حييت من طلل ومن رسم

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة حييت من طلل ومن رسم لـ ابن هتيمل

اقتباس من قصيدة حييت من طلل ومن رسم لـ ابن هتيمل

حُيّيتَ مِن طَلَلٍ وَمِن رَسمِ

كالرَّقمِ أَو كَبَقيَّةِ الرَّقمِ

مَحَتِ الرّياحُ سُطُورَ آيِهِما

ذَرواً فَما يُعرَفنَ بِالوَهمِ

تَبدُو لِعَينِكِ مِن عِراصِهِما

كَفٌ كَمِثل دَوائِرِ الوَشمِ

فَكَأَنَّما كانَت رُبُوعُهُما

لِثَمُودَ أَو لِجَديسَ أَو طَسمِ

يا هَل تُرَى الأيّامُ مُعقِبَةً

زَمَناً يَقيضُ الوصلَ بِالصَّرمِ

ما عَيشُنا الماضي بِذي سَلَمِ

إلاَّ كَأَضغاثٍ مِنَ الحُلمِ

أسَفي عَلَى نُعمٍ وَلا حَرَجٌ

أَن قُلتُ واأسَفاً عَلَى نُعمِ

رُودٌ يَضُمُّ المِسكُ صُورَتَها

تَحتَ الغُلالَةِ أَيَّما ضَمِّ

عَنيَ الشَّبابُ بِها وَحكَّمَها

في الحُسنِ فانتَهَبَتهُ بِالحُكم

صَنَمٌ تَوَشَّحَ خَصرُها هَيَفاً

بِأَغضَّ حِليَةِ ساقِها الفَعمِ

جِسمي بلا روح وراحك يا

ذاتَ اللمى روح بلا جسم

قَد كِدتُ أَقضي مِنكِ مَأرَبَةً

لَولا العَفافُ وَآيَةُ الرَّجمِ

هَيهاتَ مِنكَ عُلُؤٌّ مَرتَبَةٍ

إن نُمتَ أو فَرَّطتَ في الحَزمِ

فاعزِم وَلا تَنظُر لِعاقِبَةٍ

إنَّ النَّجاحَ نَتيجَةُ العَزمِ

مَن لَم يَشِد مَجداً بِمَكرُمَةٍ

وَبَسالَةٍ فَبِناهُ كالهَدمِ

لا غُروَ إن حُلَّمتَ مِن سَفَهٍ

إنَّ العَصا قُرِعَت لِذي الحِلمِ

فإذا سَفُلتَ فَلا يُفيدُكَ مِن

شَيءٍ عُلُوُّ الخالِ والعَمِّ

هَذا عِصامُ جَرَى لِطَيَّتِهِ

ما نالَ لا بِأَبٍ وَلا أُمِّ

وَلو أنَّ مُوسَى كانَ مُعتَصِماً

بِاللهِ ما ألقَوهُ في اليَمِّ

مَلِكٌ إذا كَشَفَ الحِجابَ لَنا

أزرَى بِبَدرِ التَّمِ في التَّمِ

وَإذا تَتَوَّجَ ظَلَّ في فَرَعٍ

تيجانُهُ والبيضُ في غَمِّ

مُتَواضِعٌ بِراً وَمَرحَمَةً

وَهُوَ المَعظَّمُ غايَةَ العِظم

يُقري إذا قَرَتِ الوَرَى لَبَنا

أشهَى الثَّريدِ وَأَطيَبَ اللَّحمِ

وَيَنُوبُ عَن تَقبيلِ راحَتِهِ

لَثمُ الأَشاجِعِ قُبلَةُ الكُمِّ

قُطبٌ تَدُورُ رَحَى الأُمُورِ بِهِ

في طَحنِها والحَربِ والسِّلمِ

خصِمٌ ألَدُّ إذا اعتَصَمتُ بِهِ

أيقَنتَ أنَّكَ فالِجُ الخصمِ

طَلقٌ إذا الزَّمَنُ العَبُوسُ غَدا

جَهمَ السِّنين فَلَيسَ بِالجَهمِ

ثَبتٌ يَسُدُّ الثَّغرَ مِنهُ بِعا

ديِّ الجَلادَة ماجِدٍ عِلمِ

عَزَّت بِعِزَّتِكُم بَنُو حَسَنٍ

واللَّحمُ مُعتَمِدٌ عَلَى العَظمِ

وَأراهُمُ عَن مُعجِزاتِكُمُ

فئَتَينِ مِن عُمي وَمِن صُمِّ

سَخِطَ الَّذي أعطَيتَهُ نَفَرٌ

فَعَمَمتَهُم فرضوه بالرغمِ

داوَيتَ عِلَّتَهُم بِعَلَّتِهمِ

يا مَن يُداوي السُّقمَ بِالسُّقمِ

وَسَقَيتَهُم كَأساً وَما شَعُرُوا

حَتَّى عَلَلتَ السُّمَّ بِالسُّمِّ

إن طاوَلُوكَ لِغايَةٍ بَعُدَت

عَنهُم فَليسَ الحَرفُ كالإسم

أو أَحدَثُوا فِعلاً بِرَأيِهِمُ

مُستَقبَلاً فابداه بِالجَزمِ

لا تَستَشِر في فُرصَةٍ عَرَضَت

فالحَزمُ دَفعُ الظُّلمِ بِالظُّلمِ

وَأرَى تَوَقّي الظُّلمَ في فِئَةٍ

مِن غَيرِ حِزبِكَ غايَةَ الإثمِ

يا مَن غَنيتُ بِفَضلِ نِعمَتِهِ

في الأَرضِ عَن عَرَبٍ وَعن عُجمِ

حَسبي وَحَسبُكَ عَن وَليِّك ما

قَدَّمتَهُ فَي دِقَّةِ الجِسمِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة حييت من طلل ومن رسم

قصيدة حييت من طلل ومن رسم لـ ابن هتيمل وعدد أبياتها تسعة و ثلاثون.

عن ابن هتيمل

ابن هتيمل

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي