خلياني من وطاء ووساد

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة خلياني من وطاء ووساد لـ ابن المقرب العيوني

اقتباس من قصيدة خلياني من وطاء ووساد لـ ابن المقرب العيوني

خَلِّياني مِن وِطاءٍ وَوِسادِ

لا أَرى النَومَ عَلى شَوكِ القَتادِ

واِرحَلا مِن قَبلِ أَن لا تَرحَلا

فَالبَلايا كُلَّ يَومٍ في اِزديادِ

وَاِترُكاني مِن أَباطيلِ المُنى

فَهوَ بَحرٌ لَيسَ يروى مِنهُ صادِ

وَاِبذُلا في العِزِّ مَجهودَكُما

لا يُلامُ المَرءُ بَعدَ الاِجتِهادِ

إِنَّما تُدرَك غاياتُ المُنى

بِمَسيرٍ أَو طِعانٍ أَو جِلادِ

مَن نَصيري مِن زَمانٍ فاسِدٍ

جَعلَ الأَمرَ إِلى أَهلِ الفَسادِ

كُلَّما قُلتُ لَهُ ذا سَرَفٌ

في التَّعدّي قالَ لي هَذا اِقتِصادي

كُنتُ قَبلَ اليَومَ أَبكي بِشَجىً

هَمَّ نَفسي وَطَريفي وَتِلادي

ثُمَّ قَد أَصبَحتُ أَبكي ناسياً

شَجوَ إِخواني وَرَهطي وَبِلادي

زَوبَعَت في جَوِّها عاصِفَةٌ

ذاتُ إِعصارٍ تُضاهي ريحَ عادِ

ما نَجا مِن نارِها غَيرُ اِمرِئٍ

عادَ مِنها بِمُضِلٍّ غَيرِ هادِ

ترَكَت عالِيَها سافِلَها

وَالرِعانَ القودَ بَغلاً لِلوِهادِ

يا لَقومي ما أَراكُم حسَناً

بَيعَنا بِالبَخسِ في سوقِ الكَسادِ

أَعَمىً غالَكُمُ أَم ناصِحٌ

مُضمِرُ البَغضاءِ مُبدٍ لِلوِدادِ

عَجباً مِنكُم وَمِن تَصديقِكُم

مَن يُمَنّيكُم بِنارٍ مِن رِمادِ

فَهَبوا ناصِحَكُم رامَ الوَفا

هَل يُلاقي اللَيثَ سَرحٌ مِن نِقادِ

وَاللَّبيبُ الحُرُّ لا يَخدَعُهُ

لمَعانُ الآلِ عَن حِفظِ المَزادِ

وَالقَديمُ العِتق لا يُوفي بِهِ

باسِلُ الغارِبُ مِن نَسلِ الكُدادِ

آهِ واشقوَةَ أَربابِ العُلى

هَلَكَ المَجدُ إِلى يَومِ التَنادِ

يا بُغاثَ الطَير طيري وَاِنظُري

هَرَبَ البازِيِّ مِن كَلبِ الجَرادِ

وَاِرتَعي يا بَقَرَ الحَرثِ فَقَد

لَعِبَ الضّيْوَنُ بالأُسدِ الوِرادِ

وَكَذا نُودي لإِخوانِكُم

بِعُلُوِّ الأَمرِ في كُلِّ البِلادِ

جئتَ يا مَوت فَإِن شِئتَ فَذَر

لَيسَ عَيشُ الذُلِّ يَوماً مِن مُرادي

قَبَّحَ اللَهُ حَياةً قُرِنَت

بِشقا الضَيمِ وَإِشماتِ الأَعادي

غَيرُ مُخطٍ لَو تَمَنَّيتُ الرَدى

دَولَةَ الأَوباشِ مِن سُقمِ الفُؤادِ

كَم تقاضاني المَعالي عَزمَةً

يهتِفُ الشادي بِها في كُلِّ نادِ

فَإِذا رُمتُ نُهوضاً قَعَدَت

بي أُمورٌ أَنا مِنها في جِهادِ

قِلّةُ المالِ وَكُثرٌ في العِدى

وَاِبنُ عَمٍّ رَأيُهُ غَيرُ السَدادِ

لا مُعينٌ لِيَ مِن قَومي وَلا

جِدَّتي تَحمِلُ جِدّي وَاِجتِهادي

وَإِذا قُربُكَ لَم تَنفَع بِهِ

في حِمى قَومِكَ فَأذَن بِبِعادِ

يا نَديميَّ اِترُكاني وَاِذهَبا

لَيسَ وادي الذُلِّ لِلحُرِّ بِوادِ

أَينَ عَزمي وَأَنا المانِعُها

يَومَ تَأتي مُشرَئِبّات الهَوادي

تَعثُرُ العِقبانُ في عِثيَرها

وَتَظَلُّ الشَمسُ مِنها في حِدادِ

حامِلاتٍ لِلوَغى كُلَّ فَتىً

مُخضَدِ النَجدَةِ مُستَرخي النِّجادِ

طالَ لُبثي بَينَ مَولىً خاذِلٍ

وَمُعادٍ وَصَديقٍ كَالمُعادي

تَمضُغُ الأَيّامُ لَحمي عَبَثاً

لَيسَ بَعدَ المَضغِ غَيرُ الإِزدِرادِ

لا حَياتي تَمنَعُ الجارَ وَلا

نائِلي يُرجى وَلا يُخشى عِنادي

أَحذارَ المَوتِ أَبقى هَكَذا

لا وَمُجري الماءِ رِزقاً لِلعبادِ

إِن تَرى شَخصي لِأَمرٍ ساكِناً

فَلَعَمري إِنَّ قَلبي في طِرادِ

رُبَّ ذِي هَمٍّ تَراهُ مُطرِقاً

وَهوَ في إِطراقِهِ حَيَّةُ وادِ

كَيفَ أَرضى هَذِهِ الحالَ وَلَم

تَقَعِ الأَوطامُ مِن وَقعِ الجِيادِ

ما اِنتِظاري بِرؤُوسٍ أَينَعَت

لَيسَ هَذا اليَنعُ إِلّا لِلحَصادِ

يا جُفوني طَلِّقي عَنكِ الكَرى

إِنَّما طيبُ الكَرى بَعدَ السُهادِ

ما الَّذي يُقعِدُني عَن همَّتي

وَالمَنايا رائِحاتٌ وَغَوادِ

لَأُقيمَنَّ لِأَبناءِ الوَغى

سوقَ إِقدامٍ وَطَعنٍ وَجِلادِ

إِن يَكُن عِزّاً وَإِلّا فَرَدىً

لَستُ مِن دونِ شَبيبٍ وَمَصادِ

لا يَطيبُ العِزُّ ما لَم تَجنِهِ

بِاللِدانِ السُمرِ وَالبيضِ الحِدادِ

ما اِعتِذاري وَالوَغى تَعرِفُني

وَالعَوالي وَالمَواضي وَالهَوادي

قَد تَساوى في مَضاءٍ صارِمي

وَسِناني وَلِساني وَفُؤادي

فَاِرمِ بِي ما شِئتَ وَاِعلَم أَنَّني

لَيثُ غابٍ وَشِهابٌ ذُو اِتِّقادِ

لَستُ بِالتَرعِيَّةِ الغمرِ وَلا

واهِنَ العَزمِ وَلا كابي الزِنادِ

مَنصِبي في المَجدِ أَعلى مَنصِبٍ

وَعِمادي في العُلى أَوفى عِمادِ

وَأَنا اِبنُ السادَةِ الغُرِّ الأُلى

وَرِثوا المَجدَ جَواداً عَن جَوادِ

لَم يَزل فينا رَبيعٌ مُربِعٌ

وَحِمىً حامٍ وَهادٍ لِرَشادِ

يَنزَعُ الشَوّى إِذا البَزلُ غَدَت

لَيسَ فيها قوتُ يَومٍ لِلقُرادِ

وَيَصُكُّ البيضَ بِالبيضِ إِذا

حُطِّمَت في الصيدِ أَطرافُ الصِعادِ

وَلَنا فَضلُ حُلومٍ ما اِدَّعى

مِثلَها قَيسٌ وَلا قسُّ إِيادِ

شرح ومعاني كلمات قصيدة خلياني من وطاء ووساد

قصيدة خلياني من وطاء ووساد لـ ابن المقرب العيوني وعدد أبياتها سبعة و خمسون.

عن ابن المقرب العيوني

علي بن المقرب من منصور بن المقرب بن الحسن بن عزيز بن ضبّار الربعي العيوني جمال الدين أبو عبد الله. شاعر مجيد، من بيت إمارة، نسبته إلى العيون (موضع بالبحرين) وهو من أهل الأحساء في السعودية، أضطهده أميرها أبو المنصور علي بن عبد الله بن علي وكان من أقاربه، فأخذ أمواله وسجنه مدة. ثم أفرج عنه فأقام على مضض، ورحل إلى العراق، فمكث في بغداد أشهراً، وعاد فنزل هجر ثم في القطيف، واستقر ثانية في الأحساء محاولاً استرداد أمواله وأملاكه ولم يفلح. وزار الموصل سنة 617هـ، للقاء الملك الأشرف ابن العادل، فلما وصلها كان الأشرف قد برحها لمحاربة الإفرنج في دمياط. واجتمع به في الموصل ياقوت الحموي، وروى عنه بيتين من شعره، وذكر أنه مدح بالموصل بدر الدين - لؤلؤاً - وغيره من الأعيان، ونفق فأرقدوه وأكرموه. وعاد بعد ذلك إلى البحرين فتوفي فيها أو ببلدة طيوي من عُمان.[١]

تعريف ابن المقرب العيوني في ويكيبيديا

علي بن المقرّب العيوني شاعر من أهل الأحساء، توفي عام 630 هـ (1232م)، وهو من أواخر من يعرف من الشعراء المختصّين بنظم الشعر الفصيح بين أهل الجزيرة العربية قبل العصر الحديث. يرجع بنسبه إلى العيونيين من عبد القيس، الذين حكموا الأحساء في تلك الفترة بعد انتزاعها من القرامطة. وهو شاعر الدولة العيونية، ويعتبر ديوانه والشروحات التي أرفقت به من أهم المصادر حول تاريخ تلك الدولة. وقد تم تحقيق ديوانه الشعري عدة مرات من قبل عدد من الباحثين منهم أحمد موسى الخطيب وحديثا تحقيق وشرح ديوان ابن المقرب من قبل ثلاثة باحثين (عبد الخالق الجنبي، وعبد الغني العرفات، وعلي البيك).[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي