خدع الزمان مودة من ثائر

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة خدع الزمان مودة من ثائر لـ مهيار الديلمي

اقتباس من قصيدة خدع الزمان مودة من ثائر لـ مهيار الديلمي

خُدَعُ الزمانِ مودّةٌ من ثائرِ

ومُنَى الحياةِ وتيرةٌ من غادرِ

تغترُّ بالباقين منَّا والذي

فَرَسَ المقدَّمَ رابضٌ للغابرِ

وإذا ذَوى من دَوحةٍ غصنٌ فيا

سَرْعانَ ما يُودَى بآخرَ ناضرِ

يا عاشقَ الدنيا النجاءَ فإنّها

إن ساعدتْ وصَلتْ بنيَّة هاجرِ

لا تَخدَعنَّك بالسرابِ فلم تدع

ظنّاً يُرجِّم فيه وجهُ السافرِ

واردد لحاظَك عن زخارفها تفُزْ

إنّ البلاءَ موكَّلٌ بالناظرِ

خَذَل المحدِّثَ نفسَه بوفائها

تصريحُها بالغدرِ في ابن الناصر

مشت المنونُ إليه غيرَ محصَّنِ ال

جَنَباتِ واغتالته غيرَ محاذرِ

ولو انتحتْه لأنذرتْه وإنما

شبَّ الفجيعةَ أن أُصيبَ بعاثرِ

صَرعتْه مسبِلَة الكِمامِ وإنما

يقع التحفُّظُ من ذِراعَيْ حاسرِ

لم يُنجهِ البيتُ المطنَّبُ بالكوا

كبِ والمعمَّدُ بالهلالِ الزاهرِ

والنسبةُ العلياءُ إن هي شَجَّرتْ

زلِقتْ معارجُها بكلِّ مُفاخرِ

وعصائبٌ مضريّةٌ قرشيّةٌ

خُلقوا لحفظِ وشائجٍ وأَواصرِ

يتراكضون إلى تنجُّزِ ثأرِهم

ولو انه عند الغمام السائرِ

من كلِّ أبلجَ مِنكباه لواؤه

بضفيرتيْه السمهريَّةِ ضافرِ

بَرْدُ النسيم إذا تربَّع عنده

حَرُّ الهجيرِ إذا عرا في ناجرِ

أَنِسٌ بأسبابِ الطلابِ كأنه

ولو امتطى النكباءَ غيرُ مُخاطرِ

كلاَّ ولا أغنتْه عفّةُ نفسه

عن عاجلٍ يُرضِي سواه حاضرِ

ولقاؤه شهواتِهِ ببصيرةٍ

معصومةٍ عنها وذيلٍ طاهرِ

نرجو لصالحنا تطاوُلَ عمره

تعبٌ رجاءُ ولادةٍ من عاقرِ

لو خُلِّد ابنُ البَرِّ أو أمِنَ الردَى

لعفافه لم يولَد ابنُ الفاجرِ

أو كان يَسلم بالشجاعة ربُّها

لم تَطوِ مقبوراً حَفيرةُ قابرِ

بالكُرهِ فارق سيف عمرٍو كفّه

وتقلَّصت عن رمحه يدُ عامرِ

سقت الغيوثُ أبا الحسين ثراك ما

سقت الحسينَ أباك عينُ الزائرِ

ومن الغرام وفيه ماءٌ هامعٌ

منه دُعايَ له بماءٍ قاطرِ

أبكيك لا ما تستحقُّ وجهدُ ما

تَسَعُ الصبابةُ أن تسيلَ مَحاجري

وأُشارك النُّوَّاحَ فيك بأنّني

أرثيك فالتأبين نَوحُ الشاعرِ

وأَمَا وبدرَيْ هاشمٍ وَلَدَيْكَ ما

مبقيهما ذكراً له بالداثرِ

إن لا يكونا نسلَ ظهرِكَ فالذي

نشراه بابنِ الظَّهر ليس بناشرِ

وإذا الفتى ضعُفتْ مؤازرةُ ابنه

في الأمر فابنُ الأختِ خيرُ مؤازرِ

أبواك وابناك الفخارُ بأسرِهِ

والمجدُ يورَثُ كابراً عن كابرِ

لا تحسبَنَّ الموتَ راع حماهما

فالسارقُ المغتالُ غيرُ القاهرِ

أقسمتُ لو لحِقَاك قبلَ وصلوه

ما كان بينهما عليك بقادرِ

مَنْ مُبلِغٌ حَيّاً يُجَمِّعُ عِزُّهُ

غَرْبَىْ حُسامِ بني الحسين الباترِ

صبراً وإن فُرِك العزاءُ فإنّه

كنزُ الثوابِ ذخيرةٌ للصابرِ

هو حُكمُ عدلٍ لا يُردُّ وكان ما

يَهِنُ القلوبَ لو انه من جائرِ

حفِظَ العلا لكما مشيِّدُ عرشها

بكما فلا معمورَ بعد العامرِ

وإذا جَرَتْ ريحُ الحوادث عاصفاً

فلتنحرِفْ عن ذا الخِضمِّ الزاخرِ

وكفَى حسودَكما الشقيَّ علاجُهُ

غيظ الهجينِ من العتيقِ الضامرِ

لا غرَّني منه السكوتُ فإنه

خوفَ العقابِ سكينةٌ في نافرِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة خدع الزمان مودة من ثائر

قصيدة خدع الزمان مودة من ثائر لـ مهيار الديلمي وعدد أبياتها أربعون.

عن مهيار الديلمي

مهيار بن مرزويه، أبو الحسن الديلمي. شاعر كبير في أسلوبه قوة وفي معانيه ابتكار، قال الحر العاملي: جمع مهيار بين فصاحة العرب ومعاني العجم، وقال الزبيدي: (الديلمي) شاعر زمانه فارسي الأصل من أهل بغداد، كان منزله فيها بدرب رباح، من الكرخ، وبها وفاته. ويرى (هوار) أنه ولد في الديلم (جنوب جيلان على بحر قزوين) وأنه استخدم في بغداد للترجمة عن الفارسية. وكان مجوسياً وأسلم سنة 494هـ على يد الشريف الرضي. وتشيع وغلا في تشيعه وسب بعض الصحابة في شعره، حتى قال له أبو القاسم ابن برهان: يا مهيار انتقلت من زاوية في النار إلى أخرى فيها.[١]

تعريف مهيار الديلمي في ويكيبيديا

أبو الحسن - أو أبوالحسين - مِهيَارُ بن مروزيه الديّلمِيُّ (توفي 428 هـ / 1037 م) كاتب وشاعر فارسي الأصل، من أهل بغداد. كان منزله في بغداد بدرب رباح من الكرخ. كان مجوسياً فأسلم، ويقال إن إسلامه سنة 384 هـ كان على يد الشريف الرضي أبي الحسن محمد الموسوي وهو شيخه، وعليه تخرج في نظم الشعر، وقد وازن كثيرا من قصائده، ويقول القمي: (كان من غلمانه). قال له أبو القاسم ابن برهان: «يا مهيار قد انتقلت بأسوبك في النار من زاوية إلى زاوية»، فقال: «وكيف ذاك؟» قال: «كنت مجوسيا فصرت تسب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في شعرك». ويرى هوار أنه وُلِدَ في الدَّيلم، في جنوب جيلان، على بحر قزوين، وأنه استخدم في بغداد للترجمة عن الفارسية. كان ينعته مترجموه بالكاتب، ولعله كان من كتاب الديوان. كان شاعرا جزل القول، مقدما على أهل وقته، وله ديوان شعر كبير يدخل في أربع مجلدات، وهو رقيق الحاشية طويل النفس في قصائده. ذكره الحافظ أبو بكر الخطيب في كتابه تاريخ بغداد وأثنى عليه وقال: «كنت أراه يحضر جامع المنصور في أيام الجمعات [يعني ببغداد] ويقرأ عليه ديوان شعره ولم يقدر لي أسمع منه شيئاً». قال الحر العاملي: جمع مهيار بين فصاحة العرب ومعاني العجم.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. مهيار الديلمي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي