حي وجها من الرياض وسيما

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة حي وجها من الرياض وسيما لـ ابن قلاقس

اقتباس من قصيدة حي وجها من الرياض وسيما لـ ابن قلاقس

حَيِّ وجهاً من الرياضِ وَسيما

غابَ عن ناظري فأهْدَى النَّسيما

عاودَتْنا البَليلُ عنه بِلَيْلٍ

فأَعادَتْ لنا الحديثَ القديما

طَرَقَتْنَا زيارةُ الطَّيفِ حُلْماً

فاسْتَخَفَّتْ منا اللبيبَ الحليما

وأَحالَتْ على الفؤادِ غراماً

طالَ تردادُهُ فصارَ غريما

ذَكَّرتنا عهدَ المُقيم على العه

دِ وإِن لم يكُنْ عليه مُقيما

والرسومَ التي أَقامَ التَّصابي

في رُباها كما أَردْنا الرُّسوما

لبسَتْ مَعْلَمَ الرّبيعِ وكم أَلْ

بَسَهَا فيه المَعْلَمَ المَعْلُوما

مِنْ مُدامٍ لا عُذْرَ للخالِعِ العُذْ

رَ عليها أَنْ لا يكونَ مُديما

بعثَتْ نَفْحَةَ الجِنانِ من الكأْ

سِ وشَبَّتْ في جانِبَيْهَا الجحيما

أَتُراها إِذ أَدركَتْ عصرَ إِبرا

هيمَ جاءَتْ بنارِ إِبراهيما

فأَعِدْنِي لشُرْبِها أَو فَعِدْني

أَو فَعُدْنِي كما تعودُ السَّقيما

وإِذا هَوَّمَتْ صروفُ الليالي

فاطْرِحْ باعتناقِها التَّهويما

لا تَدَعْ ليلَكَ البهيمَ وقد فُزْ

تَ بها غُرَّةٌ يَمُرُّ بَهيمها

وَأَدِرْها إِنْ شئتَ بالجامِ شمساً

في دُجَاهُ أَو بالكؤوسِ نُجوما

أَنا مالِي وللملاحَةِ فيها

إِن أَطَعْتُ الملامَ كنت مُليِما

لو نَهَاني الإِمامُ مثْلُكَ عنها

لَعَصَيْتُ الإِمامَ والمأَمونا

فادْعُنِي ثانيَ ابْنَ هانِي انْهِتاكاً

وانْهِماكاً لا مَنْظَراً وشَمِيما

وارتكابُ التحريمِ يسهُلُ فيها

حينَ نرجو له الغَفورَ الرحيما

هاتِ بنت الكرومِ صِرْفاً ودَعْنِي

في يَديْ ياسرٍ أَعيشُ كريما

زرتُ منه من لا يَمَلُّ مِنَ النَّع

ماءِ بَذْلاً فهل أَمَلُّ النَّعيما

ولكم حامَ حُسْنُ ظَنِّي عليهِ

واقتناصُ البازِيِّ في أَن يحوما

خَفَقَتْ بي إِليه قادِمَةُ الشَّو

قِ وبُشْرَايَ إِذ رُزِقْتُ القُدوما

ملِكٌ شاعِرُ السّماحَةِ يأْبَى

أَنْ يَمَلَّ التَّسْهِيم والتَّقْسِيما

وخطيبُ الحُسام أَفْصَحُ ما كا

نَ كلاماً إِذا أَثارَ الكُلوما

أَخذَ الدَّهْرُ ذِمَّةً من يَدَيْهِ

مَنَعَتْهُ من أَنْ يكونَ ذميما

واستجارَتْ به الليالي فأَلْقَتْ

لِعُلاَهُ الإِقرارَ والتَّسْلِيما

شَرَّدَ الظُّلْمَ والظَّلامَ فقالتْ

خَيْلُهُ في مَغَارِها والظَّليما

هِمَّةٌ تنشئُ الحَسُودَ وتُنْشِى

أَبداً بَيْنَ جانبَيْهِ الهُموما

أَريحيٌّ بنى له الجودُ بيتاً

قد أَطافَ الورى به تعظيما

ووسيمُ الجبينِ يظهر فيه

من بلالٍ أَبيهِ أَوْضَحَ سِيما

شرفٌ زاحَمَ النجومَ بفودَيْ

هِ ومجدٌ رَسَا فَشَقَّ النُّجوما

وندًى دولةُ الأَميرَيْن منه

حَرَمٌ لا تَرَى به محروما

جَرَّدا منه صارماً شفْرَتَاهُ

تركَتْ عُمْرَ قِرْنِهِ مَصْرُوما

وأَقاماهُ للوزارةِ كهفاً

مانعاً كلَّ ناهضٍ أَن يقوما

فامتطى عابراً لها صهوةَ الإِقْ

دامِ حتى أَنالَها التَّقْدِيما

وشديدٌ على بناِت مِخاضٍ

أَنْ تُجارِي إِلى مَدَاها القُروما

أَيّها القاطعُ الفلاةَ إِكاماً

يمتطيها دون الرِّفاق وَكُوما

لا تَظُنَّ الظلامَ يخلع عنه

رُدُنَيْهِ ولا الزَّمانَ الظَّلوما

قم فطالعِ من نَيِّرَيْ آل عِمْرا

نَ بدوراً قد تُمِّمَتْ تتميما

تَلْقَ هارونَ والكلامُ شُجونٌ

حين تلقاهما وموسى الكَلِيما

واعتمِدْ ياسراً خصوصاً تجِدْهُ

فوق ما أًنت ترتجيه عُموما

وخُذِ الدُّرَّ من أَياديه منثور

راً يَعُدْ بعضُهُ له منظوما

ولو أَنَّ القريضَ وفَّاهُ حقّاً

لم يَدَعْ ذا الرَّوِيَّ والبَحْرَ مِيما

فهنيئاً بالعام أَلْبَسَكَ اللّ

هُ به النائلَ الجزيلَ العميما

نِعَمُ اللِّه فيكَ لا نسأَلُ اللّ

هَ إِليها نُعْمَى سِوَى أَن تدوما

ولو أَنِّي فعلتُ كنتُ كمن يس

أَلُهُ وَهْوَ قائمٌ أَن يقوما

شرح ومعاني كلمات قصيدة حي وجها من الرياض وسيما

قصيدة حي وجها من الرياض وسيما لـ ابن قلاقس وعدد أبياتها ستة و أربعون.

عن ابن قلاقس

نصر بن عبد الله بن عبد القوي اللخمي أبو الفتوح الأعز الإسكندري الأزهري. شاعر نبيل، من كبار الكتاب المترسلين، كان في سيرته غموض، ولد ونشأ بالإسكندرية وانتقل إلى القاهرة، فكان فيها من عشراء الأمراء. وكتب إلى فقهاء المدرسة الحافظية بالإسكندرية (ولعله كان من تلاميذها) رسالة ضمّنها قصيدة قال فيها: أرى الدهر أشجاني ببعد وسرني بقرب فاخطأ مرة وأصابا وزار صقلية سنة (563) وكان له فيها أصدقاء، ودخل عدن سنة (565) ثم غادرها بحراً في تجارة، وكان له رسائل كثيرة مع عدد من الأمراء منهم عبد النبي بن مهدي صاحب زبيد: وكان طوافاً بين زبيد وعدن. واستقر بعيذاب، لتوسطها بين مصر والحجاز واليمن، تبعاً لاقتضاء مصالحه التجارية وتوفي بها. وشعره كثير غرق بعضه في أثناء تجارته في البحر، وبعضه في (ديوان - ط) ولمحمد بن نباته المصري (مختارات من ديوان ابن قلاقس - خ) .[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي