خليلي ما بال النسيم الذي سرى

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة خليلي ما بال النسيم الذي سرى لـ شرف الدين الحلي

اقتباس من قصيدة خليلي ما بال النسيم الذي سرى لـ شرف الدين الحلي

خليليَّ ما بال النسيم الذي سرى

تعرض مكيّ الشذا متعطرا

أحدَّث عن دارين أم مرَّ ركبه

بليل على أرض العراق وما درى

فهل فيه لي من نفحة بابليّة

تبرد من حرّ الجوى ما تَسَعَّرا

أجل باشر الترب العراقيّ لاثم

فعبقة هذا العَرْف من ذلك الثرى

ولو لم يكن فيه إِلَيَّ تحية

لما بات من نشر العبير معبرا

ولم يدر قولي ما روى غير قوله

سما لك شَوْقٌ بعد ما كان أقصرا

فلله ما أهدى وإن هو لم يهج

بمسراه إلا لوعة وتذكرا

حمى الله من ريب الحوادث بالحمى

وُجُوهاً تروق العين حسناً ومنظرا

وذي هَيَفٍ في البان منه وفي النقا

مشابهة يضم ويهصرا

تأوّد غضّاً فاجتنيت صبابة

وصِدْت غراماً إذ تَلَفَّتَ جؤذرا

وأرخى على ديباجة الخدّ صدغه

فسبحان كاسيه الجمال مشهرا

هتفت به إذ أظهر الصبح شخصه

وقد كان سرّاً في حشا الليل مضمرا

وقد لاح برق فوق أعلام جوشن

توهمه نارا فخف إلى القِرا

أمامك ردْ روض المحامد مخصباً

أريضاً وَرِدْ حوض الندى متفجِّرا

وناد غياث الدين غازي بن يوسف

يغثك وحدث بعد ذاك بما ترى

وقل نصب الناس الخطوب وبايعوا

لها فاخلع الجور الذي شمل الورى

تجد ملكاً لو لامس الطَّوْد عزمه

تزلزل أو مس النسيم تسعرا

سما بالندى كعباً وبالحلم أحنفاً

وبالحكم لقماناً وبالبأس عنترا

فيا متحف الدنيا بعز محاسن

غدت من جبين الشمس أبهى وأنورا

إليك مآل الأمر والله كافل

بما سيرى عمّا قليل ميسرا

فلا بد من يوم إذا صَلَّت الظُّبا

ونامت خطيباً كانت الهام منبرا

وتنكشف الغمّاء والملك لائذٌ

بعفوك يستجدي رضاك لتغفرا

هنالك ما بيني وبين سعادتي

أمامك إلا أن أقوم مبشّرا

فدمت لما أرجو وترجو لك العلا

من الملك ممتدّ البقاء معمرا

وهنئتها من ليلة سترى لها

نظائر تغنيها دهوراً وأمصرا

وأولاهمُ بالملك أصيد ما بدت

له فرص الإقدام إلا وشَمَّرا

هو الظاهر الغازي الغياث الذي غدت

به هضبات الملك شامخة الذُّرى

فتى لو يحوز الأرض قالت سعوده

وإنا لنبغي فوق ذلك مظهرا

مليك إذا عُدَّتْ مساعيه في العلا

رأيت جبين المجد أبلج أزهرا

وإن جردت أسيافه وتعثرت

بهام أعاديه كسا الجو عِثْيرَا

فيا غامري بالجاه والمال بعدما

رأيت بعيني أيمن الحظ أيسرا

يميناً لقد أبديت كل عجيبة

يراع لها من كان مثلي مبصرا

تباينت إعطاءً وحلماً وبهجةً

وبأساً فسبحان الذي لك صوَّرا

تجود وتعفو ثم تندى طلاقة

وتسطو فقد أكثرت فيك التفكرا

فبينا أرى بحراً أرى الطَّوْدَ راسياً

وبينا أرى بدراً أرى الليث مخدرا

أجل هذه أوصاف أبلجَ لم يزل

إذا صال منصور اللواء مظفَّرا

تقدم بالسعي الذي نال إرثه

ومن لم تقدمه المساعي تأخرا

وذي أمل في البيد طال سفاره

فلم ير صبحاً من أمانيه مسفرا

إذا قطعت أوصال أرض ركابه

فقد وصلت ذيل الهواجر بالسرى

ترامت به الآمال في كل فدفدٍ

من الأرض حتى عاد أشعث أغبرا

كأنَّ ابن حُجْرٍ قد عناه بقوله

نحاول ملكاً أو نموت فنقبرا

فلما براه الوجد حتى أعاده

شبيهاً بأرسان النوافح في البُرا

فقم إلى اللهو يا نديمي

فإنما العمر مستعار

واخل همومي ببنت دَن

في مثلها يخلع العذار

فقد تولى الصيام عنا

يتبعه النُّسْكُ والوقار

وآن أن ترتوي نفوس

إلى لذاذاتها حِرَار

ودولة الورد حكما لا تُجِي

زُ أن تُحْبَسَ العُقار

أما ترى الجو والغوادي

قد مدّ فيه لها إزار

والشمس تبدو كوجه خَوْد

للغيم من فوقه خمار

والبرق يحكي مهنداتٍ

في هبواتٍ لها اشتهار

والرعد يعلو له حنين

فيه كما حنَّت العشار

وفوق درع الغدير يهفو

لواء دوح له انتشار

فاء على مثنه فخلنا

ماويّة مسها غبار

تطلق خيل الرياح فيه

سنابكاً ما لها عثار

إذا المذاكي أثرن نقعاً

فإنما نقعها البحار

فَصْلٌ له في الزمان فَضْلٌ

على الأحايين وافتخار

كأنه الغياث خلق

طابت مجاريه أو نجار

الظاهر المرتجى نوالاً

تغرق في جنبه البحار

ملك به تفرح الرزايا

كما تجلى به الغمار

سعى فأفضى إلى منار

أشم ما فوقه منار

وحل من ملكه محلاً

ليس على فخره فخار

لو جرت الهُوج في مداه

حاق كَلاَلاً بها البوار

أو طار نَسْرُ النجوم فيه

أسقطه ذلك المطار

طود نهى ماله انتهاء

بحر ندى ماله قرار

شمس هدى ماله كسوف

بدر عُلاً ماله سَرَار

للناس من نائل وبأس

في يده جنة ونار

لا خلق إلا به احتياج

إلى أياديه وافتقار

حياتنا في ذراه ربح

والعيش من دونه خسار

للمجد أنس بجانبيه

وفيه عن غيره نفار

القائد الجيش كل قلب

من وقع أسيافه مطار

نهاره بالعجاج ليل

وليله بالظّبا نهار

يشرع فيه قنا طوالاً

أعمار أعدائها قصار

فكل ذي ثعلب خضيب

من صدر ليث له وجار

تظلّ خُرصانها قيام

حكى دخاناً به شرار

لم نر من قبلها نجوماً

في شجرات لها استجار

إذا سقاها دم الأعادي

فهامهم فوقها نثار

يزأر في جانبيه ليث

له القنا والسيوف دار

يجير من حادث الليالي

إذا الملوك اعتدوا وجاروا

أقصى غناهم لديه فقر

وعزهم عنده صَغَار

ما اقتدروا حاكمين إلا

كان عليهم له اقتدار

يا من لآمالنا طواف

ببيت نعماه واعتمار

أغنيتني أن أجوب بِيداً

يضمر شخصي بها القفار

أشيم للباخلين برقاً

ليس لأنوائه قِطَار

فدونك الحمد من وَلِيٍّ

به إلى عطفك اضطرار

فمن إذا أنت لم تجزنا

على الملمات يستجار

فانعم بفضل أتى فأضحت

زينته منك تستعار

فلا خلا منك دست ملك

أنت له التاج والسوار

شرح ومعاني كلمات قصيدة خليلي ما بال النسيم الذي سرى

قصيدة خليلي ما بال النسيم الذي سرى لـ شرف الدين الحلي وعدد أبياتها سبعة و ثمانون.

عن شرف الدين الحلي

أبو الوفاء راجح بن أبي القاسم إسماعيل الأسدي الحلي أبو الهيثم شرف الدين. شاعر من بني أسد ولد في مدينة الحلة في العراق. وقد رحل الشاعر إلى بغداد في خلافة الإمام الناصر لدين الله أبي العباس أحمد المستضيء بنور الله ولكنه لم يستقر كثيراً فرحل إلى الشام ومصر. وقد قضى جل حياته في ربوع الشام، ويظهر من شعره أنه شيعي وهذا ظاهر إذ أن كل أهل الحلة متشيعين. وشعر الحلي يشمل المدح في معظمه وله (ديوان كبير - خ) .[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي