خليلي ما للبيد قد عبقت نشرا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة خليلي ما للبيد قد عبقت نشرا لـ الرصافي البلنسي

اقتباس من قصيدة خليلي ما للبيد قد عبقت نشرا لـ الرصافي البلنسي

خَليلَيَّ ما لِلبيدِ قَد عَبَقَت نَشرا

وَما لِرُؤوسِ الرَكبِ قَد رُنِّحَت سُكرا

هَلِ المِسكُ مَفتوقاً بِمَدرَجَةِ الصَبا

أَمِ القَومُ أَجرَوا مِن بَلَنسِيَةٍ ذِكرا

خَليلَيَّ عُوجا بي عَلَيها فَإِنَّهُ

حَديثٌ كَبَردِ الماءِ في الكَبِدِ الحَرّى

قِفا غَيرَ مَأمورَينِ وَلِتَصديا بِها

عَلى ثِقَةٍ لِلغَيثِ فَاِستَسقِيا القَطرا

بِجِسرِ مَعانٍ وَالرَصافَةِ إِنَّهُ

عَلى القَطرِ أَن يَسقي الرَصافَةَ وَالجِسرا

بِلادي الَّتي ريشَت قُوَيديمتي بِها

فُرَيخاً وَآوَتني قَرارَتُها وَكرا

مَبادئ لينِ العَيشِ في رَيِّقِ الصِبا

أَبى اللَهُ أَن أَنسى لَها أَبَداً ذِكرا

لَبِسنا بِها ثَوبَ الشَبابِ لِباسَها

وَلكِن عَرينا مِن حُلاهُ وَلَم تَعرى

أَمَنزِلَنا عَصرَ الشَبيبَةِ ما الَّذي

طَوى دونَنا تِلكَ الشَبيبَةَ وَالعَصرا

مَحَلٌّ أَغَرُّ العَهدِ لَم نُبدِ ذِكرَهُ

عَلى كَبِدٍ إِلا اِمتَرى أَدمُعاً حُمرا

أَكُلُّ مَكانٍ كانَ في الأَرضِ مَسقَطاً

لِرَأسِ الفَتى يَهواهُ ما عاشَ مُضطَرّا

وَلا مِثلَ مَدحُوٍّ مِنَ المِسكِ تُربَةً

تُمَلّي الصَبا فيها حَقيبَتَها عِطرا

نَباتٌ كَأَنَّ الخَدَّ يَحمِلُ نَورَهُ

تَخالُ لُجيناً في أَعاليهِ أَو تِبرا

وَماءٌ كَتَرصيعِ المَجَرَّةِ جَلَّلَت

نَواحِيَهُ الأَزهارُ فَاِشتَبَكَت زُهرا

أَنيقٌ كَرَيعانِ الحَياةِ الَّتي خَلَت

طَليقٌ كَرَيّانِ الشَبابِ الَّذي مَرّا

وَقالوا هَلِ الفِردَوسُ ما قَد عَلِمتُهُ

فَقُلتُ وَما الفِردَوسُ في الجَنَّةِ الأُخرى

بَلَنسِيَةٌ تِلكَ الزَبَرجَدَةُ الَّتي

تَسيلُ عَلَيها كُلُّ لُؤلُؤَةٍ نَهرا

كَأَنَّ عَروساً أَبدَعَ اللَهُ حُسنَها

فَصَيَّرَ مِن شَرخِ الشَبابِ لَها عُمرا

وَإِن كانَ قَد مدَّت يَدُ البَينِ بَينَنا

مِنَ الأَرضِ ما يَهدي المُجِدّ بِهِ شَهرا

تُؤَبَّدُ فيها شَعشَعانِيَّةُ الضُحى

إِذا ضاحَكَ الشَمسُ البُحَيرَةَ وَالنَهرا

تَراجَمُ أَنفاسُ الرِياحِ بِزَهرِها

رُجوماً فَلا شَيطانَ يَقرَبُها ذُعرا

هِيَ الدُرَّةُ البَيضاءُ مِن حَيثُ جِئتَها

أَضاءَت وَمن لِلدُّرِّ أَن يَشبِهُ البَدرا

خَليلَيَّ إِن أَصدُر إِلَيها فَإِنَّها

هِيَ الوَطَنُ المَحبوبُ أَوكَلتُهُ الصَدرا

وَلَم أَطوِ عَنها الخَطوَ هَجراً لَها إِذاً

فَلا لَثَمَت نَعلي مَساكِنَها الخَضرا

وَلكِنَّ إِجلالاً لِتُربَتِها الَّتي

تَضُمُّ فَتاها النَدبَ أَو كَهلَها الحُرّا

أَكارِمُ عاثَ الدَهرُ ما شاءَ فيهِمُ

فَبادَت لَياليهِم فَهَلِ اِشتَكى الدَهرا

هَجوعٌ بِبَطنِ الأَرضِ قَد ضَرَبَ الرَدى

عَلَيهِم قُبَيباتٍ فُوَيقَ الثَرى غُبرا

تَقَضَّوا فَمِن نَجمٍ هُنالِكَ ساقِطٍ

أَبى اللَهُ أَن يَرعى السِماكَ أَوِ النَسرا

وَمَن سابِقٍ هذا إِذا شاءَ غايَةً

شَأى غَيرَ مَجهودٍ جِيادَ العُلا حُضرا

أُناسٌ إِذا لاقَيتَ مِن شيتَ مِنهُمُ

تَلَقَّوكَ لا غَثَّ الحَديثِ وَلا غَمرا

وَقَد دَرَجتَ أَعمارُهُم فَتَطَلَّعوا

هِلالَ ثَلاثٍ لَو سَنا رَقّ أَو بَدرا

ثَلاثَةُ أَمجادٍ مِنَ النَفَرِ الأُلى

زَكَوا خَبَراً بَينَ الوَرى وَزَكوا خُبرا

ثَكَلتهُم ثُكلاً دَهى العَينَ وَالحَشا

فَفَجَّرَ ذا ماءً وَسَجَّرَ ذا جَمرا

كَفى حَزَناً أَنّي تَباعَدتُ عَنهُم

فَلَم أَلقَ مَن أَسرى مُخفّاً وَلا سرّا

وَإِنّي مَتى أَسأَل بِهِم كُلَّ راكِبٍ

لِيُظهِرَ لي خَيراً تَأَبَّطَ لي شَرّا

أباحِثُهُ عَن صالِحاتٍ عَهِدتُها

هُناكَ فَيُنبيني بِما يَقصِمُ الظَهرا

مُحَيّا خَليلٍ غاضَ ماءُ حَياتِهِ

وَساكِنُ قَصرٍ صارَ مَسكَنُهُ القَبرا

وَأَزهَر كَالإِصباحِ قَد كُنتُ أَجتَلي

سَناهُ كَما يَستَقبِلُ الأَرِقُ الفَجرا

فَتىً لَم يَكُن خِلوَ الصِفاتِ مِنَ النَدى

وَلَم يَتَناسَ الجودَ أَعدَمَ أَم أَثرى

يُصَرِّفُ ما بَينَ اليَراعَةِ وَالقَنا

أَنامِلَهُ لا بَل هَواطِلَهُ الغَرّا

طَويلُ نِجادِ السَيفِ لانَ كَأَنَّما

تَخَطّى بِهِ في البَردِ خَطِّيَّةً سَمرا

سَقَتهُ عَلى ما فيهِ مِن أَريحيّةِ

خَلائِقُ هُنَّ الخَمرُ أَو تُشبِهُ الخَمرا

وَنَشرُ مُحيا لِلمَكارِمِ لَو سَرَت

حُمَيّاهُ في وَجهِ الأَصيلِ لَما اِصفَرّا

هَلِ السَعدُ إِلّا حَيثُ خُطَّ صَعيدُهُ

فَما بَلَّ في شَفرَي ضَريحٍ لَهُ شَفرا

طَوَيتُ اللَيالي طَيَّهُنَّ وَإِنَّما

طَوَينَ بِهِ عَنّي التَجَلُّدَ وَالصَبرا

فَلا حُرِمَت سُقياهُ أَدمُعَ مُزنَةٍ

تَرى مَبسَمَ النُوّارِ أَصفَرَ مُغبَرّا

وَما دَعوَتي لِلمُزنِ عُذراً لِدَعوَتي

إِذا ما جَعَلتُ البُعدَ عَن قُربِهِ عُذرا

مَعاهِدُ قَد وَلَّت إِذا ما اِعتَبَرتَها

وَجَدتَ الَّذي يَحلو مِنَ العَيشِ قَد مَرّا

شرح ومعاني كلمات قصيدة خليلي ما للبيد قد عبقت نشرا

قصيدة خليلي ما للبيد قد عبقت نشرا لـ الرصافي البلنسي وعدد أبياتها ثمانية و أربعون.

عن الرصافي البلنسي

محمد بن غالب الرفاء الرصافي أبو عبد الله البلنسي. شاعر وقته في الأندلس، وأصله من رصافة بلنسية وإليها نسبته. كان يرفأ الثياب ترفعاً عن التكسب بشعره. وعرفه صاحب (المعجب) بالوزير الكاتب، أقام مدة بغرناطة، وسكن مالقة وتوفي بها. له ديوان شعر.[١]

تعريف الرصافي البلنسي في ويكيبيديا

الرصافي البلنسي محمد بن غالب الرصافي المكنى بأبي عبد الله شاعر أندلسي، ولد في رصافة بلنسية فهو رصافي بلنسي وتكاد النسبتان ان تكونا نسبة واحدة وتوفى يوم الثلاثاء التاسع من شهر رمضان سنة 572 هـ/ 1177م، وكان يعمل رفّاءا حيث أشتغل بيده ترفعا عن الكسب من الشعر.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي