خلفتني نضو أحزان أعالجها
أبيات قصيدة خلفتني نضو أحزان أعالجها لـ العكوك

خَلَّفتَني نِضوَ أَحزان أُعالِجُها
بِالجِزعِ أندُبُ في أَنضاءِ أَطلال
لَولا أَبو دُلَفٍ لَم تَحيَ عارِفَةٌ
وَلَم يَنُؤ نَوءُ مَأمولٍ بِآمالِ
يا اِبنَ الأَكارِمِ مِن عَدنانَ قَد علِموا
وَتالِدِ المجدِ بَينَ العَمِّ وَالخالِ
أَنتَ الَّذي تُنزِلُ الأَيّامَ مَنزِلَها
وَتَنقُلُ الدَهرَ مِن حالٍ إِلى حالِ
وَما مَدَدتَ مَدى طَرفٍ إِلى أَحَدٍ
إِلّا قَضَيتَ بِأَرزاقٍ وَآجالِ
تَزورُ سُخطاً فَتُمسى البيضُ راضِيَةً
وَتَستَهِلُّ فَتَبكي أَعيُنُ المالِ
كَأَنَّ خيِلَكَ في أَثناءِ غَمرَتِها
أَرسالُ قَطرٍ تَهامى فَوقَ أَرسالِ
يَخرُجنَ مِن غَمَراتِ المَوتِ سامِيَةً
نَشرَ الأَنامِلِ مِن ذي القِرَّةِ الصالي
شرح ومعاني كلمات قصيدة خلفتني نضو أحزان أعالجها
قصيدة خلفتني نضو أحزان أعالجها لـ العكوك وعدد أبياتها ثمانية.
عن العكوك
علي بن جَبلة بن مسلم بن عبد الرحمن الأبناوي. شاعر عراقي مجيد، أعمى، أسود، أبرص، من أبناء الشيعة الخراسانية، ولد بحيّ الحربية في الجانب الغربي من بغداد ويلقب بالعَكَوَّك وبه اشتهر ومعناه القصير السمين. ويقال إن الأصمعي هو الذي لقبه به حين رأى هارون الرشيد متقبلاً له، معجباً به. ويختلف الرواة في فقده لبصره، فمنهم من قال أنه ولد مكفوفاً ومنهم من قال أنه كف بصره وهو صبي. وعني به والده فدفعه إلى مجالس العلم والأدب مما أذكى موهبته الشعرية وهذبها. وكان قد امتدح الخلفاء ومنهم الرشيد الذي أجزل له العطاء وفي عهد المأمون كتب قصيدة في مدحه إلا أنه لم ينشدها بين يديه وإنما أرسلها مع حميد الطوسي فسخط المأمون عليه لأنه نوه بحميد الطوسي وأبي دلف العجلي وتأخر عن مدحه والإشادة به، مما أوصد عليه أبواب الخلفاء بعد الرشيد. وتدور مواضيع شعره حول المديح والرثاء كما يراوح في بعضه بين السخرية والتهكم والفحش وهتك الأعراض والرمي بالزندقة والغزل والعتاب. وصفه الأصفهاني بقوله: (هو شاعر مطبوع عذب اللفظ جزل، لطيف المعاني، مدّاح حسن التصرف) . اختلف في سبب وفاته فمنهم من يقول إن المأمون هو الذي قتله لأنه بالغ في مدح أبي دلف العجلي وحميد الطوسي ويخلع عليهما صفات الله. ومنهم من قال إنه توفي حتف أنفه.[١]
- ↑ معجم الشعراء العرب