خلوا السجوف تذع مجلى محياها

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة خلوا السجوف تذع مجلى محياها لـ علي الجارم

اقتباس من قصيدة خلوا السجوف تذع مجلى محياها لـ علي الجارم

خَلُّوا السجُوفَ تُذِعْ مَجْلَى مُحَيَّاها

وتَنْشُرُ المسكَ من أنفاسِ رَيَاها

عقيلةٌ في جلال المُلْكِ ناعمةٌ

النبلُ يحرُسُها واللَهُ يَرْعاها

ودُرَّةٌ لم تَرَ الأصدافُ مُشْبههَا

بينَ الكُنوز الغَوالي من خباياها

وزهرة ما رأى النيل الوفي لها

بين الأزاهر في واديه أشباها

ترنو إليها نجومُ الأفْقِ مُعْجَبَةً

تَوَدُّ لو قَبَسَتْ من نورِ مرْآها

كأنَّما قَطَراتُ المزْنِ صافيةً

فوقَ الخمائلِ طُهْرٌ في سجاياها

أميرةَ النيلِ والأيامُ مُسْعِدة

بلغتِ من ذِرْوةِ العلياءِ أقصاهَا

إنْ يسطَعِ الصبح قلنا الصبح أشبههَا

أو يسطع المسكُ قُلنا المسكُ حاكاها

مجدٌ تمنَّتْ سماءُ الأفْقِ لو ظَفِرتْ

بلمحةٍ من ثُرَيَاه ثُريَاهَا

ونفسُ طاهرةِ الجدَّينِ يَسَّرَها

ربُّ البَريَّةِ للحُسنَى وزَكَاها

اليُسْرُ يختالُ تيهاً حَوْلَ يُسْراها

واليُمْنُ يجري يميناً حَوْلَ يُمناها

نَمَتْ بظلِّ فؤادٍ خيرِ مَنْ وَجَدَتْ

بظِله زُمرُ الآمالِ مَثْواها

أحيتْ له مصرُ ذِكْراً خُطَّ من ذَهَبٍ

على جَبينِ الليالي حينَ أَحْياها

وكان عُنْوانَها الغالي الذي اتجَهَتْ

إليه باسطةَ الأيدِي فأعلاها

أميرةَ النيلِ غَنَّى الشعْرُ من طَرَبٍ

في ليلةٍ غَنَتِ الدنيا بِبُشْراها

طافتْ كُئوسُ التهاني وهي مُتْرَعةٌ

من المُنَى فانتشينا من حُمَيَاها

تجمَعَ الأنسُ حتى لم يَدَعْ أملاً

للنفسِ تَبْعَثُ شوقاً خَلْفَه واها

في ليلةٍ من سوادِ العينِ قد خُلِقَتْ

جَلَّ الذي من سوادِ العينِ جَلاَّها

يخالها الفجر فجراً حين يَطْرُقُها

فيختفي من حَياءٍ في ثناياها

كأَنَها بَسَماتُ الغِيدِ قد ملأَتْ

بالحبِّ والبِشْرِ أحداقاً وأفواها

كانت يداً من أيادي الدهر أرسلها

بيضاءَ مُشْرِقةَ النُعْمَى وأسْداها

هنا زِفافٌ وفي الأفلاكِ هاتفةٌ

من الملائِك تدعو ربَّها اللَه

لها أناشيدُ في الأسماعِ ساحرةٌ

لو كنَّ من لُغَةِ الدنيا رَوَيْناهَا

لكنها نَفحاتُ اللَهِ خَصَّ بها

من البرِيَّة أنْقاها وأصْفاها

فوزيةٌ دُرَةُ التاجِ التي لمعتْ

فوقَ الجبينِ فحيَّتْه وحيَاها

شعُوب مصْرَ تُفدِّيها ولو نطقتْ

للنيلِ ألسنةٌ فُصْحٌ لفدَاها

أميرةَ النيلِ غَنَّى الشعرُ من طَرَبٍ

لولا قِرانُك ما غَنَى ولا فاها

إنَي وألحانَ شعري صُنْعُ بيتِكُمُ

فكم من الفضلِ أولاني وأولاها

لولا مدائحُكم ما كان لي قَلَمٌ

يوماً على الأيْكِ وابنِ الأيك تيَّاها

تأَلَقي بَسْمةً زَهْراءَ مُشْرِقَةً

بأرضِ إيرانَ أنتِ اليومَ دُنياها

كوني بها قُرَةً للعينِ غاليةً

فأنتِ أكرمُ من لاقتْه عَيناها

ومثِّلي مصرَ والشَأوَ الذي بلغَتْ

فأنتِ أصْدَقُ بُرهانٍ لدَعْواها

لقد قطفنا لكِ الأزهارَ باسمةً

وفي عقودٍ من الفصْحَى نظمناها

وقد جمعنا من الألحانِ أُغْنِيةً

لو يفهمُ الطيرُ معناها لغنَّاها

ولم نَدعْ من رموزِ السحْر سانحةً

طافت بمعنى العُلا إلاَ لمحناها

قد ذكَرَتْنا لياليكِ التي سَطَعَتْ

أفراحَ قَطْرِ النَّدَى والعزَّ والجاها

عُرْسُ الأمانِّي أحيا كلَّ ذي أملٍ

وطافَ بالغُلَّةِ الظَمْأَى فروَّاهَا

وليلةٌ ظَفِرَ الشَّعْبُ الوَفيُّ بها

وكم على الدهرِ مَشْغُوفاً تمنَّاها

في كلِّ بيتٍ أغاريدٌ مُرَدَّدَةٌ

سَرَت فجاوز نجْمُ الليل مَسْراها

وكلُّ روضٍ يُرَجِّي لو سعتْ قَدَمٌ

به ليُهْدِي من الأزهارِ أذْكَاها

وكم تمنَى الربيعُ النَضْرُ لو سَعِدَتْ

بحلَّةِ العُرْسِ كَفَاهُ فَوَشَاها

البِشْرُ يضحكُ والدنيا مُصَفِّقةٌ

يهتَزُّ من نَشْوة الأفراحِ عِطْفاها

يا ابن الأماجدِ من إيرانَ نلتَ يَداً

أصفى من الكوكب الدُرِّيِّ أمْواها

بَنيْتمُ الملكَ فوقَ الشمسِ من هِمَمٍ

شمَاءَ مَنْ خَلَقَ الأطوادَ أرْساها

لم يَتَّخذْ من مَنارٍ يستضيءُ به

لدَى الشدائِد إلاَّ العَزْمَ والشاها

جلالة كم تَغَنَى البُحتُريُّ بها

وكم تَرَنَّمَ مِهْيارٌ بِذكْراها

ودولةٌ للعُلا والسبقِ حاضِرُها

وللخلودِ وللإبداعِ أولاها

لنا صِلاتٌ قديماتٌ مُحَبَّبةٌ

لخدمةِ الدينِ والفُصْحَى عقدناها

ثقافةُ الفُرْسِ قد كانت ثقافَتنا

في كلِّ ناحيةٍ عنهم أخذناها

تأَلَقَتْ في بني العباسِ آونةً

ما كانَ في أعْصُرِ التاريخِ أزْهاها

فاروقُ كم لكَ عندَ النيلِ من مِنَنٍ

كصفحةِ الشمسِ بيضٍ ليس ينساها

وصلْتَ مِصْرَ بإيرانٍ كما اتصلتْ

فرائدُ العِقْد أغلاها بأغلاها

مصرُ المَجيدةُ تُزْهَى في حِمَى ملكٍ

لولاه لم تُشْرِق الدنيا ولولاها

سعَى إلى المجد نهَاضاً فأنهضها

للَهِ والحقِّ مَسْعاه ومسعاها

في كلِّ نفسٍ له ذِكْرَى مُخلَدةٌ

وصورةٌ من جلالٍ في حناياها

شمائلُ السلَفِ الأطهار شِيمتُهُ

لمَا تجلَّت بفاروقٍ عَرَفناها

سَجيَّةٌ من فؤادٍ فيه قد رَسَخَتْ

إذا دعتْ للعُلا والمجد لبَاها

في ساحةِ الجيش حَيَّتْه فوارسُه

وفي المساجدِ حَيَّاه مصلاَها

له أياد على الأيامِ سابغةٌ

في كلِّ جيدٍ من الأيام نُعْماها

يا أُسْرَةَ المُلْكِ صاغ الشعْرُ تهنئةً

من حبَّةِ القلب معناها ومبناها

أهدَى الوفاءَ جميلاً حِين أرسلها

وأرسل الوُدَ محْضاً حين أهداها

لا زال مُلْكُكُمُ جَمَاً بشائرُه

ونال من بَسَماتِ الدَهرِ أسْناها

وعاش للنيلِ ربُّ النيلِ سَيِّدُه

وللرعيَّةِ والآمالِ مولاها

شرح ومعاني كلمات قصيدة خلوا السجوف تذع مجلى محياها

قصيدة خلوا السجوف تذع مجلى محياها لـ علي الجارم وعدد أبياتها ثلاثة و ستون.

عن علي الجارم

علي بن صالح بن عبد الفتاح الجارم. أديب مصري، من رجال التعليم له شعر ونظم كثير، ولد في رشيد، وتعلم في القاهرة وإنجلترة، واختير ليكون كبير مفتشي اللغة العربية بمصر. ثم وكيلاً لدار العلوم حتى عام (1942) ، مثل مصر في بعض المؤتمرات العلمية والثقافية، وكان من أعضاء المجمع اللغوي. وتوفي بالقاهرة فجأة، وهو مصغ إلى أحد أبنائه يلقي قصيدة له في حفلة تأبين لمحمود فهمي النقراش. له (ديوان الجارم-ط) أربعة أجزاء، (قصة العرب في إسبانيا - ط) ترجمة عن الإنكليزية. و (فارس بن حمدان-ط) ، (شاعر ملك-ط) ، وقد شارك في تأليف كتب أدبية منها: (المجمل-ط) ، و (المفصل-ط) وكتب مدرسية في النحو والتربية.[١]

تعريف علي الجارم في ويكيبيديا

علي بن صالح بن عبد الفتاح الجارم أديب وشاعر وكاتب، ولد عام 1881 في مدينة رشيد في مصر. بدأ تعليمه القراءة والكتابة في إحدى مدارسها ثم أكمل تعليمه الثانوي في القاهرة، بعدها سافر إلى إنكلترا لإكمال دراسته ثم عاد إلى مصر حيث كان محباً لها كما دفعه شعوره القومي إلى العمل بقوة وإخلاص لوطنه، وقد شغل عدداً من الوظائف ذات الطابع التربوي والتعليمي، فعُيِّن بمنصب كبير مفتشي اللغة العربية ثم عُيِّن وكيلاً لدار العلوم وبقي فيها حتى عام 1924، كما اختير عضواً في مجمع اللغة العربية، وقد شارك في كثير من المؤتمرات العلمية والثقافية.كتب عنه في موقع إسلام سيفلايزيشن للشاعر العراقي فالح الحجية:

وله ديوان في أربعة أجزاء، وله كتب أخرى منها فارس بني حمدان وشاعر وملك وغارة الرشيد.[٢]
  1. معجم الشعراء العرب
  2. علي الجارم - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي