خذوا لقلبي أمانا من تجنيه

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة خذوا لقلبي أمانا من تجنيه لـ ابن قلاقس

اقتباس من قصيدة خذوا لقلبي أمانا من تجنيه لـ ابن قلاقس

خُذوا لقلبي أماناً من تجنّيهِ

فما به من لهيبِ الوجدِ يكفيهِ

أعشى عليه ضِراماً بات يُلهِبهُ

بخاطري وهو عندي ساكنٌ فيه

علِقْتُ منه ببدرٍ في محاسنِه

فمُقلَتي بجفونِ السُحْبِ تبْكيهِ

مَنْ لي وأملكُ بي مني لواحظُه

بأنْ أقولَ بنفسي اليومَ أفديهِ

القربُ والبُعْدُ أوصافٌ تُلازمهُ

فالتّيهُ يُبعدُه والحبُّ يُدْنيهِ

أهوى المُدامَ أدارتْها مراشفُهُ

وأعشقُ الغُصْنَ أهداهُ تثنّيهِ

كم أكتمُ الحبَّ والأشجانُ تُظْهِرُهُ

وأنشُرُ الصّبْر والتّبريحُ يَطويهِ

هو الحفاظُ وإن لم أخشَ عاديةً

أفي أحاشِيهِ أن يُصغي لواشيهِ

يا قاتلَ الله عينيهِ فكمْ فتكَتْ

صبّاً بواديْهِ لم يظفَرْ بواديهِ

حلّ الحِمى فتحلّى باسمِ منزلِه

وعُطِّلتْ من معانيهِ مَغانِيهِ

ربْعٌ أيادي الرياحِ الهوجِ تهدِمُه

والحبُّ بين ضلوعِ الصّبِّ يَبْنيهِ

إن أسقَتْهُ الليالي بعدَ صحّتهِ

فهو الدّواءُ لمن أعيى تَداويهِ

وبيتُ حُبٍّ دعانا للطّوافِ به

فلستَ تسمعُ إلا من يُلبّيهِ

إذ لا جُمارَ سوى دمعي فأقذِفُها

ولا هديَّ سوى قلبي فأُهديهِ

ركبتُ ظهرَ غرامي نحوَهُ فسَرى

والشوقُ هاديهِ والتّبريحُ حاديهِ

حتى علِقْتُ بأستارِ الجمالِ به

وقلتُ رُحماكَ يا مستعذِبَ التّيهِ

هل منكَ في عرَفاتِ الحسنِ عرْفُ جدًى

أو في مِنى الطّرفِ من منٍّ أرجّيهِ

عجبتُ من مستَميحِ الباخلينَ ندىً

وغيثُ أحمدَ قد سحّتْ عزاليهِ

الحافظُ الدّينَ والحامي مسارحَهُ

والحارسُ الفضلَ والكالي نواحيهِ

فالشرْعُ أزهرُ مصقولٌ جوانبُه

والدّينُ أخضرُ مطلولٌ مراعِيهِ

أغرُّ يصدعُ بالعلم اليقينِ حشى

ما أحدثَ الناسُ من جهلٍ وتمويهِ

ما زال يبسطُ والأيامُ قابضةٌ

ويُرتَجى في دُجى خطبٍ فيُرْجيهِ

يُعدي الأعادي على أموالِه كرَماً

وينثَني فيعفّي فقرَ عافيهِ

فما تستّرُ عن مدحٍ مناقبهُ

ولا تجرّدُ عن حمدٍ مساعِيهِ

حسبُ الشريعةِ أنّ الله شيّدَها

بمَنْ أقرّ بما فيه مُنافيه

بحافظٍ ما تجلّى صُبْحَ مكرمةٍ

إلا انْجَلى من ظلامِ الشّكّ داجيهِ

يروي فيُروى غليلُ الدين من حصَرٍ

أدناهُ نقلاً وقد شطّتْ مراميهِ

كم مُقفَلٍ ضلّ فيه العقلُ فانفرجَتْ

أرجاؤه لحجاهُ عن معانيهِ

وموبَقٍ قد سقاهُ غيثَ فِطنتِه

مُزناً أيادي رياحِ الفكرِ تمريهِ

ومجدِبِ العيش وافى منه ذا كرَمٍ

يُميتُ جدْواهُ والأشعارُ تُحيْييهِ

وناظمٍ دُرَّ شعرٍ منه أحرزه

يُعينه بمَعانيهِ ويُغنيهِ

كالبحرِ والكافُ إن أنصفتَ زائدةٌ

فيه فلا تحسَبْنَها كافَ تَشبيهِ

يا حافظاً نال أقصى الفضلِ ممتَطِياً

مطّاً من العزمِ يُنضيهِ ويُمْضيهِ

إذا تصرّمَ عامٌ أنت عامرُه

فكلُّ أيامِه عيدٌ لنا فيهِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة خذوا لقلبي أمانا من تجنيه

قصيدة خذوا لقلبي أمانا من تجنيه لـ ابن قلاقس وعدد أبياتها أربعة و ثلاثون.

عن ابن قلاقس

نصر بن عبد الله بن عبد القوي اللخمي أبو الفتوح الأعز الإسكندري الأزهري. شاعر نبيل، من كبار الكتاب المترسلين، كان في سيرته غموض، ولد ونشأ بالإسكندرية وانتقل إلى القاهرة، فكان فيها من عشراء الأمراء. وكتب إلى فقهاء المدرسة الحافظية بالإسكندرية (ولعله كان من تلاميذها) رسالة ضمّنها قصيدة قال فيها: أرى الدهر أشجاني ببعد وسرني بقرب فاخطأ مرة وأصابا وزار صقلية سنة (563) وكان له فيها أصدقاء، ودخل عدن سنة (565) ثم غادرها بحراً في تجارة، وكان له رسائل كثيرة مع عدد من الأمراء منهم عبد النبي بن مهدي صاحب زبيد: وكان طوافاً بين زبيد وعدن. واستقر بعيذاب، لتوسطها بين مصر والحجاز واليمن، تبعاً لاقتضاء مصالحه التجارية وتوفي بها. وشعره كثير غرق بعضه في أثناء تجارته في البحر، وبعضه في (ديوان - ط) ولمحمد بن نباته المصري (مختارات من ديوان ابن قلاقس - خ) .[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي