خل ذكر العقيق والزوراء

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة خل ذكر العقيق والزوراء لـ أحمد الكاشف

اقتباس من قصيدة خل ذكر العقيق والزوراء لـ أحمد الكاشف

خل ذكر العقيق والزوراءِ

واطَّرح عنك طاعة الأهواءِ

واشتغال الفؤاد بالخرَّد الغي

د وشرح الجوى وشكوى التنائي

إن في العصر حادثاً شغل الشا

عر عن مية وعن أسماء

فبدت منه حكمة وتجلت

عظة للعقول والعقلاء

سرْ يراعي أَخُطَّ عنه حديثاً

سار في العالمين سير الضياء

كان أهل السودان في حكم مصر

مع رعايا العزيز تحت لواء

فرأى المفسدون أن ائتلاف ال

قوم يُبقي استقلالهم في نماء

فأثاروا بعض الرعايا على بع

ض بمسعى الأبالس الأشقياء

فغدا القوم والسرائر شتى

عن رشاد يقيهم واهتداء

وأهانوا الحكام وانتبذوا الأح

كام واستكبروا على النصحاء

فلبثنا نعالج الداء بالحز

م وداءُ النفوس أخبث داء

فبترنا بالسيف من جمعهم عُضْ

واً فلم يغن سائر الأعضاء

كم بذلنا لكبحهم من نفوس

ونفيس يجل عن إحصاء

فتركناهمُ يعيثون في الأر

ض فساداً بصولة واجتراء

وقضى اللّه أن نعود إليهم

بوبال من بأسنا ووباء

فأتى كتشنر سديد المرائي

والهمام المقدام رب الدهاء

ساق بيضاً إلى العصاة وسوداً

مع حمر فوق الثرى والماء

فجنود تموج كاللج في الني

ل وأخرى تموج في الصحراء

من مشاة مثل الأسود وفرسا

ن تهول العقبان عند اللقاء

فوق جرد كأنهن السعالى

سابقات يطرن في التعداء

صاديات لدى الكريهة لا ير

وى صداها سوى دم الأعداء

ودروع من نسج داود زرق

ليس للبيض عندها من مضاء

وسيوف تلوح تحت مثار ال

نقع كالبرق لاح في الظلماء

وركوز لدى القتال سكون

قد علاها الوقار في الهيجاء

حاقدات قلوبها تتلظى

بالمنايا الصواعق الحمراء

كلما خيف أن تخف لهول

أثقلتها رزانة الكبرياء

وأساطيل كالجبال سوى أن

نَ بها هزةً من الخيلاء

همَّ في الفجر والوحوش مع الطي

ر سواهٍ والجن في إغفاء

وتلقى العدى فضيَّقَ في أو

جُهِهم في الوغى رحيب الفضاء

الرصاص الرشاش يمطرُهم وي

لا إذا ما همى همى بالبلاء

وزئير الأبطال يقصف كالرع

د سما بالغاً عنان السماء

شتتوا شملهم فما أكثر القت

لى وأشقى ضمائر الأحياء

لا جريح من الردى في أمان

لا أسير من حله في رجاء

فأنين مرجع بشهيقٍ

وصياح مُردَّدٌ ببكاء

أيها الغالبون رفقاً بنا رف

قاً ورحمى بالعزَّل الأبرياء

نحن إخوانكم نؤلف في دي

نٍ قويم قضى بحفظ الإخاء

أتطيعون يا رفاق دخيلاً

في المعاصي يا مطمح الدخلاء

أعلينا ذنب وقد قادنا قس

راً جهول من معشر جهلاء

يرتجون الحنان منهم وهل ير

جى حنانٌ من صخرة صماء

مشهد يجعل الدموع دماءً

ويثير النيران في الأحشاء

يا زماناً أقياله تقتل الأط

فال ذبحاً على صدور النساء

أمعيد طغاة عادٍ إلينا

يا زمان البخار والكهرباء

أين أهل الإنصاف أين ذوو الرح

مة بل أين أعين الرقباء

انتصرنا وما الذي قد جنينا

ه من النصر بعد طول العناء

ما جنينا سوى الوفاق جزاء

إن هذا الوفاق شر جزاء

اقتضى أن نساء فيما فتحنا

ه ببذل الأموال والأبناء

وإذا شارك الضعيف قوياً

في منال فحظه كالهباء

أم درمان إن قومك جاروا

واستباحوا محارم الضعفاء

أم درمان كم من الظلم أظلم

ت إذن فاشرقي بلمع الدماء

أم درمان سوف تنسيننا لُنْ

دُنَ أمَّ المدائنِ الزهراء

يتغنى بوصفك الدهر لما

يعجز الوصف ألسن الشعراء

شرح ومعاني كلمات قصيدة خل ذكر العقيق والزوراء

قصيدة خل ذكر العقيق والزوراء لـ أحمد الكاشف وعدد أبياتها واحد و خمسون.

عن أحمد الكاشف

أحمد بن ذي الفقار بن عمر الكاشف. شاعر مصري، من أهل القرشية (من الغربية بمصر) ، مولده ووفاته فيها قوقازي الأصل. قال خليل مطران: الكاشف ناصح ملوك، وفارس هيجاء ومقرع أمم، ومرشد حيارى. كان له اشتغال بالتصوير ومال إلى الموسيقى ينفس بها كربه. واتهم بالدعوى إلى إنشاء خلافة عربية يشرف عرشها على النيل فتدارك أمره عند الخديوي عباس حلمي، فرضي عنه، وكذبت الظنون. وأمر بالإقامة في قريته (القريشية) فكان لا يبرحها إلا مستتراً. (له ديوان شعر - ط) .[١]

تعريف أحمد الكاشف في ويكيبيديا

أحمد الكاشف أو أحمد بن ذي الفقار بن عمر الكاشف، شاعر مصري معروف من أصل شركسي، كان معاصرًا للشاعر أحمد شوقي، وله مواقف وطنية مشهودة. وُلِد في قرية القرشية من محافظة الغربية بمصر عام 1878م الموافق 1295 هـ. جيء بوالده طفلًا صغيرًا من شمال القفقاس إلى مصر، فتبناه ذو الفقار كُتخُداي وتولّى تربيته. ويقال أن والدته خديجة بنت سليمان من أصل مورلّي باليونان وأن خالته كانت متزوجة من أمين باشا الشمسي سرتُجَّار بندر الزقازيق وأحد المتحمسين للثورة العرابية. تعلّم القراءة والكتابة ومبادئ اللغة الفرنسية وتقويم البلدان والحساب والتاريخ والهندسة والنحو واللغة. كان له ميل كبير إلى التصوير فعمل على تنمية هذا الميل، كما كان له ميل للاستماع إلى الموسيقى، اهتمّ كثيرًا بدراسة تواريخ وسير حياة النابغين والمتميزين بالتفوق والإبداع. بدأ نظم الشعر في مطلع حياته الأدبية مادحًا الأدباء والكتّاب الكبار، كوسيلة ممتازة للإتّصال بهم والتفاعل معهم والاستفادة من خبراتهم وتجاربهم. تقول عنه الأهرام في عددها الصادر بتاريخ 27 أبريل 1898: «شرع حضرة أحمد أفندي الكاشف أحد أعيان القرشية وناظر المدرسة الأهلية قي تأليف رواية أدبية تاريخية سياسية حماسية سماها "البطل الكريدي" جرت حوادثها في الثلث الأول من هذا القرن فتضمن تاريخ حرب اليونان واستقلال المورة وتغلب العساكر المصرية على ثوار كريت وغير ذلك من الحوادث التي يجدر بكل عثماني الاطلاع عليها وقد تصفحت عدة فصول منها فألفيتها حسنة التركيب بليغة الإنشاء مرصعة بالأشعار الرقيقة فنثني على حضرته ونرجو لمشروعه النجاح». صدر شعره الذي كتبه أثناء حياته في جزئين من مجلّدين كبيرين بعنوان ديوان الكاشف. قال عنه الشاعر خليل مطران يصف طبيعة شعره: «الكاشف ناصح ملوك، وفارس هيجا، ومُقرِّع أُمم، ومُرشِد حيارى».[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. أحمد الكاشف - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي