خذ من الدهر لي نصيب
أبيات قصيدة خذ من الدهر لي نصيب لـ صفي الدين الحلي
خُذ مِنَ الدَهرِ لي نَصيب
وَاِغتَنِم غَفلَةَ القَدَر
لَيسَ طولُ المَدى نَصيب
صَفوِ عَيشٍ بِلا كَدَر
فَاِجلُ لي كاعِباً عَروس
لَم تَرُعها يَدُ المِزاج
نَشرُها عَطَّرَ الكُؤوس
وَكَسا نورُها الزُجاج
في الضُحى تُشبِهُ الشُموس
وَهيَ تَحتَ الدُجى سِراج
فَاِرشِفِ الراحَ يا حَبيب
إِنَّ في ذاكَ مُعتَبَر
لِتَرى الشَمسَ إِذ يَغيب
نورُها في فَمِ القَمَر
في رِياضٍ بِها الشَقيق
قَد جَلا بَهجَةَ التَمام
وَزَها زَهرُها الأَنيق
إِذ بَكَت أَعيُنُ الغَمام
وَاِنثَنى غُصنُها الوَريق
فَشَدَت فَوقَهُ الحَمام
قامَ شَحرورُها خَطيب
راقِياً مِنبَرَ الشَجَر
كُلَّما ناحَ عَندَليب
نَقَّطَ الدَوحَ بِالزَهَر
قُم فَإِنّي أَرى الزَمان
مُحسِناً بَعدَما أَسا
قَد أَضا لَيلُهُ وَكان
صُبحُهُ يُشبِهُ المَسا
تاهَ مِن عُجبِهِ فَلان
صَعبُهُ بَعدَما قَسا
قَد بَدا عِزُّهُ المَهيب
وَبِمَنصورِهِ اِنتَصَر
وَرَأى فَتحَهُ القَريب
مِن أَبي الفَتحِ يُنتَظَر
مَلِكٌ أَضحَكَ السُيوف
فَبَكَت أَعيُنُ العِدى
جَدَعَت بيضُهُ الأُنوف
وَرَوَت كَفُّهُ الصَدى
صارِمٌ يُمطِرُ الحُتوف
وَيَدٌ تُمطِرُ النَدى
لَو دَعا عَزمُهُ النَجيب
لِقَضا اللَهِ وَالقَدَر
جاءَهُ طائِعاً مُجيب
سامِعاً ما بِهِ أَمَر
قَد حَمى رَبعُهُ الحُصون
فَهوَ لِلناسِ مُلتَجا
وَإِذا خابَتِ الظُنون
عِندَهُ يَصدُقُ الرَجا
المُنى فيهِ وَالمَنون
فَهوَ يُغشى وَيُرتَجى
حَبَّذا رَبعُهُ الخَصيب
فيهِ يَستَبشِرُ البَشَر
فاقَ في جودِهِ الخَصيب
وَسَمَت أَرضُهُ مُضَر
قَد عَلا مَجدُه فَكاد
هامَةَ المَجدِ يَرتَقي
وَلَهُ أَضحَتِ العِباد
بَينَ راجٍ وَمُتَّقي
باسِطُ العَدلِ في البِلاد
آلُ غازي بنَ أُرتُقِ
مَلِكٌ صَدرُهُ رَحيب
مِنهُ يُستَمطَرُ المَطَر
قَلبُهُ بِالنُهى قَليب
وَهوَ يَومَ الوَغى حَجَر
لَو رَأَينا يا اِبنَ الكِرام
مِثلَ عُلياكَ في الدُوَل
لَنَظَمنا مِنَ الكَلام
ضِعفَ ما نَظَمَ الأُوَل
دُرُّ لَفظٍ مِنَ النِظام
مُخجِلٌ سَبعَها الطُوَل
فَاِعتَبِر أَيُّها اللَبيب
هَذِهِ السَبعَةَ القِصَر
فيكُم لَفظُها يَطيب
لا بِمَعنى بِها ظَهَر
شرح ومعاني كلمات قصيدة خذ من الدهر لي نصيب
قصيدة خذ من الدهر لي نصيب لـ صفي الدين الحلي وعدد أبياتها سبعة و ثلاثون.
عن صفي الدين الحلي
عبد العزيز بن سرايا بن علي بن أبي القاسم، السنبسي الطائي. شاعر عصره، ولد ونشأ في الحلة، بين الكوفة وبغداد، واشتغل بالتجارة فكان يرحل إلى الشام ومصر وماردين وغيرها في تجارته ويعود إلى العراق. انقطع مدة إلى أصحاب ماردين فَتَقَّرب من ملوك الدولة الأرتقية ومدحهم وأجزلوا له عطاياهم. ورحل إلى القاهرة، فمدح السلطان الملك الناصر وتوفي ببغداد. له (ديوان شعر) ، و (العاطل الحالي) : رسالة في الزجل والموالي، و (الأغلاطي) ، معجم للأغلاط اللغوية و (درر النحور) ، وهي قصائده المعروفة بالأرتقيات، و (صفوة الشعراء وخلاصة البلغاء) ، و (الخدمة الجليلة) ، رسالة في وصف الصيد بالبندق.[١]
تعريف صفي الدين الحلي في ويكيبيديا
صَفِيِّ الدينِ الحِلِّي (677 - 752 هـ / 1277 - 1339 م) هو أبو المحاسن عبد العزيز بن سرايا بن نصر الطائي السنبسي نسبة إلى سنبس، بطن من طيء.[٢]
- ↑ معجم الشعراء العرب
- ↑ صَفِيِّ الدينِ الحِلِّي - ويكيبيديا