهم فقضى في هذا العمل تسعة أعوام. وتعلم العبرية والسريانية والفرنسية وتبحر في علم الفلك وسافر إلى أوروبا واستقر في مصر، فأصدر مجلة البيان مشتركاً مع الدكتور بشارة زلزل فعاشت سنة ثم مجلة الضياء شهرية فعاشت ثمانية أعوام وكان من الطراز الأول في كتاب عصره وخدم العربية باصطناع حروف الطباعة فيها ببيروت وكانت الحروف المستعملة حروف المغرب والأستانة وانتقى الكثير من الكلمات العربية لما حدثت من المخترعات ونظم الشعر الجيد ثم تركه. ومما امتاز به جودة الخط وإجادة الرسم والنقش والحفر. وكان رزقه من شق قلمه فعاش فقيراً غني القلب أبي النفس ومات في القاهرة ثم نقل إلى بيروت ودفن فيها. تولى كتابة (مجلة الطبيب) وألف كتاب (نجعة الرائد في المترادف والمتوارد) جزآن ومازال الثالث مخطوطاً. وله (ديوان شعر -ط) و (الفرائد الحسان من تلائد اللسان -خ) معجم في اللغة.[١]

تعريف إبراهيم اليازجي في ويكيبيديا

إبراهيم بن ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط اليازجي (2 مارس 1847 - 1906) هو لغوي وناقد وأديب لبناني ولد في بيروت في بيت علم إذ إن أباه هو الشاعر اللبناني المعروف ناصيف اليازجي. يعدّ إبراهيم اليازجي من رواد النهضة باللغة العربية بعد قرون من التدهور إذ تلقى تعليماً ممتازاً منذ نعومة أظفاره أهله لأن يناقش كبار الأساتذة في اللغة والشعر ومن ذلك ما أوردته الصحف ولفتت إليه الأنظار حين قام بنقاش الشدياق حول انتقاد الشدياق لبعض الأبيات التي وردت في ديوان أبيه وعلى ما يبدو أن هذه المناظرة قد أثرت فيه إذ كان حين ذاك في الثالثة والعشرين من عمرة فحفزته للتعمق في الدراسات الأدبية واللغوية وجاءت دعوة الآباء اليسوعيين للشيخ إبراهيم ليعرب الكتاب المقدس فدرس السريانية والعبرية فانكب على هذا العمل حتى استطاع تعريب الكتاب المقدس بلغة عربية بليغة وواضحة.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. إبراهيم اليازجي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي