خدع الشوق فؤادي فانخدع

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة خدع الشوق فؤادي فانخدع لـ لسان الدين بن الخطيب

اقتباس من قصيدة خدع الشوق فؤادي فانخدع لـ لسان الدين بن الخطيب

خدَعَ الشّوْقُ فؤادي فانخَدَعْ

أفَلا أقْصَرَ شَيْئاً وارتَدَعْ

ثمّ لمّا حَلّ في فخِّ الهَوى

طَيْرُهُ بعْدَ حِذارٍ ووَقَعْ

قيّضَ اللّهُ لهُ يوْمَ النّوى

اشْعَلَ النّارَ بهِ حتى انْصَدَعْ

يا عُرَيْبَ الشِّعْبِ منْ وادِي النّقا

أخْضَلَ الغَيْثُ رُباكُمْ ونَقَعْ

أخْلَقَ الصّبْرُ فَما في ثوْبِه

أبَداً واللّهِ لي مِنْ مُنتَفَعْ

قُلْتُ فارقْتُ شَبابي وحْدَهُ

فإذا الدُنْيا ومَا فِيها تبَعْ

هلْ لهَذا البَيْنِ منْ مُجتَمَع

أوْ لهَذا المُرْتَجى منْ مُرْتَجَعْ

طمَعَتْ نَفْسي بزَوْرٍ غرَّها

فهْيَ تجْني بعْدَهُ عُقْبَى الطّمَعْ

والّذي أظْمأ لوْ شاءَ سَقَى

والذي فرّقَ لوْ شاءَ جمَعْ

يا نَسيمَ الرّيحِ إنْ جِئْتَ الحِمَى

بعدَما طبّقَ غيْمٌ وارتفَعْ

وتلوّمْتَ بأكْنافِ سَلا

ترْفَعُ الدّوْحَ قَليلاً وتضَعْ

قُلْ لَوادي الغَبْطِ هلْ منْ عوْدَةٍ

يصِلُ الأنْسُ لدَيْها ما قطَعْ

أوْ على مرْجِ حَمامٍ خطْرَةٌ

ما سرَتْ في خاطِري إلا انْجَمَعْ

أوْ بأَسْمِيرَ لَنا منْ سمَرٍ

أو علَى ناظورِها منْ مُجتمَعْ

وسَقَى شَلّةَ عهْدٌ مُغْدِق

هَمى في الرّبْعِ منْها وهَمَعْ

ورِباطَ الفَتْحِ يا حَيَّ الحَيا

ما بَنى المَنْصور فيهِ واخْتَرَعْ

ورِياضُ الشّيْخ كمْ مرْأى لَنا

فيهِ يُزْري بالنُهَى أو مُسْتَمَعْ

دبّجَ الغيثُ بهِ خُضْرَ الرُّبى

كيْفَما شاء ووشّى ووشَعْ

فإذا جاءَتْ تحيّاتُ الصَّبا

سجَدَ الدّوْحُ خُشوعاً وركَعْ

سئِمَتْ أغْصانُه دَيْنَ الصَّبا

فهْيَ تقْضي دُفَعاً بعْدَ دُفَعْ

تَنْشُرُ الزّهْرُ علَيْنا ورَقًا

نقَشَ الكوْنُ علَيْها وطَبَعْ

سكّةُ اللهِ فسُبْحانَ الذي

قدّرَ الصّرْفَ وأعطى ومنَعْ

وأطاعَتْ بأبي العاصِي المُنَى

فلَكَمْ بابٍ الى الأُنْسِ شرَعْ

وعلى المَلْحَد منْ شرْقِيِّه

رَحْمَةُ اللهِ فكمْ فضْلٍ جمَعْ

فيهِ أوْدَعْتُ فؤادي في الثّرَى

ولبِسْتُ الحُزْنَ ثوْباً لوْ نفَعْ

إنْ سَلا قَلْبي منْ بعْدِ سَلا

فإلى الغَدْرِ بِلا شكٍّ نزَعْ

ثمَرُ القلْبِ بِها خلّفْتُهُ

هلْ لقَلْبي بعْدَها منْ مُنتَجَعْ

أمْتَعَ الدّهْرُ بِها لمّا سَها

ثمّ لمّا اسْتَشْعَرَ السّهْوَ رفَعْ

وإذا جِئْتُ رُبوعاً بعْدَها

فعلَ اللّهُ بقَلْبي وصنَعْ

أبلغَنْ صَحْبي بِها مَمْحوضَةً

ناظَرَ المِسْكَ شَذاها فانْقَطَعْ

بِوَلِيِّ اللهِ فابدَأ واقْتَصِدْ

واحِد الآحادِ في بابِ الوَرَعْ

وعلَى عبْدِ العزيزِ اعْطِفْ تجِدْ

ناسِكاً للّهِ والنّاسِ اتّضَعْ

والى الزّاويةَ العُلْيا التَفِتْ

فهْيَ مثْوَى مَنْ عنِ الغَيِّ نَزَعْ

وأبْلِغِ الأحْبابَ عنّي أنّنِي

فَجَأ البَيْنُ فؤادِي وفجَعْ

حَيِّ بالرّضْوان عنّي ابْنَ رِضي

فرْعَ مجْدٍ قُنّةَ المجْدِ فرَعْ

سُنّةُ الفَضْلِ بهِ قامَتْ وقَدْ

أُحدِثَتْ منْ فضْلِهِ فِيها بِدَعْ

حسَبٌ زاكٍ ونَفْسٌ حُرّةٌ

وطِباعٌ لمْ يُدنِّسْها الطّبَعْ

وابْنَ حَمْدين بحَمْدي فابْتَدرْ

أيَّ ندْبٍ رايَةَ السّورِ رفَعْ

بَيْتُ عِلْمٍ وقَضاءٍ وعُلَى

أوْتَرَ المَعْروفُ فيهِ وشَفَعْ

وابْنَ داوُودَ بودّي فابْتَدِرْ

فهْوَ في الخُلّةِ صُبْحٌ قدْ سَطَعْ

حَكَميُّ البيْتِ في مَكْمَنِه

نامَ ذو الحِكمَةِ فنّاً واضْطَجَعْ

وابْنَ غِياثٍ غِياثٌ وشِفا

جُملةَ الخَلْقِ بهِ اللّهُ نفَعْ

ولعُثْمانَ ارْوِ عنّي وابْنِه

حُسْنَ عهْدي دَرّةَ الرّعْي رضَعْ

واذكُرِ الصَّبّاغَ عبْدَ اللهِ إنْ

رجّعَ الشّدْوَ وبالذِّكْرِ سجَعْ

ولْتَصِفْ شَقْرونَ بالسّعْدِ وإن

قيلَ أيُّ السّعْدِ قُلْ سعْدُ بُلَعْ

يا لَهُمْ منْ سادَةٍ جرّعَني

بيْنَهُمْ منْ مضَض البَيْنِ جُرَعْ

زَرعُوا فيّ جَميلاً فجَنَوْا

يحْصِدُ الإنسانُ إلاّ ما زَرَعْ

سلّم اللهُ علَى أهْلِ سَلا

ما صَباحٌ لاحَ أوْ برْقٌ لمَعْ

شرح ومعاني كلمات قصيدة خدع الشوق فؤادي فانخدع

قصيدة خدع الشوق فؤادي فانخدع لـ لسان الدين بن الخطيب وعدد أبياتها ثمانية و أربعون.

عن لسان الدين بن الخطيب

محمد بن عبد الله بن سعيد السلماني اللوشي الأصل، الغرناطي الأندلسي، أبو عبد الله الشهير بلسان الدين بن الخطيب. وزير مؤرخ أديب نبيل. كان أسلافه يعرفون ببني الوزير. ولد ونشأ بغرناطة. واستوزره سلطانها أبو الحجاج يوسف بن إسماعيل (سنة 733هـ) ثم ابنه (الغني بالله) محمد، من بعده. وعظمت مكانته. وشعر بسعي حاسديه في الوشاية به، فكاتب السلطان عبد العزيز بن علي الميني، برغبته في الرحلة إليه. وترك الأندلس خلسة إلى جبل طارق، ومنه إلى سبتة فتلمسان (سنة773) وكان السلطان عبد العزيز بها، فبالغ في إكرامه، وأرسل سفيراً من لدنه إلى غرناطة بطلب أهله وولده، فجاؤوه مكرمين. واستقر بفاس القديمة. واشترى ضياعاً وحفظت عليه رسومه السلطانية. ومات عبد العزيز، وخلفه ابنه السعيد بالله، وخلع هذا، فتولى المغرب السلطان (المستنصر) أحمد بن إبراهيم، وقد ساعده (الغني بالله) صاحب غرناطة مشترطاً عليه شروطاً منها تسليمه (ابن الخطيب) فقبض عليه المستنصر)) . وكتب بذلك إلى الغني بالله، فأرسل هذا وزيره (ابن زمرك) إلى فاس، فعقد بها مجلس الشورى، وأحضر ابن الخطيب، فوجهت إليه تهمة (الزندقة) و (سلوك مذهب الفلاسفة) وأفتى بعض الفقهاء بقتله، فأعيد إلى السجن. ودس له رئيس الشورى (واسمه سليمان بن داود) بعض الأوغاد (كما يقول المؤرخ السلاوي) من حاشيته، فدخلوا عليه السجن ليلاً، وخنقوه. ثم دفن في مقبرة (باب المحروق) بفاس. وكان يلقب بذي الوزاتين: القلم والسيف؛ ويقال له (ذو العمرين) لاشتغاله بالتصنيف في ليله، وبتدبير المملكة في نهاره. ومؤلفاته تقع في نحو ستين كتاباً، منها (الإحاطة في تاريخ غرناطة) ، و (الإعلام فيمن بويع قبل الاحتلام من ملوك الإسلام-خ) في مجلدين، طبعت نبذة منه، و (اللمحة البدرية في الدولة النصرية-ط) .[١]

تعريف لسان الدين بن الخطيب في ويكيبيديا

محمد بن عبد الله بن سعيد بن عبد الله بن سعيد بن علي بن أحمد السّلماني الخطيب الشهير لسان الدين ابن الخطيب ولقب ذو الوزارتين وذو العمرين وذو الميتين، (لوشة، 25 رجب 713 هـ/1313م - فاس، 776 هـ/ 1374م) كان علامة أندلسيا فكان شاعرا وكاتبا وفقيها مالكيا ومؤرخا وفيلسوف وطبيبا وسياسيا من الأندلس درس الأدب والطب والفلسفة في جامعة القرويين بمدينة فاس. يشتهر بتأليف قصيدة جادك الغيث وغيرها من القصائد والمؤلفات. قضّى معظم حياته في غرناطة في خدمة بلاط محمد الخامس من بني نصر وعرف بلقب ذي الوزارتين: الأدب والسيف. نـُقِشت أشعاره على حوائط قصر الحمراء بغرناطة. نشأ لسان الدين في أسرة عرفت بالعلم والفضل والجاه، وكان جده الثالث «سعيد» يجلس للعلم والوعظ فعرف بالخطيب ثم لحق اللقب بالأسرة منذ إقامتها في لوشة وكانت أسرة ابن الخطيب من إحدى القبائل العربية القحطانية التي وفدت إلى الأندلس، وتأدّب في غرناطة على شيوخها، فأخذ عنهم القرآن، والفقه، والتفسير، واللغة، والرواية، والطب.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي