خير الرثاء الذي بالقلب قد لطفا

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة خير الرثاء الذي بالقلب قد لطفا لـ ناصيف اليازجي

اقتباس من قصيدة خير الرثاء الذي بالقلب قد لطفا لـ ناصيف اليازجي

خيرُ الرِّثاءِ الذي بالقلبِ قد لَطَفا

ما أخمَدَ الحُزنَ لا ما هيَّجَ الأسَفا

والمُبكياتُ تَضُرُّ الحيَّ مُزعجةً

لهُ ولا تنفعُ الميْتَ الذي انصَرَفا

يَحِقُّ أن تُندُبَ الأحياءَ نائحةٌ

فالموتُ للكلِ بالمرصادِ قد وقفا

ما بينَ حيٍّ ومَيْتٍ شُقَّةٌ قَصُرَت

وربَّما صارَ منها يبلغُ الطَّرَفا

أمَرُّ ما ذاقَ حيٌّ من مَصائبِهِ

فَقْدُ الحبيبِ الذي مَن ذاقَهُ عَرَفا

وأنفعُ العملِ المطلوبِ حينئذٍ

صبرٌ جميلٌ لجُرْحِ القلبِ فيهِ شَفا

اليومَ رَدَّت علينا مِصرُ ما أخذَت

بالأمسِ منَّا ولكنْ بعدَما تَلِفا

وديعةٌ عندَها كانت فما سَمحَت

بالدُّرِ منها ولكنْ ردَّت الصَّدَفا

يا قبرَ كاتبةٍ أحسِنْ كرامتَها

فإنَّها تستحِقُّ المجدَ والشَّرَفا

كانت لَدى أعينِ النُقَّادِ جوهرةً

نفيسةً فأتاها البينُ مُختطِفا

كانت وكانت فبانت غيرَ عائدةٍ

كأنَّها لم تكن في عابرٍ سَلَفا

أبلَى الثَّرى ذلكَ الوجهَ الصبيحَ وما

أبلَى ثَناها الذي يبقى لها خَلَفا

مَن صاحبَ الدَّهرَ لا يأمَنْ غوائِلَهُ

فالشَّمسُ كم كَسَفتْ والبدرُ كم خَسَفا

ومَن يَعِشْ ليسَ تَخلو عينُهُ أبداً

من مَنظَرٍ شَقَّ أو من مدَمعٍ ذَرَفا

يا أيُّها النَّاسُ هُبُّوا من رُقادِكُمُ

لِسَفرةٍ بوقُها بالكلِّ قد هَتَفا

يا ويلَ من سار في هذا الطَّريقِ بلا

زادٍ ويا ويلَ من وَسْطَ الطريقِ غَفَا

هامَ الجَهولُ بدُنياهُ الغَرورِ وقد

شابت وشابَ فزادتْ نفسُهُ شَغفَا

صَبابةٌ كلَّما أيامُهُ قَصُرتْ

طالتْ عليهِ وتَقوَى كلَّما ضَعُفا

ويلاهُ من جَوْرِ هذا البينِ كيفَ بَغَى

فما نرى أحَداً في حكمِهِ انتَصفا

يَرَى الفتى في دُجَى ليلٍ فيطلُبُهُ

ولا يَرَى في الضُّحى الشَّيخَ الذي دَلَفا

يختارُ أفضلَ شخصٍ أن يكونَ لهُ

صَيداً فيطوي إليهِ الأرضَ مُعتَسِفا

كأنَّهُ وَسْطَ بُستانٍ يدورُ بهِ

على الثِّمارِ فما يحلو لهُ قَطَفا

يا رحمةَ اللهِ جودي وامطُري كَرَماً

على ضَريحٍ بهِ غُصنٌ قد انقصَفا

وجاوري مَن بهِ حلَّت مُعانِقةً

ذاكَ القَوامَ كلامٍ عانَقتْ ألِفا

لَئِنْ تَكُن كَدَّرَتْ عيشَ الحزينِ فقد

نالت مَقاماً بهِ عيشُ النَّزيلِ صَفا

هذِهْ هي الغايةُ القُصَوى التِّي خُلِقَت

لها وذلك منها حَسبْهُا وكَفَى

شرح ومعاني كلمات قصيدة خير الرثاء الذي بالقلب قد لطفا

قصيدة خير الرثاء الذي بالقلب قد لطفا لـ ناصيف اليازجي وعدد أبياتها ستة و عشرون.

عن ناصيف اليازجي

ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط. شاعر من كبار الأدباء في عصره، أصله من حمص (سورية) ومولده في كفر شيما بلبنان ووفاته ببيروت. استخدمه الأمير بشير الشهابي في أعماله الكتابية نحو 12سنة، انقطع بعدها للتأليف والتدريس في بعض مدارس بيروت وتوفي بها. له كتب منها: (مجمع البحرين -ط) مقامات، (فصل الخطاب -ط) في قواعد اللغة العربية، و (الجوهر الفرد -ط) في فن الصرف وغيرها. وله، ثلاثة دواوين شعرية سماها (النبذة الأولى -ط) و (نفحة الريحان -ط) و (ثالث القمرين -ط) .[١]

تعريف ناصيف اليازجي في ويكيبيديا

ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط بن سعد اليازجي (25 مارس 1800 - 8 فبراير 1871)، أديب وشاعر لبناني ولد في قرية كفر شيما، من قرى الساحل اللبناني في 25 آذار سنة 1800 م في أسرة اليازجي التي نبغ كثير من أفرادها في الفكر والأدب، وأصله من حمص. لعب دوراً كبيراً في إعادة استخدام اللغة الفصحى بين العرب في القرن التاسع عشر، عمل لدى الأسرة الشهابية كاتباً وشارك في أول ترجمة الإنجيل والعهد القديم إلى العربية في العصر الحديث. درّس في بيروت.[٢]

  1. معجم الشعراء العرب
  2. ناصيف اليازجي - ويكيبيديا

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي