دارة لهو بالجزع أعهدها

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة دارة لهو بالجزع أعهدها لـ عبد المحسن الكاظمي

اقتباس من قصيدة دارة لهو بالجزع أعهدها لـ عبد المحسن الكاظمي

دارة لَهوٍ بالجزع أَعهدها

يَزهو بهيف الظباء معهدها

رعى مَهاها حبّ القُلوب وَلا

تقضم غير القُلوب خرّدها

كَم نظرة لي أَما وَقفت بِها

وَالعَين مطروفة أردّدها

تسعدني عندها بكلّ جَوى

حشاشَتي وَالدُموع تسعدها

وَمهجة ما برحت أَكلؤها

في كلّ طرف باللحظ يقصدها

ضيّعتها أَمس بين أَربعها

وَضَلّ عَنها من راح ينشدها

لَهفي عَلَيها لَو كانَ يَنفعَني

لَهفي وَوَجدي لَو كانَ يوجدها

ما خطر الرافدان في خلدي

إِلّا تَراني للعين مرفدها

من عبرات يمتدّ معبرها

عَلى خدود باد مخدّدها

أَو زَفَرات يسن زافِرها

قصد ضُلوع فشا تقصّدها

وَكَيفَ يَسلو الحمى ذوو كَمَدٍ

لَم يدر طعم السلو مكمدها

دَع اللديدين واِستعر كبداً

يطول نحو الحمى تلدّدها

الآن أَيقَنَت أنّ جيرَتنا

لا تسمع القول حين أنشدها

إِذ نزح الحي واِختَفى أَثر الد

دار وَفات العيون مشهدها

وَفتية كالنجوم حجّبها

نحس اللَيالي وَزال أَسعدها

عَهدي بها كالجِبال راسيَة

لا يَنثَني في الخطوب مفردها

كَيفَ ثنتها الأَحداث واِقتعدت

منها الرزايا ما كانَ يقعدها

بدّدها حادِث الفِراق وَقَد

كانَ جَميعاً لَنا مبدّدها

فارقتها وَالحَشا تساومني

تجلّداً لَو يفي تجلّدها

فاِنتَزَع البين أيّما مهج

يبرق فيها الأَسى فيرعدها

في حالَة لَو تعي الصخور لَها

رقّت لِحالي وَذاب جلمدها

الوجد من خاطِري يقرّ بها

وَالبين عَن ناظري يبعدها

ما اِبتدرت من حياً بوادره

وَلا طَغى من لظى توقّدها

مثل دموع رحنا نصوّبها

أَو زفرات بتنا نصعّدها

وَلست أَنس بالجزع دار هَوىً

أَصبح نهب البلى مجدّدها

وَقفت فيها أضفي السؤال وَلا

يطيق ردّ السؤال هُمّدها

أَزوّد الطرف من معالمها

وَيا لَها حسرة أزوّدها

يا دار لا تَطمئنّي إِلى مطر

تسقيك عين ثَراك إثمدها

وكلّ دار حاك الرَبيع لَها

وَشيا وَقام النَسيم يرصدها

اليَوم تَزهو بسربها وَغَدا

طارفها لِلبلى وَمتلدها

وَربّ أَرض يغصّ نفنفها

بصبوتي أَو يَضيق فدفدها

يظلّ عَن حرّها يظلّلني

في بردها ضالها وَغرقدها

شارفت منها اليفاع فاِنحدرت

نَفسي فيها وَعَزّ مصعدها

في رَوضة غضّة الشَذا أنف

يطرب أَسماعنا مغرّدها

وَكلّما شوشت خمائلها

صبىً أَتاها النَدى يلبّدها

نزلتها طارِحاً بها رسني

وَالوجد من جانبي يصعّدها

فاِعترضتني غيداؤها وَلوىً

عَلى فخّ الشِراك أَغيدها

فَصحت أَهل الحِمى غَريرتكم

في الحسن قَد تامني تفرّدها

خذوا أَحاديث حسنها وَدَعوا

رواتها عَن هَوى تسنّدها

فرعاء ما أَسبلت غدائرها

يحمل منها الشَذا مقرمدها

يَنساب سبطا كالأيم مرسلها

وَيَنثَني شوشبا مجعّدها

فتّانة المُقلَتين خامصة ال

بطن محبب السَنا مقلّدها

تَرمي فتصمي بالنبل من قصدت

وَهَل تعدّى الفؤاد مقصدها

تعمّدت مقتلي فَقلت له

هناك يا مقتلي تعمّدها

رأيت منها تودّداً وَقلىً

فَما قَلاها وَما تودّدها

يسوّف الوصل يومها لِغَدٍ

لا يومها يَنقَضي وَلا غدها

توعّدني باللّقا وأحسبها

تنجز يوم الحِساب موعدها

ماذا عليها لَو واصلت دنفاً

قربه للبلى تبعدها

يا أخت ريم النقا بنا غلل

وَفي ثَناياك ما يبردها

تنهدت عَن مفلّج عطر

فَهاجَ برح الجَوى تنهدها

حَتّى إِذا اللَيل مدّ كلكله

عَلى الروابي وَنامَ حسدها

جرّدتها من ثيابها علناً

فراق ناظري مجرّدها

مفعمة الساق قد توسدني

عبل ذراع وَقَد أَوسّدها

وَكانَ جَنبي بجنبها لصقاً

إِذا تمشّت وَفي يَدي يدها

حَتّى إِذا ما اِنزَوى الكَرى وَغَدا

معاوداً مقلتي تسهّدها

قمت ولا ما شهدته وَإِذا

تلك خَيالات كنت أَشهدها

وَعدت أَستَعطِف الرقاد وَما

إِخال يَدنو إِليّ مرقدها

فَما لِذي النَفس وَهيَ آبية

يَنقاد طوع الغَرام مقودها

أَلَيسَ تعزى إِلى أَمين خير أَب

يصدرها حرّة وَيوردها

فلست منّي يا نَفس أَنت إِذا

راعك من ذي الخطوب مؤيدها

يا نَفس لا تَطمَحي إِلى بلد

يعقّني شيخها وأمردها

توردي العزّ واِتركي بلداً

تظما بجنب الحياض موردها

أنجدت أَم غرت في البلاد فَما

يُغنيك أَغوارها وأنجدها

عودي وَلاقي محمّداً فَهوَ ال

خير وَخير الوَرى محمّدها

يردّ عنك الخطوب ناصلة ال

أَنياب يحثي التُراب أَوردها

يحفظ ما ضيع الأَنام لَنا

عهود فضل في الدهر نعهدها

له أَياد عليّ ضافية

أَجحد نَفسي وَلست أَجحدها

تفقّدتني بالطول منه يد

يحيي رفات الثَرى تفقّدها

كانَ لَئيما من لَم يكن أَبَداً

يشكر معروفها وَيحمدها

حسب بني المجد سؤدداً وَعلا

منه علاها وَمنه سؤددها

نماه للعزّ والد عقمت

بطن المَعالي فجاء يولدها

وَأَولدته للمجد والدة

زكا بحجر الفخار مولدها

بخ بخ للعلا إِنَّه أَبا ال

قاسم في فضله مقلّدها

مصلحة للبلاد شيمته

إِذا عَثا في البِلاد مفسدها

أَقامَ في الهند برهة فَغَدا

إِلى شباه يعزى مهنّدها

من لي به وَالديار شاسِعَة

لا يَتَدانى إِليّ أَبعدها

أَخي دع مهجَتي وَما لقيت

يطلقها الشجو أَو يقيّدها

سحاب جفني وَأَنتَ ممطره

وَنار وَجدي وَأَنتَ موقدها

لَو فتّشوا أَضلعي لما وَجَدوا

غير هموم هَواك موجدها

أَو قوّموها رأوا فضول حَشا

يقيمها الشوق ثمّ يقعدها

ذرِ اللَيالي أَقضها سهراً

وَنَم خليّا إِن بتّ ترقدها

نحن أُناس قضى الغَرام لَها

أَلا يَذوق الكرى مسهّدها

وَزع أَجسامها السفار كَما

توزّعت في الدِيار أَكبدها

كَم طرق للعلا وَكَم خطط

إِلى الأَماني كنّا نمهّدها

حَتّى إِذا أَينعت جَوانبها

قامَت بنات الأحداث تخضدها

لما يزل يخلق العزاء لَنا

مطارفاً وَالأَسى يجدّدها

تزاحمت حَولي الخطوب كَما

تَزاحمَت في الرياض روّدها

حملت منها ما لَو تحمّله

رواكد الهضب ساخ ركّدها

تَطول ذؤبانها عليّ وَلا

يقصر عَن جانِبي عمرّدها

وَإِنّ من أَعظم الخطوب عَلى الن

نَفس اللَواتي أَمسَت تكبّدها

أَسرة بغي أَضحى يطاوِل ذا ال

مجد لَدى المكرمات أَوغدها

لا فرعها طاهر الأروم وَلا

يَعرِف طيب النجار محتدها

يمسي وورد صاب إِلى صَدري

مصدرها سائِغاً وَموردها

بلوت من غيبها وَمشهدها

فساءَني غيبها وَمشهدها

تبدي لي النسك ثمّ تحسبني

يغرّني في الريا تهجّدها

كَيفَ ورجس الفَحشاء قبلتها

وَحانَة الخندَريس مسجدها

إِن لَم أُذقها حرّ الحَديد فَلا

يُقال لي في الأَنام أَوحدها

قم عاطني الراح راح أرؤسها

تلك كؤوس يطيب صرخدها

وروّني من دمائها بردى

أَو يتروّى الإِيمان ملحدها

تقاعد الهمّ بي وَلي همم

يأنف ذلّ المَقام مقعدها

لا بدعة نهضة يَثور بها

إِلى مراقي السماك ملبدها

ومن تكن أَرضه السَماء فَنع

لاهُ إِذاً نسرها وَفرقدها

أَلست إِما ركبت يفخر بي

طرف كَريم الآباء قعددها

بَينَ ظبىً لَو رأَيتنا وَقَنا

نسحب مِن ذي وَذي تجرّدها

وَفي حشا المارقين نركزها

وَفي طلى المشركين نغمدها

قلتَ جبال الدنيا تقلّع

وَالعيالم السبع عجّ مزبدها

هَيهات توهي لَنا العدا دعما

مثل أَبي قاسم موطدها

فاِسلم أَبا قاسم وَعش أَبَدا

في عيشة صالح مؤبّدها

تسلّ أَو تغمد السيوف لَنا

فَمنك مسلولها وَمغمدها

لِتَهتَدِ الناس في سناك وَهَل

ضلّت أُناس وَأَنتَ مرشدها

فُق البَرايا وَسد غطارفها

فَأَنتَ يا ذا الجَلال سيّدها

هذى القَوافي وَالوَيل من نفر

ينفر من طبعهم معقدها

أَصوغ منها قلائداً غررا

يقلّد الفخر من يقلّدها

شرح ومعاني كلمات قصيدة دارة لهو بالجزع أعهدها

قصيدة دارة لهو بالجزع أعهدها لـ عبد المحسن الكاظمي وعدد أبياتها مائة و ثلاثة عشر.

عن عبد المحسن الكاظمي

عبد المحسن بن محمد بن علي بن محسن الكاظمي، أبو المكارم. من سلالة الأشتر النخعي، شاعر فحل، كان يلقب بشاعر العرب. امتاز بارتجال القصائد الطويلة الرنانة. ولد في محلة (الدهانة) ببغداد، ونشأ في الكاظمية، فنسب إليها. وكان أجداده يحترفون التجارة بجلود الخراف، فسميت اسرته (بوست فروش) بالفارسية، ومعناه (تاجر الجلود) وتعلم مبادئ القراءة والكتابة، وصرفه والده إلى العمل في التجارة والزراعة، فما مال إليهما. واستهواه الأدب فقرأ علومه وحفظ شعراً كثيراً. وأول ما نظم الغزل، فالرثاء، فالفخر. ومر السيد جمال الدين الأفغاني بالعراق، فاتصل به، فاتجهت إليه أنظار الجاسوسية، وكان العهد الحميدي، فطورد، فلاذ بالوكالة الإيرانية ببغداد. ثم خاف النفي أو الاعتقال، فساح نحو سنتين في عشائر العراق وإمارات الخليج العربي والهند، ودخل مصر في أواخر سنة 1316هـ، على أن يواصل سيره إلى أوربا، فطارت شهرته، وفرغت يده مما ادخر، فلقي من مودة (الشيخ محمد عبده) وبره الخفي ما حبب إليه المقام بمصر، فأقام. وأصيب بمرض ذهب ببصره إلا قليلاً. ومات محمد عبده سنة 1323هـ، فعاش في ضنك يستره إباء وشمم، إلى أن توفي، في مصر الجديدة، من ضواحي القاهرة. ملأ الصحف والمجلات شعراً، وضاعت منظومات صباه. وجمع أكثر ما حفظ من شعره في (ديوان الكاظمي-ط) مجلدان. قال السيد توفيق البكري: الكاظمي ثالث اثنين، الشريف الرضي ومهيار الديلمي.[١]

تعريف عبد المحسن الكاظمي في ويكيبيديا

عبد المحسن بن محمد بن علي الكاظمي (20 أبريل 1871 - 1 مايو 1935) (30 محرم 1288 - 28 محرم 1354) عالم مسلم وشاعر عراقي عاش معظم حياته في مصر. ولد في محلة دهنة في بغداد ونشأ في الكاظمية وإليها ينسب. كان أجداده يحترفون التجارة بجلود الخراف. حاول والده أن يدخله التجارة لكنّه لم يَمِل إليها، فتعلّم مبادئ القراءة والكتابة، واستهواه الأدب فنهل من علومه وحفظ كثيرًا. اتصل بالجمال الدين الأفغاني حين مرّ بالعراق، فطارده العهد الحميدي ففر إلى إيران ومنها إلى عشائر العراق وإمارات الخليج، وللهند ثم إلى مصر، فلاذ بالإمام محمد عبده الذي رحّب به، وأغدق عليه فأقام في مصر في كنفه، ولمّا توفي الإمام، ضافت به الأحوال وأصيب بمرض يقال أذهب بعض بصره، فانزوى في منزله في مصر الجديدة في القاهرة حتى توفّي. تميّز بخصب قريحته وسرعة بديهته وذوق رفيع سليم وألفاظ عذبة رنّانة، وكان يقول الشعر ارتجلاً وتبلغ مرتجلاته الخمسين بيتًا وحتى المئة أحيانًا. يلقب بـأبو المكارم و شاعر العرب ويعد من فحول الشعراء العرب في العصر الحديث. ضاع كثير من مؤلفاته وأشعاره أثناء فراره من مؤلفاته ديوان الكاظمي في جزآن صدرته ابنته رباب.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي