دار الأحبة فاتنا معهودها

من موسوعة الأدب العربي
اذهب إلى:تصفح، ابحث

أبيات قصيدة دار الأحبة فاتنا معهودها لـ حسن حسني الطويراني

اقتباس من قصيدة دار الأحبة فاتنا معهودها لـ حسن حسني الطويراني

دارُ الأَحبةِ فاتَنا معهودُها

وَالنَفس خانَ مرادَها مقصودُها

فقدت مكانسها الظبَى وَتذللت

غاباتُها لما فزعنَ أُسودها

وافيتُها أقضي لبانةَ والهٍ

تجتاب آمالي وتُطوَى بيدها

وَلَقد قطعت مهامهاً من دونها

يستوقف الأَملَ الطَويلَ مديدها

مجهولة الأَرجاء صافٍ آلُها

مترقرقٌ للعين حيثُ تذودها

ووقفت أَنشُدُها الذين عهدتُهم

فيها وَنَحنُ بها وَأَين مشيدها

وَجَعلتُ أَرسل فكرةً فيما مَضى

تستتبعُ العبراتِ حين أُعيدها

حَتّى تبينتِ الرسومُ وَقَد عفَت

أَعلامُها وَقَد استذل وطيدها

فَرَأَيتُ أَنّ الدَهر أَنفذ حكمَه

فيها وَقَد أَلِفَ البلاءَ جديدها

وَتفرّقت تِلكَ الجُموعُ وَخوّفت

دارُ الأَمانِ بها وَباد رَغيدها

وَتحوّلت حالاتُها وَتبدّلت

آياتُها وَمحا الجموعَ مبيدها

يا دارَ من أَهوى يَعزُّ عليَّ أَن

أَبكي الطلولَ وَما بعدنَ عهودها

كيفَ احتملنَ وَكَيفَ سِرنَ وَهذه

مددٌ يقلُّ عدادُها وَعديدها

أَوَلَستِ بِالأَمسِ الأَواهل بِالَّذي

نَرجو وَنَهوى وِدّها وَنريدها

يا مسرحَ الغزلان أَين غريرُها

يا مزأرَ الآساد أَين شديدها

يا مطلعَ الأَقمار أَين منيرُها

يا ملعبَ الأَغصانِ أَين مميدها

يامترعَ الكاسات وهيَ سقاتها

وَالطَيرُ يهتاج الهَوى تغريدها

كَم بتّ بَين شَبيبتي وَشَبابها

وَأَزمّةُ الدُنيا لديّ أَقودها

تَسعى إِليّ براحها وَضّاحةٌ

لحظاتُها تحكي الغَزالَ وَجيدها

فَإِذا سَعت طاف الفُؤادُ بقدّها

وَإِذا سقت تشفي الخمار خدودها

تبدي غُصونَ الرَوضِ مثمرةً وَما

هاتيك إِلا قدّها وَنهودها

مرتجة الأَعطاف يُجهَلُ خصرُها

لَو لَم تَكُن شُدَّت عَلَيهِ بنودها

كَم جئتُها وَاللَيلُ مثلُ شعورِها

بعزيمةٍ يَجلي الظَلامَ عمودها

ثم اثنيتُ وَما اِنثَنَتْ لي همةٌ

إِلا دَعَتني للصبابة غيدها

بِاللَه يا لذاتِ أَيامِ الصِبا

عودي لَنا فَلَقَد كَفى تبعيدها

نهلُ الشَبيبةِ طيبٌ وَظَلالُها

قَد كانَ يَحمي ذا الهَوى ممدودها

أَو هَكذا كُنا وَإِلا غفوة

نلنا وَهَل نغفو لَها فنعيدها

لا لا فَما ولَّى فَليس براجعٍ

وَهِيَ اللَيالي ما يردّ رديدها

هذي الدِيار فَإِن شجتكَ رسومُها

فليُجرِ دَمعَك درسُها وَهُمودها

أَو لا فَإِنك ما حفظتَ حقوقَها

أَبداً وَلم يَعزُزْ عَلَيك فقيدها

فَاصرف دُموعَك وَاسقِها وَاجزَع لَها

وَاخلع ثِيابَ الصَبر فهوَ يَزيدها

وَاحمل ملامةَ من يَلومُ فهذه

أَحكامُ دَهرٍ لا يَصدّ عنيدها

لَيسَ الوَفاء وَفاء من يَرجو اللقا

لَكن وَفاء النَفس حَيث يؤودها

شرح ومعاني كلمات قصيدة دار الأحبة فاتنا معهودها

قصيدة دار الأحبة فاتنا معهودها لـ حسن حسني الطويراني وعدد أبياتها ثلاثة و ثلاثون.

عن حسن حسني الطويراني

حسن حسني باشا بن حسين عارف الطويراني. شاعر منشئ، تركي الأصل مستعرب، ولد ونشأ بالقاهرة وجال في بلاد إفريقية وآسية، وأقام بالقسطنطينية إلى أن توفي، كان أبي النفس بعيداً عن التزلف للكبراء، في خلقته دمامة، وكان يجيد الشعر والإنشاء باللغتين العربية والتركية، وله في الأولى نحو ستين مصنفاً، وفي الثانية نحو عشرة. وأكثر كتبه مقالات وسوانح. ونظم ستة دواوين عربية، وديوانين تركيين. وأنشأ مجلة (الإنسان) بالعربية، ثم حولها إلى جريدة فعاشت خمسة أعوام. وفي شعره جودة وحكمة. من مؤلفاته: (من ثمرات الحياة) مجلدان، كله من منظومة، و (النشر الزهري-ط) مجموعة مقالات له.[١]

تعريف حسن حسني الطويراني في ويكيبيديا

حسن حسني الطويراني (1266 - 1315 هـ / 1850 - 1897 م) هو حسن حسني باشا بن حسين عارف الطُّوَيْراني.صحافي وشاعر تركي المولد عربي النشأة. ولد بالقاهرة، وطاف في كثير من بلاد آسيا وأفريقيا وأوروبة الشرقية. كتب وألف في الأدب والشعر باللغتين العربية والتركية، وأنشأ في الأستانة مجلة «الإنسان» عام 1884، ومن ثم حولها إلى جريدة ، لخدمة الإسلام والعلوم والفنون؛ وظلت إلى عام 1890 باستثناء احتجابها عدة أشهر. جاء إلى مصر واشترك في تحرير عدة صحف. تغلب عليه الروح الإسلامية القوية. ومن كتبه: «النصيح العام في لوازم عالم الإسلام»، و«الصدع والالتئام وأسباب الانحطاط وارتقاء الإسلام»، و«كتاب خط الإشارات» وغيرها. له ديوان شعر مطبوع عام 1880.[٢]

شارك هذه الصفحة:

تابع موسوعة الأدب العربي على شبكات التواصل الإجتماعي