خمس وعشرون عاما

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة خمس وعشرون عاما لـ صالح الشرنوبي

اقتباس من قصيدة خمس وعشرون عاما لـ صالح الشرنوبي

خمس وعشرون عاما

مرّت سحابا جهاما

فما زرعن صفاءً

ولا حصدن سلاما

وما زرعن سوى اليأ

س ناضرا بسّاما

ولا حصدن سوى العم

ر أنجما تترامى

يدور رأسي إذا ما

حسبتها أياما

وأفقد العقل إمّا

حستها أحلاما

مشيت فيها على الشو

ك لا أملّ اعتزاما

أكافح الحقد والحا

قدين والأوهاما

واليأس والؤس واله

م والأسى والأناما

وأجبَهُ الدهر فردا

ذا مِرّة مقداما

أسقى المنايا منايا

من همّتي وسماما

وكلما راش دهري

سهما بريت سهاما

وكلما اعوجّ رمحي

قوّمته فاستقاما

لا يعرف الخوف قلبي

ولا أهاب انهزاما

ولا أُبالي جرى الحظ

مدبراً أم أقاما

ما دام عزمي جليداً

على الزمان هماما

وملءُ ثوبي من الصيد

أروَعٌ لا يُسامى

حلبت دهري وحظى

فما بللت أُواما

ولا اصطنعت خلوداً

ولا ادّخرت حطاما

خمس وعشرون عاما

ذابت جوى وسقاما

تهوى على أمّ رأسي

حجارة ورجاما

كأنما ترجمُ النو

ر فيه والأنغاما

وتلتظى في حيالي

سحبا تفيض ضراما

لم أدر فيم تولّت

وكيفما وإلى ما

وسوف أبلغ حيني

كما بلغت الفطاما

والجهلُ آخر علمي

وإن دعيتُ الإماما

سئمت ذاتي وظلّى

وصبوَتي والغراما

وصار أقصى أمانيّ

أن أذوق الحماما

وبات عيشى على الأر

ض محنةً وغراما

سئمت حتى التمنّى

والدمع والإبتساما

والأرض والساكنيها

والأفق والأجراما

والحسن والعاشقيه

والزهر والأنساما

والشعر والفكر والفنّ

والهوى والهياما

والليل يشبه حظّى

والنور يحكي الظلاما

فلست أطلب شيئا

مهما دنا أو تسامى

وما أريد حلالاً

من المنى أو حراما

حسبي وفوق مرادي

ألّا أطيل المُقاما

وأن أرى لحياتي

نهايةً وختاما

يا ربّ لا زلت حيّاً

أُصارع الأيّاما

أطفو على السطح ظِلّاً

من السكون مقاما

وأسكنُ القاع روحاً

معذبا مستهاما

لا يرحم السطح ضعفى

ولا يقيني انحطاما

ولا أرى لي في القا

ع مضجعاً أو مناما

ولى في الأرض قبر

سيحتويني رماما

لا بد منه وإن طا

ل بي المقام وداما

يا ربّ فاقض على شقو

تي وهبني السلاما

وفي يديك زمامي

فلا تمد الزماما

ويا رفاق حياتي

وصفوتي والندامى

دنا الرحيل فلا تق

طعوا لعهدي ذماما

وإن جزعت فلا تس

رفوا عليّ ملاما

وإن مضيت فلا تذ

رفوا الدموع السجاما

خفّوا إلى حمل نعشي

وألبسوني القتاما

وأشبعوني وداعا

وحطّموا الأقلاما

وتوجوا بالأقاحي

جبّانتي والخُزامى

واستغفروا لي في

ا طالما اقترفتُ الأثاما

ولم أُراقب لجهلي

الواحد العلّاما

فإن مررتم بقبري

مسلّمين لماما

فلم أحيّ صديقا

ولم أردّ سلاما

فلا تقولوا طواه الب

لى رحيقا وجاما

فربّما كان موتى

بعثاً وصمتي كلاما

وربما صار جسمي

تحت الرغام رغاما

وذبت في الطين طينا

فما أريد انقساما

وإن جعلت الدياجى

كأسا وصمتي مداما

فلا تثيروا ظُنونا

ولا تديروا اتهاما

وودّعوني خفافا

كما أتيتم كراما

ولا تزيدوا زحام القب

ور حولي زحاما

ولا تقولوا فقدنا

ه في الخطوب حساما

أو مات لم يقض حقّاً

ولم يبلغ مراما

فحسب حيٍّ شقاء

خمس وعشرون عاما

شرح ومعاني كلمات قصيدة خمس وعشرون عاما

قصيدة خمس وعشرون عاما لـ صالح الشرنوبي وعدد أبياتها تسعة و ستون.

عن صالح الشرنوبي

صالح بن علي الشرنوبي المصري. شاعر حسن التصوير، مرهف الحس، من أهل بلطيم بمصر، ولد ونشأ بها. دخل المعهد الديني بدسوق، فمعهد القاهرة، فالمعهد الأحمدي بطنطا، ثم كلية الشريعة، فكلية دار العلوم. ودرّس في مدرسة سان جورج بالقاهرة، ونشر بعض شعره في مجلات الإذاعة والرسالة والثقافة وجريدتي الأهرام والمصري، وعمل في جريدة الأهرام. ذهب إلى بلطيم ليقضي أيام عيد الأضحى مع أهله، فقضى نحبه منتحراً. له اثنا عشر ديواناً في كراريس صغيرة، منها مجموعة أسماها (نشيد الصفا -ط) .[١]

تعريف صالح الشرنوبي في ويكيبيديا

صالح علي شرنوبي (1924م - 1951م / 1370 هـ)، ولد في 26 مايو 1924 بمدينة بلطيم بمحافظة كفر الشيخ. حفظ القرآن الكريم وعمره 10 سنوات. درس بمعهد دسوق الديني وحصل على الابتدائية من معهد القاهرة عام 1939م. حصل على الثانوية الأزهرية من المعهد الأحمدي بطنطا عام 1947م. فشل في الالتحاق بدار العلوم بعد أن اجتاز الامتحان التحريري. التحق بكلية أصول الدين ثم هجرها بعد سبعة أشهر من الدراسة. بعد عام من تركه كلية أصول الدين عاد إلى بلطيم ليعمل مدرسا بالمدرسة الابتدائية. ترك بلطيم إلى القاهرة. كتب قصائد الشك والحزن والحرمان والموت وهو مقيم بحجرة الدجاج على سطح أحد المنازل، أو وهو ملتجئ ـ بعد أن طردته صاحبة البيت لعجزه عن دفع الإيجار - إلى مغارة بجبل المقطم، أو وهو مقيم في بدروم تحت الأرض يخيل إلى داخله أنه يستنشق هواء قد سبق تنفسه حسب تعبير الدكتور عبد الحي دياب. عمل مدرسا بمدرسة أجنبية للبنات هي مدرسة «سان جورج» لكنه فصل منها لكثرة تخلفه وعدم التزامه بمواعيد الحضور والانصراف. مرة ثانية حاول الالتحاق بكلية دار العلوم ليلقى نفس النتيجة التي لقيها عام 1947 م. التحق بكلية الشريعة، ولكنه سرعان ما هجرها لنفس الأسباب التي هجر بها كلية أصول الدين. تعرف على الممثلين والممثلات وكتب أغنيات بعض الأفلام، كما أنه عرف وذاق كل خصائص عالم الفن إلى درجة التخمة. علم كامل الشناوي بمأساة الشاعر صالح الشرنوبي فعينه مصححا في جريدة (الأهرام) لتظل الماساة قائمة نتيجة لنمط الحياة التي قد استغرقت هذا الشاعر. في إجازة عيد الأضحى عاد الشاعر إلى بلطيم لتكون النهاية الحزينة، ولتشيع بلطيم شاعرها إلى مثواه الاخير يوم 17 سبتمبر 1951 م الموافق 15 من ذي الحجة 1370 هجرية. خلف صالح الشرنوبي عدة دواوين وبعض الأزجال والقصص القصيرة والمسرحيات، وقصائد النثر والشعر الحر جمعت كلها في مطبوع ضخم (675 صفحة) في سلسلة «من تراثنا» مع مقدمة للدكتور عبد الحي دياب[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. صالح الشرنوبي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي