خلقت كما ترى صعب الثقاف

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة خلقت كما ترى صعب الثقاف لـ بديع الزمان الهمذاني

اقتباس من قصيدة خلقت كما ترى صعب الثقاف لـ بديع الزمان الهمذاني

خلقت كما ترى صعب الثّقافِ

أرد يد المعاند في الخلاف

ولي جسد كواحدة المثاني

له كبد كثالثة الأثافي

هلم إلى نحيف الجسم مني

لتنظر كيف آثار النحاف

ألم تر أن طائشة لظاها

نتيجة هذه القصب العجاف

صحبت الدهر قبل نبات فيهِ

فلا تغررك خافية الغداف

نزلت من الزمان ومن بنيه

على غصنين من شجر الخلاف

فلم أصحب عدوّاً في صديق

ولم أشرب ذعافاً في سلاف

ولم أر غير معتنقين وجداً

وبينهما خلاف في غلاف

على شفتيهما ضحك التهاني

وفي كبديهما وخزُ الأشافي

ولو شاء الزمان قرار جاشي

لأسمعني نداء أخ مصاف

تركت بني المعطف والزوايا

أريد بني الحشية واللحاف

ضربت صروفها أنفاً وعيناً

فألفيت المنى قسم الجزاف

وإن يكن الوزير سما إليها

بكاف من كمال اللب كاف

فآخر قد تسنَّم مرتقاها

بقاف في الرقاعة مثل قاف

ولا سيان في درج المعالي

إذا ميزت مرتفعاً وطاف

قواف لا أزوجهن إلا

مكارم لا تقاضاها القوافي

فياف لا الُز بهن إلا

إلى صدر كأعطاف الفيافي

وضاق الذرع من منن ثقال

أعود بها على منن ضعاف

وقالوا ما وراءك قلت ما لم

تُنِله كفُّ معط كف عاف

وامدح من قريضي الشعر عوداً

جنيت له الحوافر بالخفاف

وزير الشرق أنبت لي جناحاً

عقابيَ القوادم بالخوافي

فطرت ومن يمس بجناح مثلي

يطر والعود أحمد والتلافي

وأنزلني جوارَ الأزد ليثاً

ولقني نصيباً في انصراف

ألا هل مبلغ هَمَذانَ أني

وردت الفلك من جهة السوافي

أودّع كعبة المحتاج منه

ولما أقض أُسبوع الطواف

فإن أرحل فعن حسب كريم

وعن خلق كماء المزن صاف

أبا نصر نقصتك صاع قولي

بصاعِ الفعل من نعماك واف

متى يسطيع عد علاك لفظي

متى ينجز على البحرِ اغترافي

شرح ومعاني كلمات قصيدة خلقت كما ترى صعب الثقاف

قصيدة خلقت كما ترى صعب الثقاف لـ بديع الزمان الهمذاني وعدد أبياتها ثمانية و عشرون.

عن بديع الزمان الهمذاني

أحمد بن الحسين بن يحيى الهمذاني أبو الفضل. أحد أئمة الكتاب له (مقامات -ط) أخذ الحريري أسلوب مقاماته عنها وكان شاعراً وطبقته في الشعر دون طبقته في النثر. ولد في همذان وانتقل إلى هراة سنة 380هـ‍ فسكنها ثم ورد نيسابور سنة 382هـ‍ ولم تكن قد ذاعت شهرته. فلقي فيها أبو بكر الخوارزمي فشجر بينهما ما دعاهما إلى المساجلة فطار ذكر الهمذاني في الآفاق. ولما مات الخوارزمي خلا له الجو فلم يدع بلدة من بلدان خراسان وسجستان وغزنة إلا ودخلها ولا ملكاً أو أميراً إلا فاز بجوائزه. كان قوي الحافظة يضرب المثل بحفظه ويذكر أن أكثر مقاماته ارتجال وأنه كان ربما يكتب الكتاب مبتدئاً بآخر سطوره ثم هلم جراً إلى السطر الأول فيخرجه ولا عيب فيه. وفاته في هراة مسموماً. وله (ديوان شعر -ط) صغير و (رسائل -ط) عدتها 233 رسالة، و (مقامات -ط)[١]

تعريف بديع الزمان الهمذاني في ويكيبيديا

أبو الفضل أحمد بن الحسين بن يحيى بن سعيد المعروف ببديع الزمان الهمذاني ، (358 هـ/969 م -398 هـ/1007 م)، كاتب وأديب من أسرة عربية ذات مكانة علمية مرموقة استوطنت همدان وبها ولد بديع الزمان فنسب إليها، وقد كان يفتخر بأصله العربي إذ كتب في أحد رسائله إلى أبي الفضل الأسفرائيني: «إني عبد الشيخ، واسمي أحمد، وهمدان المولد وتغلب المورد، ومضر المحتد». وقد تمكن بديع الزمان بفضل أصله العربي وموطنه الفارسي من امتلاك الثقافتين العربية والفارسية وتضلعه في آدابهما فكان لغوياً وأديبًا وشاعراً وتوفي عام 395 هـ، انتقل بديع الزمان إلى أصفهان فانضم إلى حلبة شعراء الصاحب بن عباد، ثم يمم وجهه شطر جرجان فأقام في كنف أبي سعيد محمد بن منصور وخالط أسرة من أعيان جرجان (تعرف بالإسماعيلية) فأخذ من علمها الشيء الكثير ثم ما فتئ أن نشب خلاف بينه وبين أبي سعيد الإسماعيلي فغادر جرجان إلى نيسابور، وكان ذلك سنة (382هجرية/ 992ميلادية) واشتدت رغبته في الاتصال باللغوي الكبير والأديب الذائع الصيت أبي بكر الخوارزمي، ولبى هذا الخوارزمي طلب بديع الزمان والتقيا، فلم يحسن الأول استقبال الثاني وحصلت بينهما قطيعة ونمت بينهما عداوة فاستغل هذا الوضع بعض الناس وهيؤوا للأديبين مناظرة كان الفوز فيها لبديع الزمان بفضل سرعة خاطرته، وقوة بديهته. فزادت هذه الحادثة من ذيوع صيت بديع الزمان عند الملوك والرؤساء وفتحت له مجال الاتصال بالعديد من أعيان المدينة، والتف حوله الكثير من طلاب العلم، فأملى عليهم بأكثر من أربعمائة مقامة (لم يبق منها سوى اثنتان وخمسون). لم تطل'" إقامة بديع الزمان"' بنيسابور وغادرها متوجها نحو سجستان فأكرمه أميرها خلف بن أحمد أيما إكرام، لأنه كان مولعا بالأدباء والشعراء. وأهدى إليه "'بديع الزمان"' مقاماته إلا أن الوئام بينهما لم يدم طويلا، فقد تلقى "'بديع الزمان"' يوما من الأمير رسالة شديدة اللهجة أثارت غضبه، فغادر سجستان صوب غزنة حيث عاش في كنف السلطان محمود الغزنوي معززا مكرماً، وكانت بين أبي العباس الفضل بن أحمد الأسفرائي وزير السلطان محمود عدة مراسلات، وفي آخر المطاف حط رحاله بديع الزمان بمدينة هرات فاتخذها دار إقامة وصاهر أبا علي الحسين بن محمد الخشنامي أحد أعيان هذه المدينة وسادتها فتحسنت أحواله بفضل هذه المصاهرة، وبمدينة هرات لفظ أنفاسه الأخيرة. ومات في 11 جمادى الآخرة 398 هـ، وقد أخذته سكتة، فدفن سريعا، وسمعوا صراخه في القبر فنبشوه، فوجدوه ميتا وقد قبض على لحيته من هول القبر.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي