حي أقمار النصارى
أبيات قصيدة حي أقمار النصارى لـ جعفر الشرقي

حي أقمار النصارى
تخذت في الكوخ دارا
وظباء في كناس
ما تألفن النفارا
في شموس من وجوه
أبداً ما تتوارى
تحسب البذلة صوناً
وتعد الستر عارا
وكذا الأنجم طراً
لعلي دين النصارى
ومحيا إن تبدى
بهر العقل إبتهارا
بك يا ذات المحيا
اقسم اليوم جهارا
إنما جعدك ليل
وبه البدر استنارا
بي غريرات جفون
هي كالسيف غرارا
لم تزل سكرى صواحي
وبها الناس سكارى
ذات قد أن تثنى
حقر الغصن احتقارا
خلت ماء الحسن فيه
شب في الخدين نارا
لم تكن تجرع خمراً
غير ما لاث الخمارا
أيها الحادي عليها
إحبس العيس نهارا
علماً تبدو منها
اضلع راحت حرارا
فهو أن يجني وروداً
فشقيقاً وبهارا
أو تشأ تنشق طيباً
تلق شيحاً وعرارا
فبرغمي اليوم عنها
مدلجاً ركبي سارا
قد سرينا عن قلوب
عندها ضلت أسارا
بحسوم باليات
ذاقت الموت مرارا
كبدي للبعد عنها
قد غدا يقدح نارا
ولذا شكواي منها
من فمي طارت شرارا
ليتني واريت أهلي
ولها أصبحت جارا
أنا لا أبغي دياراً
إن أنل بغداد دارا
ليتني استبدلت عنها
ويك بالكرخ ديارا
عبلة الساعد فيه
لم تكن تسعد دارا
قلت إذ قال السوارى
ما له عني توارى
أين خلخالك قالت
غاص في الساق وغارا
معصم يدعو عليه
كل من صاغ السوارا
عذب الصاغة في ال
ذوق فصاغته مرارا
كم شكى من ساعديها
قائلاً أخشى إنكسارا
أأواري مثل هذا
ولخلخالي اشارا
وبنا قد حل خصر
حوله الزنار دارا
مثقلاً منها بردف
ملئت منه الأزارا
أنت يا آية عيسى
بك أصبحنا نصارى
كم وكم تحيي ميتاً
بثرى العشق توارا
وبنا من ناظريك
ملك يبدو اقتدارا
يصرع الأسد وتبدي
لي جفناه انكسارا
فهو ان ينظر شزرا
ولّت الناس فرارا
لم أكن للبيض أخشى
قبل عينيك الشفارا
ما رأينا لا وعيسى
مثل عينيك إحورارا
لو رآه الظبي يوماً
لثنى الطرف وسارا
قد أرى للبدر حسناً
أمحياك استعارا
ولوجه الشمس نوراً
هو من وجهك نارا
وتلظت في حشاه
غيرة شبته نارا
قد رأينا لك وجهاً
فيه جالينوس حارا
وقع الشر عليه
وبه عقلي طارا
حار ماء الحسن فيه
فإذا الناس حيارا
بي مبيض التراقي
غير إن شيب إصفرارا
من لجين صيغ لكن
قد أطلوه نضارا
سلبت مني قلباً
سكنت منه القرارا
فأنا القائل لما
سار مولاي فمارى
حي بالكرخ كناسا
قد تخذناه مزارا
منسكاً أرمي عليه
جمر احشائي جمارا
شرح ومعاني كلمات قصيدة حي أقمار النصارى
قصيدة حي أقمار النصارى لـ جعفر الشرقي وعدد أبياتها أربعة و خمسون.
عن جعفر الشرقي
الشيخ جعفر بن محمد حسن بن أحمد بن موسى بن حسن بن راشد بن نعمة بن حسين الشرقي. أحد مفاخر عصره في العلم والأدب. ولد في النجف، ونشأ بها نشأة علمية وأدبية رفعته إلى مقام الزعامة، له ديوان شعر. توفي في النجف.[١]
تعريف جعفر الشرقي في ويكيبيديا
جعفر بن محمد حسن الشرقي الخاقاني الحميري (1843 - 1891) فقيه مسلم وشاعر عراقي في القرن 19 م/13 هـ. ولد في النجف. كان جده لأمه وأبوه من علماء عصره. نبغ في نظم الشعر وترأس الحركة الأدبية في زمنه في النجف، وكان مجلسه مشهوراً، وقد صنف كتباً في الفقه والأصول، كما أن عدداً من أعلام الأدب في عصره أخذوا الأدب عنه. توفي في مسقط رأسه ودفن في العتبة العلوية.[٢]
- ↑ معجم الشعراء العرب
- ↑ جعفر الشرقي - ويكيبيديا