حييت من زائر قد جاء مندفعا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة حييت من زائر قد جاء مندفعا لـ جميل صدقي الزهاوي

اقتباس من قصيدة حييت من زائر قد جاء مندفعا لـ جميل صدقي الزهاوي

حييت من زائر قد جاء مندفعا

يسير منخفضاً طوراً ومرتفعا

مؤملاً أن يرى بالعين ما سمعا

لَقَد تجرد من أوراقه الشجرُ

في الغيط فاليوم لا ظل ولا ثمرُ

حييت من كاتب أثرى به الأدبُ

عليك في الشرق تبني فخرها العربُ

قد جئت بغداد إذ بغداد تضطربُ

نزلت بالروض والأزهار ذاوية

هناك والروض لا غضّ ولا نضرُ

حييت من شاعر للحق مكتنهِ

لشعره الشرق ألقى سمع منتبهِ

أتى فرحب أهل الرافدين به

بكيت والشعر حتى فاضَ دمعكما

فَيا لَها عبرات كلها عبرُ

الشعر أنت وأنت الشعر فيه هدى

بل شعرك الزهر في روق الرَبيع بدا

فطلُّهُ عند غيدان الصباح ندى

شعر هو السحر منثوراً بدائعه

كأَنَّما هي في أسلاكها دررُ

شعر قد ازدانَت الأمصار قاطبة

به وقد بدت الآراء صائبة

فيه وأَصبحت الأمثال ذاهبة

كالماء يجري من الأطواد منحدراً

فينفذ النور فيه ثم ينكسرُ

الشعر سيف وأَنتَ اليوم تصقله

الشعر بند وأَنت اليوم تحمله

الشعر روض وأَنت اليوم بلبله

وأَنت ريحانه المهدي لنا أرجاً

جو العراقين من أرواحه عَطِرُ

يرحب الشعب بابن الذادة العربِ

بابن الدواوين والأقلام والكتبِ

بالعبقرية بالإبداع في الأدبِ

الشعر أَصبح بالأستاذ مغتبطاً

وَبالحضور من الأستاذ يفتخرُ

أما العراق فإنا آملون لهُ

تقدماً قد أَرانا اللَه أَوَّلهُ

مكللاً بالسنى والشعر كلله

وَالشعر يَرجو لَه مستقبلاً نضراً

وَأَول الغيث قطر ثم ينهمرُ

كابدتُ فيه كُلوحَ الليل والغسقا

حتى رأَيتُ ضياء للدجى خرقا

يَلوح في الأفق الشرقي مؤتلقا

إن لم يكن ما أَراه في دجنته

سحراً فظنيَ فيه أنه السحَرُ

قابلتُ لَيلى فَلَم تمدد إليّ يدا

يا وَيلتا إن أتعابي ذهبن سدى

لا كنتُ من شاعر لما أَهين شدا

أَزور لَيلى إليها الوجد يدفعني

وإن حظيَ من لَيلى هو النظر

بانت عشياً وما للبين من سببِ

فَساء من بعد ذاك البين منقلبي

يا لَيتَني كنت أَطوي الأرض في الطلب

إذا اِجتمعت وَلَيلى عند رجعتها

فَقَد تعاتبني لَيلى وأعتذر

لما رأى الشمس تخفى صاحبي نشجا

يا صاحبي إن بعد الشدة الفرجا

ما زالَ لي في انعكاسات الشعاع رجا

إن غابَت الشمس أبقت خلفها شفقاً

فيه لمن هي غابت عنه مدَّكر

إن الأمانيّ حاجات لصاحبها

يَلهو بصادقها طوراً وكاذبها

وَهَل خلت قط نفس من مآربها

ما إن قضى وطراً في نفسه أَحدٌ

إلا تجدد فيها مثله وطر

قد كنت أَقدر أَن أَسعى على قدمي

وأن أغير سير الشعب بالقلمِ

حتى إذا نالَت الأيام من هممي

عجزت عما عليه كنت مقتدراً

والمرء يعجز أَحياناً وَيقتدرُ

وَكنت حيناً عن الأحداث مبتعدا

كموسرٍ راح في لذّاته وغدا

لكنما الدهر لا يؤتي المُنى أَحدا

جرت حوادث مثل السيل جارفة

ودَّ الفَتى أنه في جنبها حجر

وكنت جلداً على الأيام مقتدرا

أغالب الدهر والأحداث والقدرا

وَاليوم إذ بتّ أَشكو السمع والبصرا

عِندي بَقايا قوى ألقى الخطوب بها

وإنما هي أَجناد ستندحر

حاولت مجتهداً أن ينهض العربُ

وأن يقوم بأعباء الهدى الأدبُ

طلبت أَمراً ولما ينجح الطلبُ

ماذا يريدون مني أَن أَقوم به

من بعد ما بان فيّ الوهن والكبرُ

من كان حراً إلى المجد الأثيل صبا

وَالحر إن سيم خسفاً في الحياة أَبى

تباً لمن ناله ضيم وما غضبا

البعض يَرجو سلاماً من ضراعته

وَالنفع إِن جاءَ من ذل هو الضرر

أَقول للغرب وهو اليوم ذو قدرِ

يُلقي على الشرق كف القاهر البطرِ

كفاك ما أَنت تأَتيه من الضرر

للشرق أرهقت لا تخشى حزازته

يا غرب إنك مغرور به أشَرُ

يا أَيُّها الغرب إن الشرق مضطرب

يا أَيُّها الغرب إِنَّ الشرق مغتصب

خفف من الوطء فالأيّام تنقلب

الشرق يشبه بركاناً به حممٌ

أَخاف من أَنه يا غرب ينفجر

ما جاز أن يهضم الإنسان أخوته

وأن يجرب في الإذلال قدرته

فالعدل إن يحسن الإنسان سلطته

كن في سلوكك يا إنسان معتدلا

إلى متى أَنت للإِنسان تحتقرُ

يا سرحة الماء أَنت اليوم وافرة

وأنت ناعمة خضراء ناضرة

لا تأمني الدهر فالأيام قاهرة

يا سرحة الماء إن جاء الخَريف غداً

فإنما هذه الأوراق تنتثرُ

شرح ومعاني كلمات قصيدة حييت من زائر قد جاء مندفعا

قصيدة حييت من زائر قد جاء مندفعا لـ جميل صدقي الزهاوي وعدد أبياتها ستة و ستون.

عن جميل صدقي الزهاوي

جميل صدقي بن محمد فيضي بن الملا أحمد بابان الزهاوي. شاعر، نحى منحى الفلاسفة، من طلائع نهضة الأدب العربي في العصر الحديث، مولده ووفاته ببغداد، كان أبوه مفتياً، وبيته بيت علم ووجاهة في العراق، كردي الأصل، أجداده البابان أمراء السليمانية (شرقي كركوك) ونسبة الزهاوي إلى (زهاو) كانت إمارة مستقلة وهي اليوم من أعمال إيران، وجدته أم أبيه منها. وأول من نسب إليها من أسرته والده محمد فيضي. نظم الشعر بالعربية والفارسية في حداثته. وتقلب في مناصب مختلفة فكان من أعضاء مجلس المعارف ببغداد، ثم من أعضاء محكمة الاستئناف، ثم أستاذاً للفلسفة الإسلامية في (المدرسة الملكية) بالآستانة، وأستاذاً للآداب العربية في دار الفنون بها، فأستاذاً في مدرسة الحقوق ببغداد، فنائباً عن المنتفق في مجلس النواب العثماني، ثم نائباً عن بغداد، فرئيساً للجنة تعريب القوانين في بغداد، ثم من أعضاء مجلس الأعيان العراقي، إلى أن توفي. كتب عن نفسه: كنت في صباي أسمى (المجنون) لحركاتي غير المألوفة، وفي شبابي (الطائش) لنزعتي إلى الطرب، وفي كهولي (الجرىء) لمقاومتي الاستبداد، وفي شيخوختي (الزنديق) لمجاهرتي بآرائي الفلسفية، له مقالات في كبريات المجلات العربية. وله: (الكائنات -ط) في الفلسفة، و (الجاذبية وتعليها -ط) ، و (المجمل مما أرى-ط) ، و (أشراك الداما-خ) ، و (الدفع العام والظواهر الطبيعية والفلكية-ط) صغير، نشر تباعاً في مجلة المقتطف، و (رباعيات الخيام-ط) ترجمها شعراً ونثراً عن الفارسية. وشعره كثير يناهز عشرة آلاف بيت، منه (ديوان الزهاوي-ط) ، و (الكلم المنظوم-ط) ، و (الشذرات-ط) ، و (نزغات الشيطان-خ) وفيه شطحاتة الشعرية، و (رباعيات الزهاوي -ط) ، و (اللباب -ط) ، و (أوشال -ط) .[١]

تعريف جميل صدقي الزهاوي في ويكيبيديا

جميل صدقي بن محمد فيضي ابن الملا أحمد بابان الزهاوي (1279 هـ - 1354 هـ / 1863 - 1936 م): شاعر، من طلائع نهضة الأدب العربي في العصر الحاضر، وهو علم من أعلام الشعر العربي الحديث، ورائد من روّاد التفكير العلمي والنهج الفلسفي. مولده ووفاته ببغداد، كان أبوه مفتيها. وبيته بيت علم ووجاهة في العراق. كردي الأصل، أجداده البابانيون أمراء السليمانية، ونسبة الزهاوي إلى (زهاو) كانت إمارة مستقلة وهي اليوم من أعمال إيران، وجدته أم أبيه منها. وأول من نسب إليها من أسرته والده محمد فيضي الزهاوي.تلقى العلم على يدي أبيه مفتي بغداد، وفي مدرسته التي عُرفت بما تدرسه من العلوم الشرعية الإسلامية والأدب العربي. نظم الشعر بالعربية والفارسية في حداثته. وتقلب في مناصب مختلفة فكان من أعضاء مجلس المعارف ببغداد، ثم من أعضاء محكمة الاستئناف، ثم أستاذا للفلسفة الإسلامية في (المدرسة الملكية) بالآستانة، وأستاذا للآداب العربية في دار الفنون بها، فأستاذا للمجلة في مدرسة الحقوق ببغداد، فنائبا عن المنتفق في مجلس النواب العثماني، ثم نائبا عن بغداد، فرئيسا للجنة تعريب القوانين في بغداد، ثم من أعضاء مجلس الأعيان العراقي، إلى أن توفي.

[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي