خليلي ما هذا الشذا المتضوع

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة خليلي ما هذا الشذا المتضوع لـ شرف الدين الحلي

اقتباس من قصيدة خليلي ما هذا الشذا المتضوع لـ شرف الدين الحلي

خَلِيلَيّ مَا هذا الشذا المتضوِّع

يخبُّ به وفد النسيم ويوضع

وما لفؤادي قد تعرّض للصبا

ونبهه داعي هوى ليس يهجع

أفي نسمات الريح من أرض بابل

أحاديث ترويها البروق وترفع

أجل طرقت بالشام رحلي سقيمة

فما برحت حتى تمايل موجَع

ولله طيف ظلّ وهناً فلم يكد

ليجمعنا لولا التأوّهُ مضجع

تغلغل في بحر الدموع وإنما

تخلص مذ غاضت مع النوم أَدْمُع

وأوهمني أشياء ما خلت أنها

على الضعف تقتاد الفؤاد فيقبع

لك الله قلباً لا يزال تشوقه

طلائع أعلام تغر وتخدع

إذا صبوة عنها أَمالتك سلوة

تعرض زُورٌ من خيال فَتَرْجِع

خَلِيلَيَّ هُبَّا فاطلبا لي جذوة

سما نحوها طرفي أم البرق يلمع

فإن كان برقاً فاستميحاه وقفة

لعل شآبيب الحيا منه تهمع

فإن جاد قبل الدمع مَدْرَجَةَ اللوى

فتلك لعمري منه ما تضيع

فلا فُطِمَتْ تلك الثنية من حيا

يُبَاكِرُ طِفْلَ النبت فيها فيَرْضَعُ

ولا تبخلا أن تُتْبِعَا الظعن نظرة

فلي خلف تلك العيس قلب مروَّع

فما أخذوه عنوة غير أنه

تأخر عني حين راح يودع

ولا تسأما أن تنشداه فربَّما

أجابكما عنه حنين مرجَّع

فإن لم يقع للطرف صادق مطمح

هناك فما للقلب في العود مطمع

وإن غربت تلك البدور بِغُرَّب

فعهدي بها بين الطوالع تطلع

وأرقني بالأبرق الفرد طارق

وَوُرق غدت في مورق البان تسجع

ترخم صوتاً أعجميّاً ومقلتي

تترجم عنها حين تدمى وتدمع

وعن أيمن السعدي يا سعد أربع

لقلبي إليها لفتة وتطلع

يرنحني تذكارها فكأنما

يدار عليَّ البابليُّ المشعشع

فيا حبذا ظلُّ النخيل وجرعة

تبل غليلي لا كثيب وأجرع

ليالي أغصان المعالي تنثني

عليَّ ومن لعس المراشف أكرع

زمان كعصر الصاحب بن محمد

رقيق الحواشي مُخْصِب الجوِّ مُمْرع

به الظل ضافٍ والنبات منوِّر

كما الورد صافٍ والصِّلات تَبَرَّع

فللَّه شمس الدين أي مشمر

إلى المجد والأقوام حسرى وضُلّع

وزير إذا عُدَّتْ مناقبه غدت

حياء لها شمس الضحى تتبرقع

حَمَتْ جَارَه من أن يضام حميّةٌ

أرتنا صروف الدهر كيف تصرع

فيا طالب العلياء أعوز نيلها

يميناً لقد نادتك لو كنت تسمع

سما ابن أبي يعلى إلى غاية العلا

فَرُم غيرها إن كان في القوس منزع

أخو يقظة في الملك لا الحزم ينثني

إلى غيره في الدست يمتد أصبع

بحيث جناب العز في جنباته

مناخ العطايا الغمر وهو ممنع

يشتت شمل المال جوداً فحبذا

شتات لأشتات المعالي يجمع

فللمعتفي والمعتدي من رياحه

ندىً وردىً يجري رُخاء وزَعْزَع

بطيء إذا ما هاجه ذنب مجرم

عن البطش لكن جوده متسرع

مواهبه كالغيث عمّ ركامه

فمن جوده لم يخل في الأرض موضع

يروع العدا منه أغرّ مشمِّر

إلى المجد طلق الوجه أبلج أروع

يسرك منه موقع بعداته

ويرضيك منه بالسماح موقع

فيا ابن الأولى حازوا العلا وتسربلوا

جلابيب من مَوْشيها وتدرعوا

هم القوم طالوا بالمعالي فقدرهم

من الشهب في الأفلاك أعلى وأرفع

تقاصر كعب عن نداك وحاتم

وقصَّر كسرى عن مداك وتُبَّع

وكم نشرت أوصافك الغر واغتدى

شذا المسك من أردانها يتضوع

ويهتز متن الهُنداوانِيِّ غَيْرَةً

لأنك أمضى منه عزماً وأقطع

فما اتسعت آمالنا وتلفتت

إلى مطلب إلا وجودك أوسع

ولا طاردتنا الحادثات مغيرة

فكان لنا إلا جنابك مفزع

وقلت لمن يخشى الليالي وغدرها

بحيث أذاها ماله عنه مدفع

إذا شئت أن يعدوك منها إذا اعترت

غمائم ليست عن جنابك تقلع

فقل أنا جار الصاحب بن محمد

وَبِتْ آمناً مما تخافُ وتجزع

فيا خير من تسمو الأماني عنده

إلى بحر جود فيه للوفد مشرع

تهنَّ بشهر الصوم وابقَ لدولة

صفا لك من سلسالها العذب منبع

ودونكها زُهر الخدود كأنها

صفاتك يجلوهنَّ للخلق مجمع

ودمْ ما هَمَتْ وُطْفُ الغمائم وانبرت

على دوحها وُرْقُ الحمائم سجع

شرح ومعاني كلمات قصيدة خليلي ما هذا الشذا المتضوع

قصيدة خليلي ما هذا الشذا المتضوع لـ شرف الدين الحلي وعدد أبياتها ثلاثة و خمسون.

عن شرف الدين الحلي

أبو الوفاء راجح بن أبي القاسم إسماعيل الأسدي الحلي أبو الهيثم شرف الدين. شاعر من بني أسد ولد في مدينة الحلة في العراق. وقد رحل الشاعر إلى بغداد في خلافة الإمام الناصر لدين الله أبي العباس أحمد المستضيء بنور الله ولكنه لم يستقر كثيراً فرحل إلى الشام ومصر. وقد قضى جل حياته في ربوع الشام، ويظهر من شعره أنه شيعي وهذا ظاهر إذ أن كل أهل الحلة متشيعين. وشعر الحلي يشمل المدح في معظمه وله (ديوان كبير - خ) .[١]

  1. معجم الشعراء العرب

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي