حيوا بمصر حماتها الأحرارا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة حيوا بمصر حماتها الأحرارا لـ أحمد محرم

اقتباس من قصيدة حيوا بمصر حماتها الأحرارا لـ أحمد محرم

حَيُّوا بمصرَ حُماتَها الأحرارا

وتَذكَّروا شُهداءها الأبرارا

إنّي لأُبصِرُ مصرَ في أعيادها

وأرى المهارجَ في السَّماءِ كِبارا

حيَّتكمُ الرُّسُلُ الكِرامُ وجَاءَكم

وَفدُ الملائكِ يَحملُ الأقمارا

كبّرتُ واسْتأذنتُ آخُذُ مَوقفي

بين المصاحفِ أنشدُ الأشعارا

فإذا الأَئمّةُ يهتدون بِنُورها

وإذا الخَوارجُ يَذهبون حَيارى

وَحيٌ من الإيمان يَكشفُ نُورُهُ

حُجُبَ الضَّلالِ ويهتكُ الأستارا

باسمِ الذي جَعلَ البيانَ أمانةً

أقضِي الحُقوقَ وأُكرِمُ الآثارا

هيَ هِمّةُ الشّعبِ الأبيِّ وَبأسُهُ

وَجِهادُه يستدفعُ الأقدارا

يَنطادُ عُلْويَّ المطالبِ مُمعِناً

ويصولُ جنِّيَّ القُوى جبّارا

يَطوي الزّلازلَ والرُّجومَ إذا انْبرَى

يمحو الحُصونَ ويَمسحُ الأسوارا

تَعِبتْ خطوبُ الدّهرِ فيه فأذعنتْ

تُلقِي القِيادَ وتَبسطُ الأعذارا

وَلِعَت بِمُضطَرِمِ الإِباءِ ومارسَتْ

جَلْداً على أهوالها صبّارا

والشّعبُ إن جمع الصُّفوفَ مُجاهداً

غلب الصِّعابَ وأدركَ الأوطارا

مَنْ يملكُ السَّيل الأتيَّ إذا انْتحَى

مِلءَ الشِّعابِ ويُمسِكُ التيّارا

ومَنِ الذي ينهَى الرِّياحَ ذوارياً

ويَسومُهنَّ إذا عَصَفْنَ قَرارا

شرُّ السياسةِ أن تَسودَ بَنِي الدُّنَى

غَصْباً وتلتهمَ الدُّنَى اسْتعمارا

ما شاءَ ربُّكَ أن يكونَ عِبادُهُ

هَمَلاً ولا خَلقَ الشُّعوبَ أسارى

هُبّوا بني الشُّهداءِ هذا يومُهم

هاج البقيعَ أسىً وهزَّ الغارا

أَهُمُ الأُلى رفعوا اللّواءَ تحيّةً

رُدّوا التحيّةَ وَارْفعوا الأبصارا

هَبطوا كَمُندفِع الشُّعاعِ جَرَى ضُحىً

يَرِدُ البِقاعَ ويهبطُ الأقطارا

وتنزَّلوا مِلءَ الجِواءِ جَلالةً

وهُدىً ومِلءَ الواديَيْن وقارا

إنّي لأَنظرُ مُصطَفى ورفاقَهُ

بين الصُّفوفِ مُكبِّرين جِهارا

الله أكبرُ ما لنفسٍ عِصمةٌ

حتّى يكونَ لها الإِباءُ شِعارا

سكن الضِّعافُ إلى الحياةِ مُذِلَّةً

وأَبَوْا فكانت عِزَّةً وفَخارا

والنّاسُ يأبون الصَّغائرَ مطلباً

إلا إذا حَملوا النُّفوسَ صِغارا

دَفعوا العدوَّ عن البلادِ مُناجزاً

وَرَمَوا به مُتغلِّباً قهّارا

لم يُغنِه الأسطولُ يَغمرُه دماً

والجيشُ يُطعِمهُ الممالكَ نارا

الحقُّ أُسطولُ الضَّعيفِ وجيشُه

إن شنَّ حرباً أو أرادَ مَغارا

إن كنتَ مُتّهِمي ولستُ بِمُغرِقٍ

فَسَلِ القَوِيَّ إذا طَغَى أو جارا

كم دولةٍ للظُّلمِ عاتيةٍ رَمَى

نَفَسُ اللَّهيفِ كِيانَها فانهارا

إنّ الأُلى سَدُّوا السَّبيلَ على العِدَى

فَتحوا العُقولَ وحَرَّروا الأفكارا

نَصروا الكِنانةَ حين ضاقَ خِناقُها

فتفجّعتْ تستصرخُ الأنصارا

وَهَبوا لها أعمارَهم وكأنّما

وَهبتْ لهم من أهلها الأعمارا

تَركوا المنازِلَ والدّيارَ فأصبحوا

سكنوا الخُلودَ منازلاً وديارا

إنّي رأيتُ النّاسَ رُسْلَ هدايةٍ

بذلوا النُّفوسَ وآخرين تجارا

هلا سألتَ القومَ أين زعيمُهم

أأصاب رِبحاً أم أصاب خَسارا

لن يَبعثوهُ ولن يُتاحَ له الغِنَى

ولوَ اَنّهم جعلوا الضَّريحَ نُضارا

يومَ الكنانةِ أنت أبلغُ واصفٍ

فصِفِ الوقائعَ وانْشُرِ الأخبارا

وانْشُدْ ودائعَ يومِ بَدرٍ إنّه

أمسى أخاً لكَ صادقاً أو جارا

أَخَوانِ في ذات الإلهِ كِلاكُما

نَصرَ الكتابَ وجاهدَ الكُفّارا

بالمانعين الحقَّ رِيعَ لِواؤُه

والدّافعينَ عن الحِمَى الأخطارا

النَّاهِضينَ إلى اللّقاءِ أعزّةً

المُعرضينَ عنِ الدِّماءِ طَهارى

مِن كلِّ مُنصَلتٍ أهابَ به الرَّدَى

فأجابَ لا وَجِلاً ولا خَوّارا

نَبَتِ الصَّوارِمُ في الكريهةِ فانتضتْ

منه المَنِيَّةُ صارِماً بتّارا

يا يومَ جَدّدَ لِلكنانةِ عَهدَهم

بُوركتَ يوماً صالحاً ونهارا

أرِنا الوغَى تجلو السُّيوفَ بَواتِراً

والخيلَ جُرْداً والعَجاجَ مُثارا

وأَفِضْ على النّيلِ الدِّماءَ زَكِيَّةً

تُحيي القُرى مَوْتَى الزُّروعِ قِفارا

زَهَتِ البِلادُ وما فَتِئْنَ هوامداً

ومضى الزّمانُ وما بَرِحْن حِرارا

إنّ الذي منع الكنانةَ رِيَّها

أخْلى الجداولَ منه والأنهارا

يجري الصَّدَى فيها ويندفعُ الرَّدى

مُتدفِّقاً مِلءَ القُرى زخّارا

سُبحانك اللّهمَّ أنتَ قضيتها

دُنيا تدورُ صُروفُها أطوارا

تعلو وتسفُلُ بالشّعوبِ حثيثةً

وتُتابِعُ الإقبالَ والإدبارا

أَدْرِكْ بفضلك أمّةً موقوذةً

تشكو إليك رُماتَها الأغرارا

ملك القضاءُ سبيلَها فاملكْ على

عِزريلِها الأنيابَ والأظفارا

وأَذِقْهُ حُكمكَ في الممالكِ إنّها

ذاقتْ على يدهِ الحِمامَ مِرارا

وتولَّنا في المؤمنينَ وآتِنا

نَصراً يَزيد المجرمين تَبارا

لِمَنِ ادّخرت النّصرَ أو أعددتَه

إن كنتَ تخذُلُ حِزبَكَ المُخْتارا

انْظُرْ إليه على تَمرُّدِ خَصمِه

أَأضاعَ حقّا أم أباحَ ذِمارا

إنّا اتّبعنا فيك آثارَ الأُلى

جعلوا كتابَكَ سُنّةً ومنارا

ثبِّتْ على الحقِّ المبينِ قُلوبَنا

في المتّقينَ وزلزلِ الفُجّارا

شرح ومعاني كلمات قصيدة حيوا بمصر حماتها الأحرارا

قصيدة حيوا بمصر حماتها الأحرارا لـ أحمد محرم وعدد أبياتها ستون.

عن أحمد محرم

أحمد محرم بن حسن بن عبد الله. شاعر مصري، حسن الوصف، نقيّ الديباجة، تركي الأصل أو شركسيّ. ولد في إبيا الحمراء، من قرى الدلنجات بمصر، في شهر محرّم فسمي أحمد محرّم. وتلقى مبادئ العلوم، وتثقف على يد أحد الأزهريين، وسكن دمنهور بعد وفاة والده، فعاش يتكسب بالنشر والكتابة ومثالاً لحظ الأديب النكد كما يقول أحد عارفيه. وحفلت أيامه بأحداث السياسة والأحزاب، فانفرد برأيه مستقلاً من كل حزب إلا أن هواه كان مع الحزب الوطني ولم يكن من أعضائه. توفي ودفن في دمنهور.[١]

تعريف أحمد محرم في ويكيبيديا

أحمد محرم شاعر مصري من أصول شركسية اسمه الكامل أحمد محرّم بن حسن بن عبد الله الشركسي، من شعراء القومية والإسلام وكانت محور شعره كله، ولا سيما وأنه كان من دعاة الجامعة الإسلامية وعودة الخلافة العثمانية التي دعا إليها محمد عبده وجمال الدين الأفغاني في عصره. ولد في قرية إبيا الحمراء التابعة لمحافظة البحيرة بمصر عام 1877 م. قرأ السيرة النبوية والتاريخ، وحفظ الحديث الشريف والشعر، وطالع النصوص الأدبية السائدة. وكان لتلك النشأة أثرها في حياة وشعر أحمد محرم الذي ظل في دمنهور عاصمة محافظة البحيرة فلم يغادرها إلى القاهرة. عاصر ثورة 1919 م. كما عاصر دنشواي ومصطفى كامل وسعد زغلول وتأثر بهم في شعره الوطني. وكان يعقد بقهوة المسيري بدمنهور ندوته الشعرية كل ليلة. حيث كان يرتادها مفكرو وشعراء البحيرة والإسكندرية لأته كان شاعرا حرا ملتزما. ويعد أحمد محرم من شعراء مدرسة البعث والإحياء في الشعر العربي والتي كان من دعاتها محمود سامي البارودي وأحمد شوقي وحافظ إبراهيم وأحمد نسيم حيث جددوا الصياغة الشعرية بعد تدهورها في العصر العثماني. كان من دعاة الإصلاح الاجتماعي والوحدة الوطنية ولاسيما بعد مقتل بطرس غالي رئيس وزراء مصر. فنراه يقول داعيا للتسامح والمحبة بين المصريين:[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. أحمد محرم - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي