خمسة طاروا من عيون الشباب

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة خمسة طاروا من عيون الشباب لـ جميل صدقي الزهاوي

اقتباس من قصيدة خمسة طاروا من عيون الشباب لـ جميل صدقي الزهاوي

خمسة طاروا من عيون الشباب

فوق طيارة كمثل العقاب

اخذت في الجو الرفيع تعالى

ثم خرت من اوجها كالشهاب

ان ذاك الصعود في الجو منهم

كان للمجد والعلا والغلاب

صدمة في هبوطها اهلكتهم

بعد ان حلقت بمجرى السحاب

لا ترى بعدها على الارض منهم

غير اشلاء او دم منساب

انما اوقف المحرك فيها

سبب قاهر من الاسباب

هلكوا في شرخ الشباب فيا

للرزء لما عرا وياللمصاب

فتية طارت تبتغي المجد ذخرا

ولاوطانها تخلد ذكرا

فوق طيارة تطوف بهم في

الجو هدارة فتشبه نسرا

كلما استذكرت الفجيعة احسست

من الحزن في فؤادي جمرا

ليس عندي ما استقى منه شعري

غير عين من الكآبة عبرى

انا في الحزن ارسل الشعر دمعا

ساخنا ثم ارسل الدمع شعرا

حسب من مات عند خدمته اوطانه

انه بها كان برا

عاش من بر بالمواطن محمو

داً فان مات فهو بالحمد احرى

فتية صرعى فارقتها الحياة

فبكتها الآباء والامهات

وبكاها العراق حزنا عليها

وبنوه ودجلة والفرات

اينما التفت اشاهد شحوبا

في وجوه عيونها خضلات

شيعتها الى مقابر شتى

عبرات وراءها عبرات

انما المجد لا يموت وان كا

ن ذووه لحادث قد ماتوا

ايها الشعب لا يثبطك يأس

انما في الموت الملم حياة

ايها النسر ما دهاك وقد كنت

اذا طرت لم يخنك الثبات

هي دنيا كثيرة الامتاع

ودعوها ولات حين وداع

وهو المجد بالمساعي اقتنوعها

حبذا المجد يقتني بالمساعي

قد اضعناهم خمسة ليس فيهم

من به رعدة فيا للضياع

مشهد للحياة والموت يشجى

ما به من تنازع وصراع

لهف نفسي على شباب تردوا

فنعاهم الي في الصبح ناع

شاع ذاك النعي حول الفراتين

فاثقل به على الاسماع

جنحت للغروب شمس نهاري

ثم منها لم يبق غير شعاع

وقف الموت للانام رصيدا

كل يوم يريد منهم شهيدا

شطت الدار بالاحبة عنا

وعسى من ناى بهم ان يعيدا

فتية كادتها صروف الليالي

والليالي من شأنها ان تكيدا

انا لو لا شيخوختي ثم دائي

كل يوم نظمت فيهم قصيدا

حبذا الليل والنهار لو انا

فيهما نستطيع ان لا نبيدا

قد ظننت الذي ثوى يسكن القبر

قريبا مني فكان بعيدا

فات من قد رأى السلام رغيبا

ان يرى في الاخطار موتاً حميدا

حل يودي بخمسة اطهار

قدر نازل من الاقدار

بنسور قد حلقت قبل ان يؤذن

ضوء الصباح بالاسفار

خطر كله الظلام ولاكن

لا تبالي النسور بالاخطار

ركبوها طيارة لم تخنهم

في تمارينهم وفي التكرار

ما دهاها حتى هوت كشهاب

خر من جوه بلا انذار

ثم دارت بهم على نفسها بالرغم

عن كل حيلة الطيار

ثم كان الذي به جرت الاقدار

من سقطة لهم وبوار

كل يوم تعطى الحياة ضحايا

تبتغي ارضاء بها للمنايا

ان هذا الجميل الذي نحن منه

هو من هاتيك الضحايا بقايا

نبتغي تخفيف الرزايا بلهو

نرتضيه فلا تخف الرزايا

لا اظن الحياة تلقى سلاما

من بلايا وراءهن بلايا

ان من اعطانا العقول اذا ما

شاء ان نردى يسترد العطايا

والذي انشأ البرايا من الموت

معيد الى البوار البرايا

كبر شفني فلم يبق عندي

غير قلب يئن تحت الحنايا

شرح ومعاني كلمات قصيدة خمسة طاروا من عيون الشباب

قصيدة خمسة طاروا من عيون الشباب لـ جميل صدقي الزهاوي وعدد أبياتها تسعة و أربعون.

عن جميل صدقي الزهاوي

جميل صدقي بن محمد فيضي بن الملا أحمد بابان الزهاوي. شاعر، نحى منحى الفلاسفة، من طلائع نهضة الأدب العربي في العصر الحديث، مولده ووفاته ببغداد، كان أبوه مفتياً، وبيته بيت علم ووجاهة في العراق، كردي الأصل، أجداده البابان أمراء السليمانية (شرقي كركوك) ونسبة الزهاوي إلى (زهاو) كانت إمارة مستقلة وهي اليوم من أعمال إيران، وجدته أم أبيه منها. وأول من نسب إليها من أسرته والده محمد فيضي. نظم الشعر بالعربية والفارسية في حداثته. وتقلب في مناصب مختلفة فكان من أعضاء مجلس المعارف ببغداد، ثم من أعضاء محكمة الاستئناف، ثم أستاذاً للفلسفة الإسلامية في (المدرسة الملكية) بالآستانة، وأستاذاً للآداب العربية في دار الفنون بها، فأستاذاً في مدرسة الحقوق ببغداد، فنائباً عن المنتفق في مجلس النواب العثماني، ثم نائباً عن بغداد، فرئيساً للجنة تعريب القوانين في بغداد، ثم من أعضاء مجلس الأعيان العراقي، إلى أن توفي. كتب عن نفسه: كنت في صباي أسمى (المجنون) لحركاتي غير المألوفة، وفي شبابي (الطائش) لنزعتي إلى الطرب، وفي كهولي (الجرىء) لمقاومتي الاستبداد، وفي شيخوختي (الزنديق) لمجاهرتي بآرائي الفلسفية، له مقالات في كبريات المجلات العربية. وله: (الكائنات -ط) في الفلسفة، و (الجاذبية وتعليها -ط) ، و (المجمل مما أرى-ط) ، و (أشراك الداما-خ) ، و (الدفع العام والظواهر الطبيعية والفلكية-ط) صغير، نشر تباعاً في مجلة المقتطف، و (رباعيات الخيام-ط) ترجمها شعراً ونثراً عن الفارسية. وشعره كثير يناهز عشرة آلاف بيت، منه (ديوان الزهاوي-ط) ، و (الكلم المنظوم-ط) ، و (الشذرات-ط) ، و (نزغات الشيطان-خ) وفيه شطحاتة الشعرية، و (رباعيات الزهاوي -ط) ، و (اللباب -ط) ، و (أوشال -ط) .[١]

تعريف جميل صدقي الزهاوي في ويكيبيديا

جميل صدقي بن محمد فيضي ابن الملا أحمد بابان الزهاوي (1279 هـ - 1354 هـ / 1863 - 1936 م): شاعر، من طلائع نهضة الأدب العربي في العصر الحاضر، وهو علم من أعلام الشعر العربي الحديث، ورائد من روّاد التفكير العلمي والنهج الفلسفي. مولده ووفاته ببغداد، كان أبوه مفتيها. وبيته بيت علم ووجاهة في العراق. كردي الأصل، أجداده البابانيون أمراء السليمانية، ونسبة الزهاوي إلى (زهاو) كانت إمارة مستقلة وهي اليوم من أعمال إيران، وجدته أم أبيه منها. وأول من نسب إليها من أسرته والده محمد فيضي الزهاوي.تلقى العلم على يدي أبيه مفتي بغداد، وفي مدرسته التي عُرفت بما تدرسه من العلوم الشرعية الإسلامية والأدب العربي. نظم الشعر بالعربية والفارسية في حداثته. وتقلب في مناصب مختلفة فكان من أعضاء مجلس المعارف ببغداد، ثم من أعضاء محكمة الاستئناف، ثم أستاذا للفلسفة الإسلامية في (المدرسة الملكية) بالآستانة، وأستاذا للآداب العربية في دار الفنون بها، فأستاذا للمجلة في مدرسة الحقوق ببغداد، فنائبا عن المنتفق في مجلس النواب العثماني، ثم نائبا عن بغداد، فرئيسا للجنة تعريب القوانين في بغداد، ثم من أعضاء مجلس الأعيان العراقي، إلى أن توفي.

[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي