خلق العروبة أن تجد وتدأبا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة خلق العروبة أن تجد وتدأبا لـ أحمد محرم

اقتباس من قصيدة خلق العروبة أن تجد وتدأبا لـ أحمد محرم

خُلُقُ العُروبةِ أن تَجدَّ وتَدأبا

وسَجِيَّةُ الإسلام أن يتغلّبا

لا تِلكَ تَخفِضُ مِن جَناحَيْها ولا

هذا يُريد سِوَى التفوُّقِ مطلبا

رَفَع النُّفوسَ عن الصَّغارِ وصَانَها

عن أن تَخافَ عَدُوَّهُ أو ترهبا

دينُ الفُتوَّةِ والمروءةِ ما طغتْ

لُجَجُ المنايا حَوْلَهُ فَتَهيَّبا

المؤمنونَ على الحَوادثِ أُخوةٌ

لا يعرفون سِوَى الكتابِ لهم أبا

سَلْهُمْ عَلى شرَفِ الأُبُوَّةِ هَلْ رَعَوْا

مَا سنَّ مِن أدب الحياةِ وأوجبا

بَيْتٌ تفرّقَ في البلاد وأُسرةٌ

صَدَع الزّمانُ كِيانَها فتشعّبا

وَهَنَ البِناءُ فَعاثَ في فَجواتِه

عَادِي الفسادِ مُدَمِّراً ومُخَرِّبا

لَبَّيْكَ يا وَطنَ الجهادِ ومرحباً

لَبَّيْكَ مِن داعٍ أَهابَ وَثَوَّبا

لَبَّيْكَ إذ بلغ البلاءُ وإذ أَبى

جِدُّ الزمانِ وصَرفُه أن نلعبا

مَنْ ذا يرى دَمَهُ أعزَّ مكانةً

من أن يُخضِّبَ من فلسطينَ الرُّبَى

كَبَّرتُ حِينَ عفا الوفاءُ وما عفا

في أرضِها أَثَرُ البُراقِ ولا خبا

إنّي أرى المعراجَ عند جلالهِ

وأرى النبيَّ وصحَبهُ والموكِبا

وَطنٌ يُعذَّبُ في الجحيمِ وأُمَّةٌ

أَعْزِزْ علينا أن تُصابَ وتُنكَبا

بقلوبنا الحَرَّي وفي أحشائِنا

ما شبَّ من أشجانِها وتلهّبا

وبنا مِن الأَلمِ المبرِّحِ ما بها

وأرى الذي نَلْقَى أشدَّ وأصعبا

نَتَجرّعُ البلوَى ونَدَّرِعُ الأسَى

نَرْعَى لإِخوتنا الذِّمامَ الأقربا

إنّا لَنعلمُ أَنَّ آكِلَ لحمِهم

سيخوضُ منّا في الدِّماءِ ليَشْربا

جعلوا الكِفاحَ عن العروبةِ حرثَهم

وتعهدّوه فكان حرثاً طيّبا

يَسْقُون ما زَرَعُوا دماً في مُخصِبٍ

لولا الدّمُ الجارِي لأَصبحَ مُجدِبا

البيتُ يَطْرَبُ من أنينِ جَريحِهم

أَرأيتَ في الدّنيا أنيناً مُطرِبا

إنّ الذي زعم السّلامَ مُرادَهُ

جَعلَ الدّماءَ سَبيلَهُ والمركَبَا

إن كان قد غَمَر الزّمانَ وأهلَه

كَذِباً فَمِن عاداتِه أن يكذبا

رَكِبَ الرّياحَ إلى القويِّ يَروضُه

شَرِساً يُقلِّبُ نابه والمِخْلبا

طارت بِه وفؤادُه في رَوْعَةٍ

يتلمَّسُ المَهْوَى ويبغِي المهربا

أَرَأيتَ إذ سكب الدُّموعَ غزيرةً

يأبى الحياء لِمثلِها أن يُسْكَبا

مُتصنِّعٌ باسْمِ الضّعيفِ يُريقُها

وهو الذي ترك الضّعيفَ مُعذَّبا

ما كان أصدقَ نُسكَهُ لو أنَّهُ

رَحِمَ البريء ولم يُحابِ المذنبا

يهذي بِذكرِ العَدْلِ في صَلَواتِه

أَرَأَيْتَ عَدْلاً بالدّماءِ مُخَضَّبا

رُسُلَ العروبةِ هل سأَلتُم جُرْحَها

ما بَالُهُ اسْتَعْصَى وماذا أعقبا

جُرْحٌ تقادَمَ عَهْدُه وتفتَّحتْ

أفواهُهُ تدعو الأُساةَ الغُيَّبا

أنتم أُساةُ الجُرحِ فاتَّخِذُوا له

من طِبِّ شيخِ أُساتِكم ما جَرَّبا

وَصَفَ الدّواءَ لكم وخَلَّفَ عِلْمَهُ

فيكم فأين يُريدُ منكم من أَبَى

يا قومُ لستم بالضِّعافِ فغامِروا

وخُذوا مطالِبَكُم سِراعاً وُثَّبا

أفما كفاكم قُوّةً من دينكم

ما جَمَّعَ الإِيمانُ فيه وأَلَّبا

يا آلَ يعربَ من يُريني خالداً

يُزجِي الخميسَ ويستحثُّ المِقْنَبا

من شَاءَ منكم فَلْيكُنْه ولا يَقُلْ

ذهب القديمُ فإِنّه لن يذهبا

السرُّ باقٍ والزّمانُ مُجدّدٌ

والسّيفُ مافَقَدَ المضاءَ ولا نبا

رُدُّوا المَظالِمَ عن محارِمِ أُمّةٍ

رَدَّتْ ظُنونَ ذوي الجهالةِ خُيَّبا

لم يُعْطِ أوطانَ العُروبةِ حَقَّها

من كان يَطْمَعُ أن تُباعَ وتُوهَبا

شرح ومعاني كلمات قصيدة خلق العروبة أن تجد وتدأبا

قصيدة خلق العروبة أن تجد وتدأبا لـ أحمد محرم وعدد أبياتها أربعون.

عن أحمد محرم

أحمد محرم بن حسن بن عبد الله. شاعر مصري، حسن الوصف، نقيّ الديباجة، تركي الأصل أو شركسيّ. ولد في إبيا الحمراء، من قرى الدلنجات بمصر، في شهر محرّم فسمي أحمد محرّم. وتلقى مبادئ العلوم، وتثقف على يد أحد الأزهريين، وسكن دمنهور بعد وفاة والده، فعاش يتكسب بالنشر والكتابة ومثالاً لحظ الأديب النكد كما يقول أحد عارفيه. وحفلت أيامه بأحداث السياسة والأحزاب، فانفرد برأيه مستقلاً من كل حزب إلا أن هواه كان مع الحزب الوطني ولم يكن من أعضائه. توفي ودفن في دمنهور.[١]

تعريف أحمد محرم في ويكيبيديا

أحمد محرم شاعر مصري من أصول شركسية اسمه الكامل أحمد محرّم بن حسن بن عبد الله الشركسي، من شعراء القومية والإسلام وكانت محور شعره كله، ولا سيما وأنه كان من دعاة الجامعة الإسلامية وعودة الخلافة العثمانية التي دعا إليها محمد عبده وجمال الدين الأفغاني في عصره. ولد في قرية إبيا الحمراء التابعة لمحافظة البحيرة بمصر عام 1877 م. قرأ السيرة النبوية والتاريخ، وحفظ الحديث الشريف والشعر، وطالع النصوص الأدبية السائدة. وكان لتلك النشأة أثرها في حياة وشعر أحمد محرم الذي ظل في دمنهور عاصمة محافظة البحيرة فلم يغادرها إلى القاهرة. عاصر ثورة 1919 م. كما عاصر دنشواي ومصطفى كامل وسعد زغلول وتأثر بهم في شعره الوطني. وكان يعقد بقهوة المسيري بدمنهور ندوته الشعرية كل ليلة. حيث كان يرتادها مفكرو وشعراء البحيرة والإسكندرية لأته كان شاعرا حرا ملتزما. ويعد أحمد محرم من شعراء مدرسة البعث والإحياء في الشعر العربي والتي كان من دعاتها محمود سامي البارودي وأحمد شوقي وحافظ إبراهيم وأحمد نسيم حيث جددوا الصياغة الشعرية بعد تدهورها في العصر العثماني. كان من دعاة الإصلاح الاجتماعي والوحدة الوطنية ولاسيما بعد مقتل بطرس غالي رئيس وزراء مصر. فنراه يقول داعيا للتسامح والمحبة بين المصريين:[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. أحمد محرم - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي